تزايد الطلب علي الاسلحة مع سعي العراقيين لحماية انفسهم
تزايد الطلب علي الاسلحة مع سعي العراقيين لحماية انفسهم بغداد ـ رويترز: يحتفظ ابو علي منذ فترة طويلة ببندقية كلاشنيكوف مخبأة في غرفة نومه شأنه في ذلك شأن معظم العراقيين. لكن المهندس البالغ من العمر (56 عاما) بدأ بعد العنف الطائفي الذي دفع البلاد علي مدي الاسبوعين الماضيين الي شفا الحرب الاهلية يعتقد ان سلاحا آليا واحدا لا يكفي. وقال ابو علي وهو رجل قصير بدين الخطر في كل مكان . وتابع احتفظت دائما في منزلي ببدقية الية ولكن بعد العنف اشتريت مسدسا عيار تسعة مليمترات واحمله طوال الوقت .وقام العراقيون خوفا من الهجمات الطائفية التي عصفت بالبلاد منذ تفجير مزار شيعي يوم 22 شباط/ فبراير بتحصين منازلهم وتخزين السلاح في بلد يعج بالفعل بالاسلحة. وابان حكم صدام سمح لكل عائلة عراقية بامتلاك بندقية كلاشنيكوف واحدة في اطار خطة للدفاع المدني اثناء سنوات الحروب. وبعد الاطاحة بصدام حسين قام اشخاص بنهب الثكنات العسكرية والاستيلاء علي اي شيء بدءا من الذخيرة الي الصواريخ المضادة للطائرات.وبعد ان جعلت موجة العنف الاخيرة العراقيين يخافون من السير حتي في احيائهم ارتفعت اسعار المسدسات العراقية الصنع عيار تسعة مليمترات والتي يمكن اخفاؤها بسهولة الي ما يصل الي 600 دولار. ويعرف هذا النوع من المسدسات باسم طارق ويعد واحدا من اكثر الاسلحة التي يقبل عليها العراقيون حاليا. وبعد الغزو الامريكي في عام 2003 كان المسدس طارق الذي استخدمته الشرطة العراقية يباع بسعر 150 دولارا للقطعة الواحدة بينما كانت البندقية الالية من طراز كلاشنيكوف (ايه كي ـ 47) تباع بخمسين دولارا فقط. ويبلغ الحد الادني لرواتب موظفي الحكومة علي سبيل المثال 125 دولارا شهريا ويعيش كثير من العراقيين بمبالغ اقل بكثير من هذا ومن ثم يمثل شراء سلاح تضحية اقتصادية. لكن سكان بغداد من طرفي الصراع الطائفي يقولون انهم لا خيار لهم. وقالت نداء قدوم (34 عاما) وتعمل مدرسة باحدي المدارس الثانوية زوجي كان معه مسدسه الخاص وظللت اطلب منه ان يشتري لي واحدا .واضافت قدوم وهي شيعية واخيرا اشتري لي واحدا ودربني علي كيفية استخدامه لحماية نفسي. اذا تعرضت لاي تهديد سأطلق النار في الهواء حتي يتمكن جيراني من المجيء ومساعدتي . وقال ثائر أياد (42 عاما) ويعمل تاجر سيارات انه اشتري بندقية كلاشنيكوف بعد ان شنت ميليشيات شيعية هجمات انتقامية علي مساجد للسنة في بغداد. وقال كنت اريد دائما حماية نفسي ولكن العنف حسم الامر بالنسبة لي واشتريت بندقية بسعر جيد وهو 200 دولار . ويمكن ان يصل سعر بعض البنادق الكلاشنيكوف الروسية الصنع الي 350 دولارا هذه الايام علي عكس الانواع الصينية المماثلة والارخص سعرا. ورغم وجود نظام ترخيص رسمي لمحلات الاسلحة وحاملي الاسلحة فان الاسلحة يتم تداولها بحرية في السوق السوداء. وثقافة حمل السلاح منتشرة منذ فترة طويلة في العراق وكانت تتبدي مثلا في قيام صدام باطلاق رصاص بندقيته بيد واحدة في الهواء خلال العروض او في اطلاق العراقيين للاعيرة الكاشفة خلال الاحتفالات بالعام الجديد او حتي بعد الفوز في مباريات كرة القدم. وسعيا للقضاء علي حمل السلاح في الشوارع قام رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بتطبيق برنامج لنزع الاسلحة في بعض المناطق في عام 2004. وكانت الاسعار التي تدفعها الحكومة اعلي من السعر المتداول في الشارع مما تسبب في رفع الاسعار والحد من تدفق الاسلحة. ولكن لا يزال يسمح لكل عائلة بامتلاك سلاح واحد ومعظم العائلات تمتلك اسلحة الامر الذي لا يترك شارعا واحدا بالعاصمة يخلو من السلاح. وقال فارس عبيد (38 عاما) ويعمل تاجرا بالسوق السوداء الناس يريدون الاسلحة والطلقات . وتابع اذا اراد شخص شراء سلاح أوفره له خلال اقل من ساعة .