بين سلم داروين والرجل الأبيض؟
بين سلم داروين والرجل الأبيض؟ في كل مرة يعتدي فيها الغرب علي مبادئ الاسلام يتضح التناقض الاساسي بين قيم الانسان الاوروبي والامريكي وبين طريقة تطبيقه لتلك القيم!ففي حين تدعي الثقافة الغربية انها الأفضل في مجالات حقوق الانسان وديمقراطية الفرد، تجد هذه المجتمعات نفسها فاشلة في السيطرة علي مظاهر العنصرية التي تفرزها ذات المجتمعات.هنالك قوانين اساسية في دساتير الاتحاد الاوروبي يستحيل تغييرها او الغاؤها دستوريا ومن ضمن تلك القوانين، قانون حرية العبادة، ولو حاولنا ربط ذلك القانون مباشرة مع حرية التفكير لوجدنا ان الشيء الرئيس يتمثل بالاساس باحترام معتقدات وافكار الآخرين، لا بل تقبلها وعدم الاساءة اليها. وباعتقادي فانه اذا وصل سلوك الانسان الي ذلك المستوي من الرقي، حينها فقط بامكانه ان يتباهي بحضارته الانسانية النظيفة من كل الافكار العنصرية المريضة. لقد دافعت المؤسسات الحاكمة في الدنمارك عما حصل من اساءة للرسول محمد (صلعم) بتبريرات خبيثة متعالية. ففي تصريح لرئيس وزراء الدنمارك ان المؤسسة الحاكمة لا يمكنها الاعتذار علي رسوم نشرتها احدي صحف البلاد، لانه ليس بهذه الطريقة تمارس الديمقراطية الغربية. السؤال الملح هنا هل هنالك حدود معينة تنتهي عندها حرية الرأي لتبدأ منها حرية العقيدة؟! ام ان حرية الرأي تهمش كل الحريات الاخري؟ .انني وكانسان اعيش في الغرب منذ زمن طويل استطيع ان اؤكد ان كل التبريرات والمحاولات الملونة التي خاطبتنا بها الدنمارك والاتحاد الاوروبي ما هي الا للهروب من الذات المتعالية الانانية. فقد ادعت العديد من نظريات التطور المؤلفة في الغرب ان الانسان الابيض الاوروبي علي مستوي من التطور والرقي ابعد ما يكون اليه انسان العالم الثالث . فكيف مثلا لفوغ راسموسن الرئيس الدنماركي، الذي يعتلي المكانة السادسة عشرة في سلم رقي دارون ان يعتذر لمسلم عربي في المكانة الرابعة في نفس السلم؟لن يحدث. وعلي العالم المسلم ان يكون متأكدا ان ما حصل في الدنمارك واماكن اخري، سوف يتواصل بل ستزداد حدته طالما فقد الانسان المسلم كبرياءه الذي علمنا عليه الرسول (صلعم).واذا اردنا كمسلمين ان نجبر العالم الغربي علي احترامنا وتجنب الصدام مع حضارتنا فلا بد اولا ان نعيد الهوية الاسلامية الي مكانها الحقيقي.الي يومنا هذا ما زال هنالك العديد من الاوروبيين الذين يحترمون شخصية صلاح الدين الايوبي ويعترفون انه كان بطلا شجاعا وصاحب مبدأ وهي نفس الصفات وللأسف التي فقدتها حضارتنا العربية الاسلامية في العقود الاخيرة.ليلي يوسف اسديالسويد6