تراجع البورصة الكويتية بنسبة 4% مع تفاقم موجة بيع الاسهم
صغار المستثمرين يتهمون كبارهم بتعمد خفض المؤشرتراجع البورصة الكويتية بنسبة 4% مع تفاقم موجة بيع الاسهم الكويت ـ رويترز ـ اف ب: تراجع مؤشر سوق الاسهم الكويتية بما يصل الي أربعة في المئة امس الاربعاء مع تفاقم موجة بيع الاسهم التي بدأت قبل شهر في ثاني أكبر بورصة في العالم العربي بعد ما قالت شركة استثمارية كبري انها اخطأت في حساب الارباح غير المحققة لعام 2005.وأغلق مؤشر البورصة المؤلف من اسهم 160 شركة منخفضا 258 نقطة أو 2.35 بالمئة ليسجل 10705 نقاط لينهي أسبوع التداول علي خسائر قدرها 6.6 بالمئة. وهبوط امس هو الاكبر منذ هبطت السوق بنسبة 3.03 بالمئة في 13 تشرين الاول (اكتوبر) 2003.وفاقت الاسهم الهابطة الاسهم الصاعدة بنسبة 92 الي 14في تعاملات تجاوزت قيمتها الاجمالية 91 مليون دينار ارتفاعا من 80 مليونا أمس الاول.وجاءت موجة البيع بعدما قالت شركة بيت الاستثمار العالمي (غلوبل( قبل الفتح انها عدلت الارباح غير المحققة في نتائج أعمالها لعام 2005 بزيادة حادة الي 23.9 مليون دينار (81.7 مليون دولار( من 1.16 مليون بسبب خطأ. ويشير مصطلح الارباح غير المحققة الذي تستخدمه كثيرا شركات الاستثمار الكويتية الي أرباح استثمارية تغطي الفترة ذات الصلة بنتائج الاعمال المعلنة دون أن يتم تسييلها أو تحصيلها مما يعني أن مثل تلك الارباح من الممكن أن تتبخر حالما تتراجع السوق. واحتشد عشرات المستثمرين الغاضبين خارج مقر سوق الاسهم مطالبين الحكومة بالتدخل لوقف التراجع واحتجاجا علي ما يقولون أنه افتقار للشفافية في بيانات الشركات. وقال وليد الحمدان وهو أحد المحتجين ان هذه ليس حركة تصحيح لكنه انهيار للبورصة. وقال ناصر النفيسي المدير العام لمركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ان الاعلان جاء صدمة للمتعاملين الذين تساورهم الان شكوك ازاء الشركات الاخري في السوق. كما تأثر اداء الاسهم الكويتية امس بتقرير صحافي أفاد أن الحكومة لن تتدخل لدعم أسعار الاسهم الآخذة في التراجع. وقال النفيسي ان تعليقات مسؤولي الحكومة العام الماضي أغرت صغار المستثمرين علي الاعتقاد بأن الحكومة ستدعم البورصة مما دفعهم الي زيادة استثماراتهم. لكنه أضاف أنه رغم تراجع البورصة عن مستوياتها الشديدة الارتفاع فان العوامل الاساسية للاقتصاد ما زالت قوية في ظل ارتفاع أسعار النفط. ومتظاهرو امس من المستثمرين الصغار الذين سجلوا خسائر ضخمة في الاسابيع الاربعة الماضية. وهم يتهمون اللاعبين الكبار بدفع المؤشر الي الانخفاض عمدا.وقال المستثمر محمد يوسف يقوم كبار المستثمرين ببيع اسهمهم التي اشتروها باسعار منخفضة ما يؤذينا بشكل كبير، نحن المستثمرين الصغار .وقال المستثمر ابراهيم الفاضلي انها عملية سرقة. لقد خسرت حوالي عشرين الف دينار (70 الف دولار). هذا غير عادل. يقوم المستثمرون الكبار باللعب في البورصة لاسباب سياسية .وقال داود المانع وهو أحد المحتجين ان الحكومة يجب أن تتدخل وتضرب بقبضة من حديد كل من يتلاعب بالسوق. وطالب المتظاهرون الحكومة بالتدخل من اجل وضع حد للتدهور لان ذلك سيؤذي آلاف المستثمرين الصغار.وقال الخبير علي النمش هناك سببان رئيسيان اديا الي هبوط السوق، الاول هو خروج المستثمرين السعوديين من السوق الكويتية بكميات كبيرة من الاموال، والثاني هو زيادة رؤوس الاموال للشركات والاكتتابات الاولية التي امتصت كثيرا من السيولة. وقال النمش يبدو ان الامر مثل كرة الثلج وبالتالي فان المستثمرين في ظل هذه الاجواء يندفعون الي بيع اسهمهم بدلا من شراء اسهم جديدة.من جهته وصف وزير التجارة والصناعة يوسف الزلزلة الانخفاض في البورصة بانه طبيعي مؤكدا ان الحكومة ستتدخل عندما يلزم الامر.وقال الزلزلة للصحافيين في البرلمان الحكومة ستتدخل في حل اي ازمة في البورصة ان حدثت ولكن في الوقت المناسب ودون استعجال . واضاف بعد ان كانت التداولات في البورصة قد انتهت ان ما يحدث في البورصة الآن هو امر طبيعي وليس بالكارثة (..) ولا يستدعي التدخل السريع من الحكومة . وتابع ان اغلب اسواق المنطقة تتعرض لنفس الهبوط .وفي تطور لاحق عقب اغلاق البورصة قال وزير المالية الكويتي بدر مشاري الحميضي ان الهيئة العامة للاستثمار التابعة للحكومة ستزيد حصصها في صناديق استثمارية عقب التراجعات الحادة التي شهدتها سوق الاسهم في الآونة الاخيرة. واضاف أن قرار الهيئة جاء للاستفادة من مستوي الاسعار الحالي في البورصة التي وصفها بأنها مناسبة جدا للاستثمار .وقال الحميضي ان قرار الاستثمار في الاسهم الكويتية استند الي المؤشرات المالية وخاصة معيار السعر الي الارباح وذلك مقارنة بالاسواق المالية الاخري في المنطقة وفي العالم. وتستثمر الهيئة في المقام الاول في الصناديق التي تتكون محافظها من شركات مدرجة في السوق. وبدا بيان الوزير متعارضا مع تعليقات له في وقت سابق من هذا الاسبوع عندما نقل عنه أنه لا يري حاجة ملحة لكي تدعم الدولة أسعار الاسهم المتراجعة. وتمثل الخطوة فيما يبدو أول تدخل لحكومة خليجية يهدف الي دعم أسعار الاسهم. وتعرضت السوق لتراجع حاد في وقت سابق من هذا الاسبوع متجاهلة الاعلان عن كشف ضخم للنفط والغاز في الكويت وهي عضو في منظمة أوبك. وقال محللون ان التراجع الحاد للمؤشر في الاسابيع الاربعة الماضية لم يكن مفاجئا نظرا لانه لم يشهد تصحيحا يذكر منذ ارتفاعه الحاد العام الماضي. ولم يسجل المؤشر اي ارتفاع منذ 21 شباط (فبراير).والمؤشر حاليا ادني بنسبة 6.58 % من المستوي الذي كان عليه نهاية العام 2005 وهو 11445. كما انه ادني بنسبة 11.2% من المستوي الاعلي الذي بلغه عندما بلغ 21054 نقطة في السابع من شباط.وسجلت البورصات الخليجية الاخري، في قطر والامارات والسعودية، خسائر كبيرة ايضا منذ بداية العام.كما شهدت العاصمة الاردنية عمان باليومين الماضيين ظاهرات علي خلفية انخفاض البورصة.الدولار يساوي 0.292 دينار كويتي.4