تسارع وتيرة هجرة الكفاءات العراقية للخارج.. وخطة لافراغ البلاد من اصحاب المواهب والمبدعين

حجم الخط
0

تسارع وتيرة هجرة الكفاءات العراقية للخارج.. وخطة لافراغ البلاد من اصحاب المواهب والمبدعين

تسارع وتيرة هجرة الكفاءات العراقية للخارج.. وخطة لافراغ البلاد من اصحاب المواهب والمبدعينلندن ـ القدس العربي : منذ سقوط العاصمة العراقية بغداد في نيسان (ابريل) 2003 تسارعت حدة الهجرة العراقية من البلاد لدول الجوار، ولوحظ ان اكثر المهاجرين هم من اصحاب الكفاءات من الاساتذة الجامعيين، والاطباء الاخصائيين في امراض خطيرة، والمهندسين. وجاءت الهجرة بسبب السياسات التي استهدفتهم من قبل الجماعات التي رفعت شعار اجتثاث البعث، والميليشيات الشيعية التي تقوم بعمليات تصفية حسابات مع النظام السابق. وهناك سبب اخر دافع للهجرة وهو انهيار النظام الامني، وتعرض اصحاب الخبرات الي عمليات تهديد واختطاف من جماعات غير معروفة تقوم بخطفهم والمطالبة بفدية لقاء الافراج عنهم. واشار تقرير اعده مكتب الوكالة الامريكية للتنمية يو إس اي ايد الي ان العاصمة بغداد مقسمة بحسب مناطق النفوذ لعصابات النهب والسرقة، فيما تتمرس الحكومة العراقية الانتقالية والعاملون فيها في المنطقة الخضراء. ويقول اخصائيون انهم تلقوا تهديدات من جماعات معروفة، طالبتهم بالتوقف عن العمل في بلادهم والا كان مصيرهم القتل. ويحذر خبراء من ان استمرار تدفق الخبرات العراقية للخارج يهدد بفقدان البلاد لأهم الخبرات مما يعني ان عمليات اعادة بناء المجتمع العراقي الذي دمره الغزو الامريكي، واصلاح البني التحتية قد تحتاج لوقت طويل. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن محاضر في العلوم السياسية في جامعة بغداد قوله ان عملية هجرة الكفاءات هي بمثابة تجفيف للادمغة، وقال مضيفا قد ينتهي بنا الوضع الي مجتمع بدون معرفة، فكيف سيتم التقدم اذا! . ويلاحظ ان وتيرة الهجرة ومعدلاتها تتراوح بين القادرين علي ترك البلاد والرحيل الي دول الجوار، مثل سورية والاردن ومصر، اما الذين يحملون تأشيرات سفر للدول الغربية فيسافرون، والذين يبقون في البلاد يشعرون ان الآخرين تخلوا عنهم. ويحل محل الخبرات المهمة، اشخاص بخبرات قليلة، فاحد اهم اطباء القلب في العراق الدكتور عمر الكبيسي، قرر ترك البلاد والرحيل للاردن، حيث ترك ملاحظة علي باب عيادته تقول ان المراجعين لعيادة الدكتور عمر الكبيسي عليهم الاتصال به في الاردن ، وحل محل الاخصائي المعروف طبيب شاب ومعظم الاطباء الذين يعملون في المستشفي وكانوا يقدمون استشارات للمرضي غادروا البلاد. ويقول ان الاخصائيين الذين غادروا هم من خريجي الجامعات الامريكية والبريطانية، وكانوا يقومون بمهام التدريب والتعليم، والآن بدأ الناس الباحثون عن استشارات طبية بالسفر الي ايران، ويقول الطبيب الشاب في الماضي لم يكن احد في العراق يفكر بالبحث عن علاج في ايران . اما الذين يقفون علي ابواب التخرج فيحلمون بالخروج من العراق ان وجدوا الفرصة لذلك، ويقول شبان في جامعة بغداد ان غياب الامن والاستقرار وعدم توفر فرص العمل هي دوافع اساسية لهم للهجرة من البلاد. وحتي الذين عادوا بعد انهيار النظام العراقي السابق، قرروا العودة الي الاماكن التي حضروا منها، خاصة اولئك الذين يعيشون في الدول الغربية، فيما يفكر آخرون بالرحيل. والغريب ان الذين عاشوا في ظل النظام السابق يبحثون عن وسائل للرحيل عن البلاد. ولا يعرف حجم الارقام التي غادرت لان الذين يسافرون في الغالب يقولون انهم يخرجون لقضاء فترة قصيرة ولا يعودون بعد ذلك. وكان يغادر العراق يوميا باتجاه الاردن ما بين 200 ـ 250 مسافرا وذلك في الفترة ما بين 2004 ـ 2005، ولكن منذ الصيف الماضي ارتفع العدد الي 1100 شخص في اليوم. ويعتقد ان عدد الذين غادروا العراق بسبب التهديدات والوضع الامني، يصل الي مليون شخص. وتعتبر تجارة الاختطاف من اكثر ما يخيف اصحاب الكفاءات او الخبرات او الذين تظهر عليهم مظاهر الغني. وفي الغالب يبحث رجال عصابات الاختطاف عن الجماعات الغنية او الغربيين حيث يعرفون ان الفدية التي سيحصلون عليها ستكون كبيرة.. ويري عراقيون ان استهداف اصحاب الخبرات هو عمل مقصود لافراغ البلاد من الكفاءات. ويقول عمر الكبيسي ان رسالة مكتوبة بخط رديء قد وصلت اليه تطالبه بالرحيل عن البلاد في غضون عشرة ايام وعندما اخذها الي الشرطة زعمت ان الدكتور نفسه قام بتزييفها، وبعد ايام قليلة قرر الرحيل للاردن. وفي احيان اخري تجبر عائلات علي الرحيل بعد ان تتعرض بيوتها للسرقة. وتقرر السفر ضد رغبتها. وتقول سيدة انها عاشت اربع حروب ولم تفكر بالرحيل، اما الان فالوضع في العراق اصبح لا يطاق فأنا لا اشعر بالامان في غرفة نومي.. ولا في البلاد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية