تداعيات تفجير مرقد الإمام الهادي عليه السلام

حجم الخط
0

تداعيات تفجير مرقد الإمام الهادي عليه السلام

د. عبد الحميد الكاتبتداعيات تفجير مرقد الإمام الهادي عليه السلام كم من حدث جلل تعرض له العراق وأهله منذ دخول الاحتلال، وكم من جريمة نالت الإنسان ومقدساته، قتل وتشريد وتعذيب وانتهاك للكرامة والعرض وتدنيس للحرمات، فجرت المساجد والحسينيات والكنائس وعبث بأثاثها وبعثرت المصاحف ووطئت بأحذية المحتل وعملائه، وآخر تلك الجرائم تفجير قبة مرقد الإمام علي الهادي ولا نظن أنها الأخيرة، وقد أثارت هذه الجريمة وما تبعها من ردود أفعال الكثير من التداعيات ألخصها في الآتي:أولا: المتهم الأول في هذه الجريمة هم (التكفيريون) كما يحلو للبعض تسميتهم، ونري الإعلام ـ ولاسيما أصحاب التوجه الطائفي ومن يؤيدهم ـ نراه يركز علي هذا الاتهام ساعيا إلي تأجيج الفتنة، ونسأل هنا إذا كانت التهمة ثابتة فذلك لأن (التكفيريين) يحرمون زيارة المراقد والتبرك بها ويعدون ذلك (شركا بالله) وهم بهذا الاعتقاد لا يفرقون بين مرقد شيعي أو سني سواء أكن مرقد الكاظم أم أبي حنيفة أم نبي الله يونس، وهنا نتساءل: لماذا إذا لم يفجروا بقية المراقد وقد تكون أهدافا أسهل، أم أن الدافع تأجيج الفتنة أيا كان الفاعل وبأي معتقد كان؟ثانيا: ونسأل أيضا لماذا تباطأ (التكفيريون) طيلة المدة السابقة عن هذا الفعل الإجرامي؟ ولماذا لم يقوموا به من قبل وقد كانوا يسيطرون علي مدينة سامراء كما سبق أن أعلنت حكومات الاحتلال؟ ألا يثير هذا التوقيت تساؤلا لاسيما أنه يتزامن مع جدل الأحزاب لتشكيل الحكومة، وفي وقت بدأت بعض الأحزاب الطائفية يضيق عليها الخناق لسحب وزارة الداخلية منها، وحين ظهرت الدلائل القوية علي صحة الاتهامات الموجهة لها بتبنيها ورعايتها لفرق الموت؟ثالثا: نشكر آية الله السيستاني علي استنكاره لهذا الفعل الشنيع، وهذا يدلل علي أنه حين يري فعلا شنيعا يستنكره ولا يبقي صامتا، لكن كمفهوم مخالفة يدلل علي أنه حين سكت عن كل الجرائم التي طالت بقية المقدسات ونالت حياة الإنسان وعرضه وكرامته فالسكوت يعني أن تلك الجرائم لم تثر استهجانه وتدعوه للشجب والاستنكار.رابعا: وأثارني أن استنكار السيستاني قد جاء فيه أنه يدعو الشيعة (عدم التعرض لمساجد السنة)، وهنا نسأل: هل مرقد الإمام الهادي يخص الشيعة فقط؟ وهل المساجد تخص السنة أم (وأن المساجد لله)؟ وإذا كان آية الله يتوقع من بعض الجهلة رد فعل فلماذا لا يأتي التوجيه للأتباع بإيضاح من يقف وراء هذا الفعل وأن المستفيد منه هو المحتل وأتباعه؟ خامسا: ومما أثارني أن قناة الفرات المعروفة بتوجهاتها الطائفية نقلت عن السيستاني أنه يدعو إلي التظاهر (بالطرق المناسبة) في حين أن بقية القنوات قالت (بالطرق السلمية) فأيهم أكثر دقة؟ ونتساءل أيضا لماذا تخص قناة (الفرات) بتصوير اجتماع المراجع العظام؟ أليس في هذا تأييدا لتوجهات هذه القناة التي تسعي إلي تأجيج الفتنة؟سادسا: وقام بعض الجهلة فعلا بمهاجمة المساجد، ففجروا وهاجموا العشرات منها، ونسأل لماذا لم يستنكر مراجع الشيعة ذلك ويعلموا الناس أن المساجد لله وليست لطائفة؟ ثم ألا يعد التعدي علي المساجد كفرا وألا يسمي الفاعل (تكفيريا)؟ وعليه فإن ردة الفـــــعل غير المبررة تدلل أن في الشيعة كما في السنة أناسا (تكفيريين)، ونسأل أيضا: ما علاقة الفلسطينيين برد الفعل؟ أليس عدو الفلسطينيين هم (الصهاينة) ألا يعد الاعتداء عليهم دعما للصهاينة؟سابعا: نسأل العقلاء لماذا تتظاهر سامراء وأهلها ضد هذا الفعل وجميعهم من السنة؟ ولماذا نقلت قناة (صلاح الدين) بكاء المتظاهرين وكأن الجريمة طالت بيوتهم؟ ولماذا تسارعت الأحزاب السنية وشخصياتها لشجب الجريمة واستنكرتها؟ حبذا لو يأتي شجب المرجعية الشيعية لما يطال السنة ومساجدهم مناسبا لاستنكار الطرف الآخر؟ثامنا: وأخيرا أليس من المثير للسخرية ما بث عن رواية التفجير؟ هل يعقل أن أربعة فقط يقومون بهذا الفعل بعد تكثيف الحرس لساعات؟ أين الحكومة وأين قوات الاحتلال؟ وأي دولة هذه وأي حماية توفرها؟ إن صدقت الرواية فالعار أولا وأخيرا يلحق بالمسئول عن توفير الأمن، ويجب أولا محاسبة الداخلية ووزيرها الذي تحقق في ظل وزارته الإرهاب بكل معانيه وأشكاله، أما إحالة الأمر إلي لجنة تحقيقية فلا ريب أن نتائج اللجنة سيكون كحال سابقاتها من اللجان (الجادرية، جسر الأئمة، فرق الموت، ووو).نسأل الله أن يطفئ هذه الفتنة وأن يمنن علي العراق وأهله بالأمن والوحدة والتحرير.ہ كاتب من العراق8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية