تزامن مع تهديدات شيراك وتحدث عن ترسبات اشعاعية

حجم الخط
0

تزامن مع تهديدات شيراك وتحدث عن ترسبات اشعاعية

تقرير محرج عن تجارب فرنسا في مستعمراتهايتحدث عن تلوث نووي مسيئ علي البيئة والسكانتزامن مع تهديدات شيراك وتحدث عن ترسبات اشعاعيةباريس ـ القدس العربي ـ من شوقي أمين: منذ أن لوّح الرئيس الفرنسي جاك شيراك باستعمال السلاح النووي ضد من أسماها الدول المارقة التي تحاول استعمال أساليب ارهابية أو أسلحة محظورة ضد بلاده، لا يكاد يمر يوم دون أن تعلو أصوات منددة بهذا التوجه الجديد في العقيدة النووية الفرنسية فضلا عن انتقادات الدول الصديقة من دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة المانيا التي لم تهضم جيدا مقاصد الرئيس الفرنسي في وقت عصيب تمر به الأسرة الدولية مع اتساع رقع التوتر والحروب (العراق وايران).ففرنسا بلد نووي كبير، ولقد استطاعت بناء ترسانتها النووية بعدما نجحت في معظم تجاربها في مستعمراتها القديمة أو حتي تلك التي مازالت تحت سيطرتها، ولكن تلك التجارب النووية لم تكن دون آثار وخيمة علي الأرض والحيوان والنبات والانسان.وما يعزز هذا الاعتقاد، تقرير صدر مؤخرا عن لجنة تحقيق ترأسها السيدة تي هيرشون، تابعة للجمعية التمثيلية لبولينيزيا في منطقة ما وراء البحر، والذي ستنشر كل تفاصيله في التاسع من شباط/فبراير المقبل، يناقض جملة وتفصيلا التقارير الرسمية للجيش الفرنسي حول تجاربه النووية في مستعمراته.ويكتسي التقرير أهمية كبري كونه يقوم بعملية مسح لكل التجارب النووية التي قامت بها فرنسا من 1966 الي 1974، وهي الفترة التي أطلقت فيها فرنسا حوالي 46 رأسا نووية جوا في اقليم موروروا وفانغاتونفا في الأراضي البولينيزيا.واعتمدت لجنة التحقيق في عملها علي وثائق دفاع سرية للغاية تضمنت كل التجارب النووية الفرنسية، ففي الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1966 قام الجيش الفرنسي بتجريب رابع قنبلة نووية له في منطقة بيتيلغوز في قلب المحيط الهادي، معتبرا تلك التجربة نجاحا مبهرا بكل المقاييس مع التأكيد علي أن لا يوجد أثر للاشعاعات النووية المتولدة عن انفجار القنبلة علي الجزر الآهلة بالسكان. ولكن وثيقة سرية جدا أوضحت أن ترسبات اشعاعات نووية ناجمة عن اطلاق تلك القنابل، التقطتها كل محطات علم الأرصاد الجوية لاقليم بولينيزيا ما احال الي وجود تلوث نووي فعلي. وتؤكد لجنة التحقيق في هذا السياق أن غيوما نووية في شكل اشعاعات شقت لها مسارات معينة، طالت جزرا مسكونة كجزيرة توياموتو وحتي تاييتي.من زاوية أخري، أفاد تقرير لجنة التحقيق البولينيزية أن اشعاعات نووية تولدت عن اطلاق كوكبة من القنابل النووية في تموز/يوليو 1974 تمت معاينتها في جزيرة تاييتي بالاضافة الي ثبوت اشعاعات نووية اخترقت بلديات عدة في محيط الجزيرة الأم، في حين اكتفت تقارير الجيش الفرنسي لتلك المرحلة بالاشارة الي وجود غيوم نووية ضئيلة جدا في بلدية ماهينا شمال جزيرة تاييتي لا تنطوي علي أي خطر كان. ويذكر تقرير لجنة التحقيق علي سبيل المثال أنه في اقليم (تي هوبو) جنوب جزيرة تاييتي كانت كميات الاشعاعات أقوي بكثير من جزيرة ماهينا بمقدار أربع أو ست مرات متجاوزة السقف الأوروبي بكثير.وفي نفس السياق، وللوقوف علي خطر الاشعاعات النووية الملوثة علي السكان بشكل مباشر، خلصت لجنة التحقيق استنادا الي نتائج علمية دقيقة قام به مخبر مستقل بتكليف منها أنه لا توجد اشعاعات من شأنها أن تضع الصحة العمومية في خطر . ولكن في المقابل شددت نتائج المخبر علي أن الانفجاريات النووية جوا تركت عناصر اشعاعية نووية لحد اليوم.يذكر أن وزارة الدفاع الفرنسية قامت بـ210 تجربة نووية لحد الآن في المستعمرة بولينيزيا وحدها، و41 من تلك التجارب اطلقت جوا. وهو عدد ضخم بكل المقاييس أعطي الانطباع بأن ثمة بؤرا اشعاعية ملوثة جدا مازالت موجودة في المستعمرة الفرنسية قد تكون لها نتائج وخيمة علي صحة الانسان. ولهذا الغرض يحاول المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي الشروع في دراسة معمقة علي سكان بولينيزيا بعدما تبين أن عدد المصابين بسرطان الغدة الدرقية فيها يمثل ضعف عدد المصابين في باقي التراب الفرنسي، وستكون مهمة المعهد تحديدا التأكد فيما اذا كانت هناك قرينة بين سرطان الغدة الدرقية ورواسب التلوث بالاشعاعات النووية.وتري بعض الأوساط المهتمة بالملف النووي الفرنسي أن هناك ملفات عديدة قد تفتح في المستقبل بشأن التجارب النووية التي قامت بها السلطات الفرنسية في مستعمراتها مع ما خلفته تلك التجارب من تلوث أتي علي الأخضر واليابس، مثلما هو الحال في منطقة رقّان في عمق الصحراء الجزائرية التي يبدو أن قوة التلوث النووي التي أصابها قضت بشكل مخيف علي الغطاء النباتي فضلا عن وجود عاهات مزمنة مازال يتناقلها السكان لحد اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية