بوش وتشيني يُفضلان وجود قنبلة نووية علي ارتفاع أسعار النفط

حجم الخط
0

بوش وتشيني يُفضلان وجود قنبلة نووية علي ارتفاع أسعار النفط

العالم يستطيع إجبار ايران التخلي عن مشروعها النووي دون طلقة واحدة أو صاروخ عابر منفردبوش وتشيني يُفضلان وجود قنبلة نووية علي ارتفاع أسعار النفطبعد أن أشارت قيادة الدولة كلها، عسكرية ومدنية، الي نقطة اللاعودة في تطوير السلاح النووي الايراني، فلن نستغرب أن تحدد لها موعد نهائي ودقيق: 28 آذار (مارس) 2006، من المهم اذن أن نوضح أنه لا توجد نقطة لاعودة علي محور الزمن، وأن العودة ممكنة من أي نقطة كانت. ولكن كل شيء مشروط بالتهديدات والإغراءات التي توجه لايران وبجديتها وبحسابات الربح والخسارة المترتبة علي ذلك.ذات مرة، قبل 20 سنة، احتدم فوق هذه الصفحة جدل ساخن حول المستوطنات في المناطق ـ هل هي حقيقة ثابتة لا عودة منها وغير قابلة للتغيير أم لا. وها هو فك الارتباط يأتي فنري بأم أعيننا عملية الانسحاب من غوش قطيف وتدمير منازلها لتبرهن علي أن عملية الاستيطان قابلة للتغيير وبدرجة كبيرة. اذا رأت القيادة في القدس أو طهران أن هناك ضرورة، فهي تعرف ايضا كيف تغير الامور الثابتة رغم كل المصاعب. لو أن الأسرة الدولية كانت ترغب فعلا في ايقاف التسلح النووي الايراني لاستطاعت أن تقوم بذلك من دون طلقة واحدة أو صاروخ عابر منفرد، إلا أن هذه الأسرة لا ترغب جدا علي ما يبدو لأن ذلك سيستوجب دفع ثمن: من المحتمل أن ترتفع أسعار النفط لفترة معينة لدرجة أن جورج بوش حتي، ونائبه (رجل الظلام) ديك تشيني يُفضلان المخاطرة بوجود قنبلة نووية مستقبلية علي أن ترتفع أسعار النفط بعض الشيء في الوقت الحاضر. بهذه الطريقة يُديرون الامور الآن هنا.النفط يُفقد الانسان صوابه، وخصوصا اذا كان من قادة العالم. النفط هو الذي أخرج الرئيس ونائبه لشن الحرب علي العراق رغم انها حرب خاسرة سلفا، والنفط هو الذي يمنعهم الآن من إزالة القنبلة الايرانية من بسطات السوق الفارسي.العقوبات الدولية هي أداة ناجعة جدا ضد الدول المجنونة المارقة، وخصوصا اذا كان حكامها يتنكرون في مظهر المجانين. هذه العقوبات برهنت علي نجاعتها في ليبيا وفي العراق، إلا أنهم لم يرغبوا في اعطاء هذه العقوبات فرصة جديدة في العراق، ولم يعُد بوش يتحمل عدم الاعلان عن حربه المقدسة. أوليس غريبا أنهم لم يفرضوا علي ايران حتي الآن عقوبة واحدة لتحذيرها من المرحلة القادمة؟ إنه لأمر غريب جدا. وعندما تُفرض العقوبات فان ذلك يحدث بصورة تدريجية: ايران هي دولة من أكبر الدول المنتجة للنفط فعلا، ولكنها مستهلكة كبيرة لمنتوجاته المكررة التي لا تقوم بانتاجها بنفسها. من الممكن وصف ما سيحدث في هذه الدولة عندما تُقطع عنها إمدادات المنتوجات البترولية دفعة واحدة ـ الشمس ستغيب عن طهران والقمر سيغوص عميقا في أصفهان. ايران هي ايضا مستوردة ضخمة لقطع غيار السيارات. خلال شهر واحد يمكن أن تتوقف الحركة في شوارع ايران وإحداث شلل تام فيها. المسؤولون ورجال الاعمال الايرانيون يتجولون في العالم للبيع والشراء، فما المشكلة اذا تمت اعادتهم الي وطنهم مثلما جاؤوا. التململ الداخلي سيزداد في هذه الحالة، وستزول رغبة أحمدي نجاد وآيات الله خاصة في فقدان صوابهم.واذا لم يُسعف كل ذلك شيئا، ولم يفهم الايرانيون الاشارة، فيجب فرض العقوبة الأشد، وهي فرض حصار علي منتوجهم النفطي إذ أن العالم لن يتدمر من جراء ذلك، وسيتمكن من الصمود مع بعض الجهود. ايران تُنتج اربعة ملايين برميل يوميا (و0.5 في المئة من منتوج الغاز الطبيعي). هذا كثير، إلا أنه ليس بالأمر الحاسم إذ أنه يشكل 5 في المئة فقط من اجمالي الانتاج العالمي. وللمقارنة نذكر أن السعودية تُنتج تسعة ملايين برميل، أي قرابة ضعفين ونصف بالمقارنة مع جارتها الرهيبة. روسيا (8.4 في المئة)، وامريكا (7.8 في المئة)، أما النرويج وبريطانيا فتُنتجان في بحر الشمال كمية أكبر من ايران ـ خمسة ملايين برميل يوميا.هل يرغب أحد ما في القول لنا إن العالم لا يستطيع العيش من دون الاربعة ملايين برميل ايراني؟ أفلا يمكن من خلال التعاون الدولي سد النقص؟ لو قامت الأسرة الدولية بالاستعداد للحصار النفطي بصورة منظمة لاقتنعت ايران بأن المسألة جدية، ولفعل التهديد فعله بالتأكيد من دون الحاجة الي وسيلة اخري، ولقامت طهران بالقاء اجهزة تخصيب اليورانيوم في سلة القمامة. ولكن ايران تعرف أن امريكا هي نمر يفقد احساسه بالاتجاه والمسؤولية اذا ما اشتم رائحة النفط، ذلك لأنه لن يحدث شيء اذا ارتفع سعر النفط قليلا، إذ أن ايران النووية ستستطيع أصلا التلاعب بأسعار النفط كما تشاء وسيكون من الصعب حينئذ اعادتها من نقطة اللاعودة. بائس هذا العالم الذي يقوده بوش ـ النمر الذي يعرف كيف يُزمجر ويكشف عن أنيابه، ولكنه لا يعرف كيف يستخدمها.قبل أكثر من عشرين سنة عندما ابتدع يعقوب مريدور فكرة اختراع الطاقة ـ مصباح واحد يضيء كل رمات غان ـ وعد بتمكين الحكام العرب من شُرب نفطهم من الآن فصاعدا، وأن لا تعود لهذا النفط أي حاجة. هناك شيء جدي رغم ذلك في بدعة مريدور المضحكة هذه: انقاذ العالم والمنطقة من السلاح الايراني يستوجب دفع آيات الله الي شُرب بحيرتهم النفطية.يوسي سريدعضو كنيست سابق ورئيس ميرتس سابقا(هآرتس) 3/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية