تحذير من خطورة إشاعات مرض مبارك علي الاستقرار.. وتوقع كارثة بسبب صراع الغلمان علي السلطة.. وهجمات علي الوزراء
اقتراح بتنصيب الرئيس اميرا للمؤمنين.. ومطالب بعزل الشيخ طنطاوي لتحدثه مع سفير الدنمرك.. ومطالبة الشرطة بعدم تنفيذ أوامر تعذيب المواطنينتحذير من خطورة إشاعات مرض مبارك علي الاستقرار.. وتوقع كارثة بسبب صراع الغلمان علي السلطة.. وهجمات علي الوزراءالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء عن توالي ردود الأفعال علي فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، واستعدادات مصر للعب دور رئيسي في الأزمة وبيان رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أمام مجلس الشعب عن إنجازات حكومته وتقدم عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع مصطفي بكري بطلب إحاطة لوزير الداخلية عن أسباب منع أبناء محافظتي أسوان وقنا من دخول مدينة الغردقة السياحية علي البحر الأحمر ومباريات كرة القدم في كاس الأمم الأفريقية وتصاعد موجات الغضب ضد ما نشر في الدانمارك عن نبينا صلي الله عليه وسلم وإعلان مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية مقاطعة بضائعها وقرار وزير الزراعة أمين أباظة مد العمل بقرار حظر استيراد الدجاج لمدة شهر آخر واكتشاف بعثة الآثار الألمانية التي تنقب في البر الغربي بالأقصر تمثالين ضخمين لإلهة الحرب سخمت، وإغلاق عدد من الكافيتريات بدون ترخيص وتسبب الإزعاج في شارع عباس العقاد بحي مدينة نصر بالقاهرة، ومواصلة الشرطة حملاتها لضبط تجار وموزعي المخدرات وتقدم مصطفي الطويل عضو الهيئة العليا لحزب الوفد للترشيح وحده لرئاسة حزب الوفد وفشل الجبهتين المتصارعتين علي التفاهم واستمرار عدم صدور جريدة الوفد.وقبل أن أبد في الإشارة إلي ما تحت أيدينا اليوم، فقد إتصل بي مشكورا من مدينة فرانكفورت في ألمانيا حسام داود وأشكره علي عباراته الرقيقة، وأخبرني أنه قريب للأديب النوبي حجاج أدول وأنني تحاملت عليه في التقرير وهو ليس بالصورة التي حاولت وغيري أن أظهره بها، ولأن هناك مشكلة حقيقية لأبناء النوبة وقد طلبت منه أن يرسل بالرد الذي يريد لنشره له، كما أخبرته أن زوج ابنتي الصغري نوبي، أي لا حساسية لدي نحو حجاج يمكن أن يكون قد استنتجها.حكومة ووزراءونبدأ بحكومة الشؤم والنحس والبيزنس وكاريكاتير زميلنا وصديقنا الرسام الشهير جمعة فرحات في جريدة الفجر الأسبوعية المستقلة وكان عن مقهي بعد انتهاء مباراة فريق كمصر لكرة القدم الذي فاز علي كوت ديفوار وقد خلا من الزبائن باستثناء ثلاثة في طريقهم لمغادرته بسرعة وأحدهم يقول للغرسون: ماتقلبش القناة وتوريني وش الحكومة الفقرية دي دلوقتي. خليني فرحان بالماتش ونتيجته .ما هذا الكلام؟! تلك حكومة فقرية؟ لا..لا.. إنها كما يقول ـ وش السعد ـ علي المصريين، ومنهم وزراء فيها قال عنهم زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير الجريدة: لقد علمت ان وزيرا حاليا كسب من تداول أسهم يمتلكها نحو مليار ومائتي مليون جنيه في السنة الماضية.. لقد فازوا بالسلطة والثروة في ضربة واحدة.. وهو بالقطع أكثر براعة من المدير المصري السابق لبنك أجنبي الذي يقضي عقوبة في السجن بتهمة الإنسيدر .. أي استخدام معلومات يعرفها بحكم عمله في شراء وبيع أسهم بأسماء السائقين والفراشين والخادمات الفلبينيات. وتثير بعض الأسهم علامات الاستفهام لارتباط أصحابها بالنفوذ السياسي مثل سهم شركة حديد الدخيلة التي يسيطر عليها الآن أحمد عز نجم الحزب الوطني الصاعد الساعي إلي خلافة كمال الشاذلي.. إن أعتي خبراء في البورصة لا يفهمون ما يحدث لهذا السهم.. لقد طرح في نهاية 1999 تسعة جنيهات ثم هب حتي وصل إلي 170 قرشا وكان التداول عليه شبه معدوم وكان ينافس سهم رامي لكح في سوء القيمة ولكن في بداية عام 2004 بعد صعود صاحبه سياسيا بدأ في الارتفاع حتي وصل إلي 92 جنيها مؤخرا. ويندر أن تتدخل هيئة سوق المال وتعاقب شركة من شركات السمسرة التي تلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري في البورصة.. ويحتاج الأمر إلي كارثة حتي يحدث ذلك. وما يلفت النظر أن البورصة تتأثر بالقرارات والشائعات السياسية.. فدخول وزير من رجال الأعمال الحكومة يزيد الطلب علي أسهم شركاته، فالناس تتصور أنه لن يترك شركاته تقع ولو كان ذلك غير صحيح.. ومن ثم يقبلون علي شراء أسهمها مهما ارتفع السعر.. وهو ما يفيد الوزير دون مجهود.. وأغلب الظن أن ذلك حدث مع الشركات التي يساهم فيها الوزراء من رجال الأعمال.. وتابعوا البورصة يوما بيوم ستجدون أننا علي حق. ولا شك أن تلك المكاسب غير المباشرة التي سيحققها المساهمون في شركات يتملك بعضا منها وزراء البيزنس هي القضية الخطيرة التي يصعب الوصول فيها إلي حل قضية الذمة المالية لهم.لكن ذلك لا يعفيهم من الشبهات.. فالتعريف المتفق عليه للفساد أنه استغلال النفوذ بطريقة مباشرة لتحقيق مكاسب ما كان لتتحقق لولا هذا النفوذ .وإلي رئيس الوزراء نفسه الدكتور أحمد نظيف الذي قال في بيان حكومته أمام مجلس الشعب ـ نقلا عن أخبار أمس ارتفع معدل لنمو الاقتصادي في مصر من 4.1% عام 2003 ـ 2004 إلي 5.1% عام 2004 ـ 2005 .. وارتفع الرقم إلي 5.3% في الربع الأول من العام الحالي 2005 ـ 2006 ومن المتوقع أن نحقق هدفنا بالوصول إلي معدل نمو مقداره 60% بنهاية العام الحالي بإذن الله.وأشار نظيف أنه بوصول نسبة النمو إلي 6% سنصل إلي زيادة في التشغيل تمتص علي الأقل الداخلين الجدد إلي سوق العمل ولكن هذا الكم المتراكم من الباحثين عن العمل مازال كبيرا، وسنستمر في بذل الجهد وبنفس الأسلوب لتحقيق انخفاض أكبر في البطالة المتراكمة ومستقبل أفضل لشبابنا الباحثين عن فرص العمل ـ استمرت الحكومة في توفير السلع الرئيسية بأسعار ملائمة لمحدودي الدخل وخاصة رغيف الخبز والسكر والزيت والأرز وبعض السلع الأخري.استمرت الحكومة في توفير الخبز المدعم بخمسة قروش، وتم تطوير 98% من المخابز البلدية، مع إحكام الرقابة علي الحصص المنصرفة من الدقيق لهذا الغرض لضمان استخدامها في إنتاج هذا النوع من الخبز.زيادة الطاقة الإنتاجية المتاحة لمياه الشرب بنحو 770 ألف م مكعب وجاء ذلك نتيجة تنفيذ مشروعات إنشاء 14 محطة مياه وشبكات مياه بأطوال 510 كم بتكلفة بلغت 3 مليارات جنيه.والانتهاء من تنفيذ مشروعات مد شبكات صرف صحي بطول 380 كم، الانتهاء من إقامة 16 محطة صرف صحي بتكلفة إجمالية 1.4 مليار جنيه مما أدي إلي زيادة الطاقة الاستيعابية المتاحة من تصرفات الصرف الصحي بنحو 610 آلاف متر مكعب.وتوصيل التيار الكهربائي لحوالي 800 ألف مشترك جديد وجار توصيل الكهرباء لأكثر من 430 ألف مواطن يقيمون في وحدات سكنية في المناطق العشوائية.وطرح 30 ألف وحدة سكنية بالمدن الجديدة بتكلفة استثمارية قدرها 2.5 مليار جنيه .معارك وردودوإلي المعارك والردود وهي خاصة بالشرطة التي تعرضت إلي هجوم حاد في الفجر من الأستاذ بجامعة المنيا الدكتور نصار عبد لله بسبب ما اعتبره تلفيق الاتهام بارتكاب مجزرة قرية عين شمس ببني مزار لمريض نفسي وانكشاف الاتهام. فقال حزينا علي المرضي النفسيين: قلبي مع هؤلاء التعساء الذين شاء لهم قدرهم أن يولدوا وأن يعيشوا في هذه الحقبة الراهنة من تاريخ مصر بكل ما يسودها من انانية متوحشة ومن جشع وفساد يستشري من القمة للقاع، وأهم من ذلك ما يسودها من طغيان بوليسي جعل من الأجهزة الأمنية هي المتحكم في أغلب أوجه الحياة، وفي نفس الوقت جعل من الشرائح محدودة الذكاء والأفق من ناحية، ومعدومة الحس والضمير الإنساني من ناحية ثانية، جعل مثل تلك الشرائح هي المتحكمة في أغلب الأحوال في صنع القرار علي أكثر من مستوي من مستويات الأجهزة الأمنية… فيما مضي كانت الأجهزة الأمنية تفتقر إلي الحس الإنساني مثلما هي الآن، لكنها كانت في الغالب الأعم أكثر ذكاء وحنكة. أما الآن، فلم يعد يهم القيادات الأمنية الدنيا والوسطي أن تكون سيناريوهاتها قابلة للتصديق من جانب رؤسائهم وحدهم، ورؤساؤهم لم يعد لديهم من الخيال ما يعينهم علي رسم أي تصور بديل مقنع للرأي العام، ولم يعد يعنيهم الرأي العام أصلا طالما أن قبضتهم في النهاية قوية وباطشة .ونشرت الجريدة تحقيقا عن الحادث شارك فيه زملاؤنا وائل عبد الفتاح وأميرة ملش وأحمد أبو الحسن جاء فيه: حتي الآن، لم يشكل وزير الداخلية لجنة للتحقيق في الاعترافات الجديدة لعائلة المتهم. لماذا؟ هل لأنها تتضمن اتهامات لكبار في الداخلية، إذا ثبت عليهم في بلد يحترم الناس والحقيقة يستقيل الوزير فورا، ويقدم إلي المحاكمة؟ ليس الوزير وحده، بل الحكومة كلها. حتي الآن مازال حبيب العادلي صامتا والصمت هنا لا يعني الثقة بالنفس، بل يعني عدم الاهتمام برأي الناس، وغالبا لن يتحرك الوزير إلا بعد أن يصل الضغط إلي الرئيس، ويريد الرئيس أن يثبت أنه يستجيب للشعب، فيطلب من الوزير التحقيق فيبحث الوزير عن ضابط يضحي به ويحمل القضية. فيقدمه علي أنه المسؤول وينتهي الموضوع، وحتي هذا السيناريو سيكون أقرب إلي الأحلام مع نظام حكم لا يحمي سوي الرئيس، ولا يعرف سوي الحفاظ علي المقاعد ولا أمن ولا أمان .وإلي صوت الأمة ، وزميلنا وائل الإبراشي رئيس تحريرها التنفيذي الذي واصل هجماته العنيفة والمتواصلة ضد الأمن فوجه نداء للضباط أن يرفضوا تنفيذ أي أوامر تصدر لهم من قادتهم بتعذيب المواطنين وقال: اليوم ندعو إلي الاحتفال بأعياد الشرطة بطريقتنا الخاصة، أن نعلن تخصيص هذا اليوم لتكريم كل ضابط شرطة تمرد علي تعليمات رؤسائه ورفض تعذيب المواطنين، لا يستطيع عاقل أن يسيء إلي جهاز الشرطة بالكامل، فهو جهاز وطني، وضباطه هم أشقاؤنا وآباؤنا وأبناؤنا، ولكن المشكلة الحقيقية في قادة الجهاز وضباطه الكبار الذين يرسمون سياساته ويحددون أساليبه. هؤلاء الذين يعطون الأوامر والتعليمات باستخدام التعذيب كأسلوب منهجي لانتزاع الاعترافات من المواطنين ولتقفيل القضايا ولترهيب البشر. يجب أن تكون لدينا الشجاعة لنعترف بأن معدلات جرائم التعذيب في مصر زادت بشكل كبير ومتصاعد وأصبحت مصر علي رأس قائمة الدول التي تمارس التعذيب وأساليب القهر علي مواطنيها الأبرياء .وإلي معركة أخري مختلفة تماما وستكون عن أشقائنا أهل النوبة وما أثاره الأديب النوبي حجاج أدول من مغالطات عندما ادعي في مؤتمر أقباط المهجر بأمريكا بأنهم يتعرضون للاضطهاد وأنه نيلسون مانديلا النوبة مما عرضه لهجمات عنيفة من مختلف الاتجاهات دفعت صحيفة مايو لسان حال الحزب الوطني الحاكم صاحب الأغلبية الشعبية الساحقة التي لا وجود لها لأن تقدم تحية واجبة لمن هاجموا حجاج بقولها: وإذا كان الأخ أدول يتصور أنه ينصب نفسه زعيما للنوبيين كما زعم، وأنه مانديلا النوبة.. فليدرك جيدا أن المسألة لا تحتمل كل هذه المزايدات.. فمصر الوطن علي قناعة تامة بأن النوبة جزء عزيز من أرضها.. والنوبيون مصريون ووطنيون.. وإذا كانت هناك مشاكل أو مطالب فإن الدولة قادرة علي تلبيتها بروح الوطنية المصرية الخالصة.لكن المشكلة أن الأخ أدول قد وضع تحت تأثير الطموح الجامح.. وأراد أن يلعب في واشنطن، وأمام مؤتمر الأقباط العالمي بورقة الاضطهاد فسقط في المحظور.. والمحظور الذي نقصده هو استعداء القوي الأجنبية للتدخل في شؤون الوطن. والاستقواء بأمريكا، والحديث المكذوب عن اضطهاد النوبيين في مصر.. والتطهير العرقي الذي يتعرضون له.لقد ذهب حجاج أدول إلي واشنطن وتحدث باسم النوبيين دون أن يفوضه أحد منهم بل أن النادي النوبي العام بالإسكندرية حيث يعيش أدول ـ أصدر بيانا وقعت عليه جميع الجمعيات والهيئات النوبية يحمل إدانة واستنكارا شديدين لما فعله أدول في واشنطن.. كما أنهم رفضوا من قبل المشاركة في المؤتمر الذي عقده سعد الدين إبراهيم في قبرص منذ سنوات عن الأقليات والعراق.. مؤكدين أنهم ليسوا أقلية في الشعب المصري ولكنهم من سبيكة هذا الشعب لحما ودما لكن الأخ أدول لم يتعظ.. ويا ليته يتعظ .طبعا.. سوف يتعظ.. بعد أن يقرأ ما كتبه أمس في جريدة روز اليوسف . النوبي الدكتور أحمد سوكارنو الذي قال: لقد بحت أصواتنا وتصدعت رؤوسنا ونحن نتحدث عن عدم رغبة النوبيين في الانفصال عن أرض الكنانة، ومن الملاحظ أن معظم كتابنا الصغار والكبار لا يصدقون ما نقول وكأننا نصرخ في البرية. إذ يظهر علينا بين الفينة والفينة من يؤكد أن الشعب النوبي يرغب في إقامة دولة مستقلة وأن الروائي حجاج أدول لم يشد الرحال إلي واشنطن إلا للمطالبة باستقلال النوبة. وربما يغير هؤلاء الكتاب رأيهم بعد قراءة السطور التالية التي تلقي الضوء علي مصير الثقافة النوبية المتمثلة في اللغة والعادات والتقاليد التي كان يمارسها أهل النوبة قبل إخلاء قراهم في الموقع القديم، ومن المسلم به أن السياسة التعليمية ووسائل الإعلام لهما تأثير علي اللغة. فاللغة العربية هي وسيلة التعليم في مدارس النوبة ولا وجود للغة النوبية التي لم تعرف الكتابة والعادات والتقاليد في طريقها إلي الاندثار التام ولن يتبقي من النوبة سوي اسمها وأسماء القري التي لم تتغير منذ التهجير، ومن المؤكد أنه لن يتبقي من الملامح السمراء للنوبيين سوي بشرتهم السمراء .والي آخر المعارك في تقرير اليوم فستكون من جريدة التجمع لزميلنا جلال عامر وكانت ضد زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفتي صوت الأمة و الدستور ، بسبب هجماته المستمرة ضد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فقال: إبراهيم عيسي كاتب كبير بدرجة باشكاتب وكلنا نحترم تاريخه الذي بدأ بمهاجمة الشيخ الشعراوي وانتهي بالتحالف مع الشيخ بن لادن .. ولعل افضل إنجازاته أنه أعاد إلي الوجود جريدة الشعب المصادرة علي صفحات الجرائد التي سيطر عليها.. فالرجل يظن ـ وهذا حقه ـ أنه صحابي جليل مهمته الأولي هي المشاركة في خطة فتح مصر وتخليصها من نظامها المستبد وتسليمها للمناضل أيمن الظواهري ونائبه أبو حمزة المصري.. وهذا يفسر سر عدائه الشديد لحزب التجمع ولرئيسه راجع التنسيق بين جرائد الإخوانجية وجرائد الطرق الإبراهيمية تشعر أنها جميعا تطبع في كهوف أفغانستان ولا هم لها إلا الشيطان الأكبر رفعت السعيد.. وندعو الله أن تتوقف حالة التنسيق عند حد المشاركة في مهاجمة حزب التجمع، ولا تتطور الحالة إلي المشاركة في سرقة محلات الذهب أو حرق أندية الفيديو أو قتل السائحين.. هل كان رفعت السعيد موجودا عندما قتلوا رؤساء وزارات مصر والخازندار وتحالفوا مع القصر والإنكليز ضد الزعامات الوطنية ونهبوا أموالنا؟.. لكنه الغرض الذي هو مرض وسأعطي مثلا: الأستاذ برهوتة الجن يعترض علي تسمية وزارة الإعلام أيام عبد الناصر بوزارة الإرشاد ويتساءل أي إرشاد وهل نحن شعب قاصر يحتاج إلي من يرشده؟ حسنا، ولكن نفس برهوتة الجن لا يري أي غضاضة في اسم مكتب الإرشاد، لأننا في هذه الحالة شعب قاصر نحتاج أن يرشدنا مدرس الألعاب مهدي عاكف إلي طريقة الثني والمد من وجهة نظره.. برهوتة الجن يرفض أن يقبل النحاس يد الملك، لكنه يدافع بجرأة عمن يقبلون يد المرشد العام أو الموت الزؤام، وتتعجب كيف تحول صاحب كتاب العرايا إلي الحجاب .. ولعلها نفس الظروف التي حولت الراقصة هندية من داهية في الرقص إلي داعية في الدين .معارك الإسلاميينوإلي معارك الإسلاميين وإلي واحدة من معاركهم الطريفة والمسلية وستكون من نصيب محمود لطفي عامر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية في مدينة دمنهور، والذي كان قد علق يافطة منيرة علي مقر الجمعية أثناء حملة انتخابات رئاسة الجمهورية عن أن جمعية أنصار السنة تبايع مبارك أميرا للمؤمنين، وتعرض وقتها للانتقادات، كما أصدر الرئيس العام لجمعية أنصار السنة المحمدية تصريحات قال فيها ان الرئيس مرشح كغيره من المرشحين، وقد كتب محمود لطفي مقالا في جريدة روز اليوسف يوم الجمعة هاجم فيه رئيسه وكل من هاجم اليافطة، وأبدي تعجبه من أن يبايع الإخوان المسلمون مرشدهم علي السمع والطاعة، ويرفض البعض مبايعة مبارك. وقال: حينما أعلنت البيعة خصصتها بأنصار السنة بدمنهور وأن رئيسنا محمد حسني مبارك أمير المؤمنين في مصر فقط وليس لعموم بلاد المسلمين هذا من جهة أما من حيث اللغة العربية فقد جاء في المعجم الوسيط ج1، ص 26 : أمر عليهم أمرا وإمارة وإمرة صار أميرا عليهم والإمارة منصب لأمير والأمير من يتولي الإمارة .وأمير مضاف والمؤمنين مضاف إليه أي أن الرئيس محمد حسني مبارك مضاف إلي المؤمنين باعتباره حاكمهم في مصر فأي خطأ لغوي في ذلك. إن أمير المؤمنين لقب يطلق علي أي حاكم مسلم في بلد مسلمة سواء كان عادلا أم ظالما فأي اعتراض علي ذلك شرعا أو لغة كما لا اعتراض علي تسمية الحاكم المسلم خادم الحرمين الشريفين بالنسبة للسعودية رئيس الدولة ـ رئيس الجمهورية فكلها اصطلاحات تدل علي معني واحد ولا مشاحة في الاصطلاح وإن كان استخدام الألفاظ النبوية أفضل ليس إلا. كما تعمدت إطلاقي هذا المصطلح أمير المؤمنين في مصر لضرب الأصول الفكرية المنحرفة لبعض الجماعات التي تعطي بيعتها لرؤسائها دون الحاكم الممكن والذي هو الرئيس محمد حسني مبارك.ثالثا: أما قول الرئيس العام لأنصار السنة بالقاهرة: ما حدث عمل انفرادي ومبارك مرشح مثل غيره من مرشحي الرئاسة.قلت: فإن صح هذا النقل عن الرئيس العام لأنصار السنة فيكون هو في حاجة إلي علم بالسنة في القضية المطروحة فليس عمل أنصار السنة بدمنهور عملا فرديا كما زعم بل هو كلام أئمة السنة قديما وحديثا في شأن الحاكم المسلم المتغلب والمتمكن في أنه لا ينازع وإن جار لأن منازعته مفسدة عظيمة وسواء كانت هذه المنازعة بالسلاح أو بالكلام فليراجع الرئيس العام كلام أئمة السنة قبل أن يتكلم وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول ـ صلي الله عليه وسلم.أما قوله: إن الرئيس كغيره من المرشحين كلام غير صحيح من حيث أصول أهل السنة والمفروض في الرئيس العام لأنصار السنة أنه ملتزم بأصول السنة للحاكم المتغلب حيث إن الرئيس مبارك مازال هو الحاكم المتمكن بغض النظر عن طلبه تجديد البيعة له .ما شاء الله. ما شاء الله علي محمود لطفي عامر! لقد وصل به الحال إلي أن يسخر من علم رئيسه بالسنة النبوية الشريفة؟! زمن أغبر شاء حظنا النكد أن يمتد بنا العمر لنعيشه ولكن ما باليد حيلة وعلينا أن نترك صاحبنا هذا لننتقل إلي مجلة حريتي والبحيرة مع زميلنا مؤمن الهباء في بابه ـ بسم الله ـ الذي صرخ فيه محتجا وغاضبا أشد الغضب مما حدث: لا أعرف كيف عاد اليهود إلي قرية دمتيوه بمحافظة البحيرة للاحتفال بمولد الحاخام أبو حصيرة.. أو الذي يقال أنه حاخام مغربي. رغم الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية منذ حوالي ثلاثة أعوام والذي يقضي بحظر إقامة الاحتفال ونقل رفات أبو حصيرة إلي إسرائيل إذا استدعي الأمر. وعودة اليهود إلي أبو حصيرة أحيت مخاوفنا المشروعة.. والتي يجب ألا يستهان بها.. فالرأي العام في مصر سيتخوف من أن يتحول قبر أبو حصيرة إلي مسمار جحا لليهود في بلادنا يجعلون منه حائط مبكي جديدا.. مما يخلق مشاكل لأبنائنا في المستقبل.. وما حدث في فلسطين ـ كما يقول لنا التاريخ ـ لا يجعلنا نثق فيهم أبدا.. بل يدفعنا إلي أن نتشكك في كل تصرف يتصرفونه مهما كان بسيطا.. لم يقل لنا أحد أن الحكم القضائي تم نقضه أو إلغاؤه.. لكننا فوجئنا ببعض الصحف تنشر تقارير عن توافد اليهود علي دمتيوه دون أن يصدر بيان من أي جهة يفسر بها أسباب العودة أو مبرراتها. فالشعب المصري يرفض أي مكسب قد يري البعض أننا سنجنيه من وراء مجيء اليهود إلي مصر.. نحن نرفض إسرائيل ونرفض الإسرائيليين طالما استمر احتلالهم لأرض فلسطين الحبيبة.. ولا نريد أن نراهم علي أرضنا الطاهرة .و من قضية أبو حصيرة في حريتي إلي مجلة روز اليوسف والأستاذ بجامعة الأزهر والمشرف علي جريدة اللواء الإسلامي التي يصدرها الحزب الوطني الحاكم صاحب الأغلبية الشعبية الكاسحة التي لا وجود لها، الدكتور عبد الله النجار، الذي أدهشني غاية الدهشة وهو يرد الهجمات ضد شيخ الأزهر بسبب تصريحاته بأنه لا يجب مهاجمة سيد الخلق لأنه مات فقال: وإذا كان سبب تلك المحاكمة الكلامية لبيان الأزهر تطاول بعض المارقين علي رمز الإسلام الأكبر ونبيه الأعظم فلا يجوز أن يكون تفاعلنا مع تلك الإساءة انفعالا يدفعنا إلي التورط فيما يشبهها، وهو الإساءة إلي رمز من رموز الإسلام وعالم من علمائه، وإلا فما الفرق بيننا وبين أولئك الذين كانوا سببا في اختلافنا وتشاجرنا .لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ أستاذ بجامعة الأزهر يرفع شيخه إلي مستوي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، ويساوي بين الإساءة للرسول والهجوم علي الشيخ طنطاوي؟! ما هذه المصائب والرزايا التي ابتلينا بها من هذا الصنف من علماء الدين؟! علي كل، فقد خفف محمد الباز مستشار التحرير لجريدة الخميس من الصدمة بمطالبته بعزل شيخ الأزهر قائلا عن قوله للسفير الدانمركي: حيث قال له انه لا يجب الإساءة للرسول لأنه رجل ميت لا يستطيع أن يدافع عن نفسه.. وكان ناقص أن يقول له شيخ الأزهر علي الطريقة الشعبية المصرية اذكروا محاسن موتاكم .الآن لم تعد أمامنا حيلة أو وسيلة أو طريقة نرد بها علي كل ما يفعله بنا شيخ الأزهر إلا أن نطلب ممن بأيديهم الأمر أن يقيلوا شيخ الأزهر من منصبه ويريحوه ويريحونا ويريحوا الجميع.إن بقاء هذا الرجل علي رئاسة المؤسسة الدينية الإسلامية سيسحب من رصيدها الكثير ولن تبقي لها قيمة.. وهو يدرك ذلك جيدا.لقد حاول البعض أن يستر عورة كلام شيخ الأزهر.. قالوا انه تم تحريفه.. لكن معرفتنا الجيدة بشيخ الأزهر تؤكد أنه يمكن أن يقولها فهو رجل كريم مجامل متسامح.. لكن تسامحه هنا أصابنا جميعا.. فالإساءة بالغة ولا نرفضها لأنها وجهت إلي الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ولكننا نرفضها إذا وجهت لأي نبي من الأنبياء فجميعهم أنبياء سماء واحدة وكلماتهم خرجت من مشكاة واحدة.. لو قالها أحد غير شيخ الأزهر لقامت الدنيا ولم تقعد.. كانوا كفروا من قالها وشردوه واتهموه بازدراء الأديان .الحكم وصحة الرئيسوإلي نظام الحكم والمخاوف التي بدأت تطفو علي السطح من مستقبله مع تنامي الإشاعات حول صحة الرئيس مبارك وغموض الأوضاع التي قال عنها زميلنا عمرو الليثي رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الخميس المستقلة ـ حزب وطني: و في ظل اختلافات بين قيادات الحزب الوطني القديم والجديد وفي ظل عدم وجود نائب لرئيس الجمهورية.. كل تلك المعطيات تشعرك أن عدم وجود الرئيس مبارك سيشكل كارثة علي مصر لا أحد يعرف عقباها.. خاصة أنني أصدق الرئيس في تصريحاته أن جمال مبارك لن يكون رئيس مصر القادم.. لأن من يعرف مبارك جيدا يكتشف أنه لا يجامل حتي ابنه في أمور الحكم وأنه طول فترة عمله كان كبيرا للمعلمين بالكلية الجوية وحتي اليوم يعرف معني دقة الاختيار.. ويعود السؤال ليلح علينا جميعا.. بعد عمر طويل للرئيس ما هو مستقبل مصر؟ الكثيرون يسألون هذا السؤال سياسيين ورجال أعمال ودبلوماسيين وللأسف لا يوجد عند أحد منهم إجابة شافية.. الوحيد الذي يستطيع ان يضع حدا وحلا لتلك التساؤلات هو الرئيس مبارك نفسه إذا أراد ذلك !ويوم الاثنين تعرض زميلنا وصديقنا مجدي مهنا لنفس المشكلة قائلا في عموده اليومي بـ المصري اليوم ـ في الممنوع: إن قليلا من الأنفلونزا يصاب بها رئيس الجمهورية كافية لانتقال العدوي إلي البورصة والحياة السياسية كلها، فإذا عطس الرئيس عطست معه الأسهم والسندات، وتنخفض معدلات الأسعار بصورة غير مسبوقة.وحسبما أتصور فإن مصر حتي نهاية هذا العام مقبلة علي أحداث لا يمكن التنبؤ بها، فالعقل غائب ودفة الحكم يتنازع عليها بعض الغلمان، وكل من تستطيع يده أن تطورها لتسخيرها في الاتجاه الذي يحقق مصالحه وأطماعه الشخصية، يفعل ذلك والفساد في أجهزة الحكم وفي قمته أكبر من أن يسيطر عليه أحد.وفي ظل هذا المناخ غير المستقر لا شيء مضمونا، ولا شيء سيبقي علي حاله، وحركة الأمواج القادمة سوف يستحيل السيطرة عليها وعلي اندفاعاتها. وإحساسي يقول ـ وهو عادة لا يخيب ـ ان زلزالا سياسيا قويا قادم، وسيكون من أثاره تغيير المشهد السياسي الحالي في العشرين سنة المقبلة علي الأقل. ساعة الحساب ومواجهة الحقيقة يبدو أنها اقتربت لكن أغلبنا لا يعلمون، والله غالب علي أمره .حماسأخيرا إلي استمرار ردود الأفعال علي فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية وسأكتفي بأبرزها والتي فيها جديد فقالت الأخبار أمس في تعليقها: فالدول العربية مطالبة بالوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني ومساندته في هذه المرحلة الحرجة التي تمثل مفترق الطرق بالنسبة له. فإذا كان اليمين الإسرائيلي هو الذي عقد أول معاهدة سلام مع دولة عربية، وكانت مصر فإن حركة حماس التي تمثل اليمين الفلسطيني يمكن أن تحقق الإنجاز ذاته.. ورغم القلق الذي يساور الكثيرين بشأن مستقبل عملية السلام فإن التصريحات الصادرة عن مختلف الأطراف بما في ذلك حركة حماس والحكومة الإسرائيلية والأمريكية عن شروط لفتح قنوات الاتصال مع بعضها تشكل ضوءا في نهاية النفق .ومن الأخبار إلي الأهرام وأحد تعليقيها الذي قالت فيه: التحدي الأهم يقع علي المجتمع الدولي والسؤال الأول يتعلق بالاعتراف. بمعني، هل يجب أن يعترف العالم بحماس وحكومتها كسلطة وطنية فلسطينية وهل يجب أن يكون هذا الاعتراف تلقائيا غير مشروط باعتبارها ـ حكومة حماس ـ إفرازا لانتخابات ديمقراطية؟ أم يجب ان يكون مرهونا بشروط إضافية؟ وفي الحالتين فإن عدم الاعتراف أو رهنه بشروط إضافية سيعني أن الخطاب الغربي حول الديمقراطية والاحتكام إلي صناديق الانتخابات يظل خطابا منقوصا مزدوج المعايير. وأخيرا. لن تكون الدول العربية بمعزل عن تلك التحديات، فبصرف النظر عن اعتراف المجتمع الدولي بحماس ضمنيا كان أم صريحا ستجد الدول العربية نفسها مضطرة للتعاون مع حماس وعقد الاجتماعات معها. ليس بصفتها إحد الفصائل الفلسطينية ولكن كحكومة وكسلطة وطنية .مشاكل ومآسأخيرا إلي مأساة الطفلة لينا ابنة هند الحناوي وحكم المحكمة الذي رفض نسبتها إلي الفنان أحمد الفيشاوي وعدم وجود نص في القانون يجبره علي إجراء تحليل للحمض النووي للتأكد من أنه والدها أم لا، وقد هز الحكم ضمائر الكثيرين ومنهم زميلنا وصديقنا والأديب الكبير ورئيس تحرير جريدة أخبار الأدب جمال الغيطاني الذي قال أمس في الأخبار وقد تملكه أسي وحزن عميقان: القانون الذي لا يلزم إنسانا ما بإجراء الاختبار العلمي الذي يثبت النسب أو ينفيه، هذه أمور أرجو أن تتوقف عندها جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات النسائية التي تملأ الدنيا ضجيجا وبعضها يتلقي الدعم بالملايين من الغرب، كذلك المجلس القومي لحقوق المرأة، أرجو من جميع هذه المنظمات أهلية أو حكومية، فخمة أو متواضعة أن تتوقف أمام هذه القضية بالفحص، ومراجعة القوانين وتعبئة المتخصصين. هذا ما أتمناه.. غير أنني بالنسبة لي كإنسان يعنيني أمر هذه الطفلة التي بلا أب رسمي حتي الآن، هذا وضع يعرفه مجتمعنا لأول مرة في العلن، وضع مأساوي بكل المقاييس الإنسانية والدينية، بعد عامين أو ثلاثة ستدخل هذه الطفلة المدرسة، إلي من تنسب؟ ماذا سيكتب في شهادة ميلادها؟ ما هو حالها عندما تبدأ تعي الدنيا وتري زميلاتها يتحدثن عن آبائهن؟ ماذا عند وقوع الطامة الكبري، إذ تسألها إحدي زميلاتها عما إذا كانت هي التي طلعت أمها في التليفزيون؟ وطلوع شاب آخر صفته فنان يقول إنها ليست ابنتي، وأنه رفض إجراء الاختبار الحاسم لإثبات الأبوة من عدمها؟ ستوجه هذه الأسئلة إلي هذا الكائن البريء، تلك الطفلة التي لم تأت ذنبا، التي تحصد ثمار علاقة شائكة في ظروف وعرة، في أوروبا مثل هذه المشاكل محلولة، هناك يمكن أن يأتي الطفل بلا زواج، الكنيسة الكاثوليكية أقرت ذلك. المجتمع يعترف بهذا الوضع، يمكن للأم أن تمنح الطفل اسمها، اسم والدها، لكن الوضع عندنا مختلف جدا، صعب جدا، لهذا يؤرقني مصير هذه الطفلة، من الناحية الإنسانية أطلب من المنظمات التي ذكرتها أن تتحرك، ومن الناحية الدينية ألجأ إلي شيوخنا الأجلاء خاصة فضيلة المفتي، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب، أسألهما عن موقف الشرع من هذه الطفلة الضحية . ودخلت زميلتنا سحر الجعارة علي الخط في هذه المشكلة قائلة في بابها ـ سحر الحرية ـ بجريدة الفجر : سقط أحمد الفيشاوي من تلك المكانة التي ناضل طويلا لنيلها سواء بمصاحبته للداعية الإسلامي عمرو خالد أو بتقديمه لبرامج شبه دينية. سقط الفيشاوي الصغير ومازال مصرا علي الاختباء في خندق الإنكار، والاحتماء ببعض الأسانيد الفقهية التي تبرر موقفه، مازال مصرا علي اختصار جريمته في عبارة سخيفة: عيل.. وغلط !!.. لكن غلطة أحمد لم يكن مجرد ليلة حمراء تكرس فحولته وتغذي نجوميته، لأن ثمرة جريمته تحولت إلي لعنة ستظل تطارد ضميره المغيب، وضمير مجتمع بأكمله عجز عن مداواة جرح هند و14 ألف حالة مثلها تقف أمام المحاكم طلبا لإثبات النسب.حين قررت هند أن تواجه ازدواجية المجتمع وتناقضاته تاهت بين من يزايد عليها بالشرع ومن يصدمها بقسوة مواد القانون لتجد نفسها ـ في نهاية الأمر ـ مطرودة من رحمة العدالة.. منبوذة من ساحة الرحمة وبين يديها طفلة تبحث عن هوية واسم تدونه في خانة الأب ليكون لها شهادة ميلاد.نقطة البدء إذن هي مراجعة الإجراءات القانونية، التي يجب أن تليها مراجعة منظومة القيم لمجتمع متواطئ يجرم عمليات الإجهاض وترقيع غشاء البكارة وسمح بهما في الخفاء! مجتمع يلعن من تجاهر بخطيئتها ويكافئ شريكها في الجريمة بالبراءة! يرفض نسب أبناء الزنا ليدفع بهم إلي بؤر الجريمة والبغاء .