تشكيل البرلمان والحكومة الفلسطينية الجديدين بمشاركة حماس واليسار قد يكون سببا في دفع العملية السياسية الي الامام وليس لايقافها

حجم الخط
0

تشكيل البرلمان والحكومة الفلسطينية الجديدين بمشاركة حماس واليسار قد يكون سببا في دفع العملية السياسية الي الامام وليس لايقافها

تشكيل البرلمان والحكومة الفلسطينية الجديدين بمشاركة حماس واليسار قد يكون سببا في دفع العملية السياسية الي الامام وليس لايقافها الانتخابات التي جرت في السلطة الفلسطينية هي علامة فارقة هامة في تاريخ هذا الكيان السياسي القصير. اجراء الانتخابات لن يكون مسألة بديهية. الانتخابات جرت حتي الآن مرة واحدة قبل عشر سنوات وفق الصيغة المحددة في اوسلو. حينئذ تم انتخاب 88 عضو برلمان، وكلهم انتُخبوا وفق طريقة الدوائر. بعد ذلك كان من المفترض أن تتم الانتخابات في عام 2000 مع انتهاء الاتفاق الانتقالي في اتفاق اوسلو ـ إلا أن الانتخابات أُجّلت حينئذ بسبب اندلاع الانتفاضة الدموية. بعدها جرت عدة محاولات لتنظيم الانتخابات، إلا انها فشلت جميعها. الوضع الأمني المتردي في الضفة وغزة وتدهور الحكم المركزي أوصلا السلطة الي حافة الفوضي السلطوية. الانتخابات هي فرصة لاصلاح ذلك. فرصة لاقامة برلمان جديد وحكومة جديدة تجسد في نهاية المطاف تصريحات الرئيس محمود عباس المكررة بشأن القانون الواحد والحكم الواحد والسلاح الواحد. المتحدثون الفلسطينيون أكثروا أمس من التحدث عن عُرس الديمقراطية، وعن الأجواء الكرنفالية السائدة في المناطق مع افتتاح الصناديق في هذا الصباح. وسائل الاعلام الفلسطينية وجهت تعليمات للناخبين مع التنويه بحظر اقتراب حمَلَة السلاح من صناديق الاقتراع.في مواجهة تعبير اسرائيليين وغيرهم عن قلقهم من مشاركة، وربما نجاح، حركة حماس في الانتخابات ـ تحدث كل النشطاء السياسيين الفلسطينيين بشعور كبير من الرضي من مشاركة حماس في المعترك السياسي النظامي في اطار السلطة. كبار قادة السلطة والاعلاميين الفلسطينيين بذلوا جهودا كبيرة للاقناع بأن وجود حماس في البرلمان، وربما في الحكومة الفلسطينية، ليس تراجعا في العملية السياسية بل علي العكس من ذلك ـ هو تقدم الي الأمام. كل وجود السلطة الفلسطينية وهذه الانتخابات ناجم عن اتفاق اوسلو ، قال محمد دحلان لخصمه محمود الزهار من حماس، في أحد البرامج التلفزيونية. بكلمات اخري، مجرد مشاركة حماس في الانتخابات هو برهان علي أنهم مضطرون لقبول اتفاق اوسلو. وردا علي ذلك، اضطر المتحدثون بلسان حماس الي أخذ موقف دفاعي، وأوضح زعيمهم، اسماعيل هنية، أن اتفاق اوسلو مات قبل سنوات ورحل عن هذا العالم، وأن الانتخابات تتم بصورة جوهرية وتقنية مغايرة : 132 نائبا، نصفهم يُنتخبون حسب الدوائر كما في السابق، والنصف الآخر بالطريقة القطرية.من ساعد ادعاءات قادة فتح والسلطة حول اوسلو كان نشطاء الجهاد الاسلامي. الجهاد هو التيار الفلسطيني الوحيد الذي يقاطع الانتخابات اليوم. المتحدثون باسم هذه الحركة يعتقدون، مثل قادة فتح، أن المشاركة في الانتخابات تشكل اعترافا غير مباشراً باوسلو. حركة الجهاد ترفض قبول الهدنة، وأتباعها يقفون وراء كل العمليات الأخيرة. وفي المقابل تشارك اليوم كل فصائل المعارضة الاخري، وعلي رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية ـ الحركتان اللتان قاطعتا انتخابات 1996 بسبب معارضتهما لاوسلو. علي هذه الخلفية قد يكون من الممكن تعليق آمال علي تصريحات أبو مازن وأتباعه المطمئِنة بصدد اقامة البرلمان والحكومة الجديدين بمشاركة حماس واليسار، والتي قد تكون في نهاية المطاف عاملا يدفع بالعملية السياسية وليس سببا لايقافها.داني روبنشتاينمحلل خبير للشؤون الفلسطينية(هآرتس) 25/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية