تحويل اولمرت الاموال الي السلطة وتصريحه بأن حماس لا تشكل تهديدا وجوديا يقوي مكانة الحركة في العالم
تحويل اولمرت الاموال الي السلطة وتصريحه بأن حماس لا تشكل تهديدا وجوديا يقوي مكانة الحركة في العالم يبدو احيانا أنهم في دولة اسرائيل يشغلون انفسهم بترجمة ما هو معروف معرفة واضحة وتأويله. عندما تقول حماس بصراحة انها لا تتخلي عن طريقها الارهابية، فهناك من يعظوننا بانتظار أفعالها. وكأن العمليات التفجيرية التي قامت بها في السنين الأخيرة ليست بمنزلة أعمال . وعندما تعمل في الحاضر، نبحث عن كلمات ربما يمكن أن تُفهم علي وجه آخر. هكذا هو الفصل بين حماس وأبو مازن، وبين السلطة المنتخبة وناخبيها.عندما انتخبت حماس، وهذا هو العمل الأوضح لتأييد سياسة الارهاب وعدم الاعتراف باسرائيل، كان اولمرت محتاجا الي زمن للتفكير. وكأن الحديث عن حركة جديدة لم يعرف نهجها، وأراد انتظار تصريحاتها. وهكذا اقترح الاقتراح البائس، الذي فصل بين حماس وسلطة أبو مازن، وحوّل 250 مليون شيكل الي يديه. بعد ذلك بأسبوع، عندما فهم أنهم يفعلون ما يقولون، قرر فجأة عدم تحويل مقدار أقل هو 50 مليون شيكل. بزعم أنه الآن، ولكن الآن فقط، أمامنا كيان ارهابي. ولكن نجم تمييز جديد آنذاك بين الفلسطينيين أنفسهم وبين السلطة التي انتخبوها. وهكذا أراد تحويل اموال الي مؤسسات مدنية لا الي حماس، والسلطة. ومرة اخري أوّل اولمرت اعمالا صريحة من التأييد العام لحماس (فما الذي يُعبر تعبيرا أكبر عن ارادة الشعب من الانتخاب الديمقراطي؟!)، ويقترح أن يقول باسم الفلسطينيين، انكم لم تقصدوا الي ذلك حقا عندما انتخبتم حماس ، فأنتم أحباؤنا. هذا التمييز الهاذي، عندما تبدو جميع علامات الواقع بوضوح آخر، هو نوع آخر من التأويل الاسرائيلي غير المتزن، الذي يُستعمل علينا في العالم.ها هي ذي الجبهة العالمية المضادة لحماس تُكسر، وهي التي تفاخر اولمرت ولفني بها، وهي جبهة لم تصمد أكثر من يوم واحد. بعد ذلك بيوم قامت روسيا ودعت مسؤولي حماس الكبار. وهكذا اوروبا ايضا بدأت تعزف نغمة القاء المسؤولية علي اسرائيل اذا ما انهارت السلطة، حتي لقد أخذت الولايات المتحدة بالفصل بين حماس وأبو مازن. واوروبا انتقلت الي العمل، مثل اولمرت، واستقر رأيها علي تحويل اموال الي السلطة، بالرغم من تولي حماس السلطة.يفوق كل ذلك تصريح اولمرت الأخير بأن حماس لا تخيفنا وليست تهديدا لوجودنا . يريد أن يقول ان حماس ليست خطرة جدا علي دولة اسرائيل كما يقول الجميع ويرون. وذلك يخالف مخالفة تامة اقوال رئيس الشاباك ، قبل ايام معدودة فقط، إن سلطة حماس للأمد البعيد هي تهديد استراتيجي لدولة اسرائيل. وبالطبع، خلافا للمنشور الواضح لحماس عن محو دولة اسرائيل. اذا لم تكن حماس تهدد فليست خطرة جدا، كما يقول اولمرت، فان الاعتراف العالمي الذي يلوح بسيطرتها لم يعد يخالف سياسة حكومة اسرائيل.لا يوجد ما يُخاف منه، قتلة غاندي سيُخلي سبيلهم، وسيبدأ العالم ويستمر في تمويل السلطة وحماس تترأسها، في البداية تمويلا غير مباشر ـ المنظمات الانسانية ، وبعد ذلك تمويلا مباشرا ايضا. لن تفعل اسرائيل شيئا، ولن تستطيع فعل شيء، لانها قالت حماس لا تشكل تهددا .قال خالد مشعل قبل يومين: اسرائيل تهدد دائما . وبكلمات اخري، اسرائيل لا تخيفنا، فهي صارمة دائما في البداية لكنها لا تفي بتهديداتها سريعا جدا. عندما قرأت ذلك اعتقدت أنه علي حق. لم أعتقد أن سياسة التخويف ستصبح سريعا جدا إنكارا.ليمور سميميان دراشتُعد الدكتوراه في الجامعة العبرية(معاريف) 1/3/2006