بوش اعاد تكرار افكار وردت في خطابات سابقة واضاف اليها ضرورة محاربة الاسلام المتطرف
في خطاب حالة الاتحاد ابتعد عن الحس الانتصاري واكتفي بالعمومياتبوش اعاد تكرار افكار وردت في خطابات سابقة واضاف اليها ضرورة محاربة الاسلام المتطرفلندن ـ القدس العربي : لم يأت الرئيس الامريكي جورج بوش في خطابه عن حالة الاتحاد الذي القاه ليلة الثلاثاء بجديد، فقد لوحظ انه في السياسة الخارجية، استخدم نفس اللغة التي وردت في خطاباته السابقة، فمع انه تحدث عن امكانية في تخفيض عدد القوات الامريكية في العراق الا انه لم يقدم وعودا في هذا الاتجاه، وحفل خطابه بتهديدات لايران التي وصفها بانها رهينة للنظام الحالي، الذي يقوم بعزلها وارهاب سكانها متطلعا كما قال لاقامة علاقات مع ايران حرة وديمقراطية. ودعا في خطابه حركة المقاومة الاسلامية حماس لـ الاعتراف باسرائيل، نزع سلاحها، التخلي عن العنف والعمل من اجل سلام دائم . وفي رد واضح علي نقاده اكد بوش ان لديه استراتيجية للنصر، مع اعترافه بصعوبة الطريق لوجود عدو قاس ووحشي. وعاد وكرر علي مركزية العراق في حربه الدولية علي الارهاب، حيث قال ان بن لادن والزرقاوي يريدان تحويل العراق الي مركز لنشر ايديولوجيتهم، موكدا ان امريكا المحبة للحرية ستنتصر عليهما. ومن هنا قال ان اي انسحاب سريع للقوات الامريكية من العراق سيترك حلفاءنا العراقيين للموت والسجون وسيعطي السلطة الي اشخاص مثل بن لادن والزرقاوي في بلد استراتيجي وسيظهر ان كلمة الولايات المتحدة لا قيمة لها .وفي السياسات المحلية اعتبر الديمقراطيون والمعلقون الصحافيون وعوده وسياساته الاصلاحية بانها غير كافية، خاصة في دعوته لتقليل الاعتماد الامريكي علي نفط الشرق الاوسط، مع ان نسبة 75 بالمئة من النفط الامريكي يأتي من المكسيك وكندا، ونسبة 10 بالمئة فقط تأتي من نفط الدول العربية. والملاحظ ان بوش واصل ما بدأه في خطابه العام الماضي، حتي في ضوء الصدمة الذي احدثه انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية، حيث اكد علي سياسته في الدعوة لنشر الحرية والديمقراطية، عبر الاقتراع والبرلمانات، مشيرا الي العالم بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن فيه سوي بلدين ديمقراطيين اما الان فالدول الديمقراطية وصل عددها الي 122. وكان بوش يعي عندما القي خطابه، ان شعبيته في تراجع نظرا لفشل سياساته الاجتماعية والاقتصادية واولويات السياسة الخارجية الامريكية، الا انه دعا معارضوه الديمقراطيون للتوقف عن مساءلة شرعية الحرب التي بدأها في العراق. وقدم بوش تصنيفا جديدا لسورية مع ايران وزيمبابوي وكوريا الشمالية بانها دول تعيش في عالم اخر النصف الاخر ، مشددا علي ان الحرية هي مستقبل اي شعب. ورفض انتقادات معارضيه الذين قالوا ان حربه علي الارهاب تؤدي الي خلق ارهابيين جدد مشيرا الي ان هجومنا علي الإرهاب يحتوي علي أكثر من العمل العسكري.. الطريقة الوحيدة لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين هي هزيمة رؤيتهم المظلمة المبنية علي الكره والخوف عبر تقديم البديل المفعم بالأمل (المتمثل) بالحرية السياسية والتغيير السلمي . وربط بين الحرب علي الارهاب والاصلاحات الديمقراطية في الشرق الاوسط. ولكن مثار الاستغراب في خطاب بوش عند بعض المعلقين الامريكيين هي حديثه عن ادمان امريكا علي النفط القادم من مناطق غير مستقرة في العالم ، حيث قالوا ان هذه الاشارة غريبة من رجل كان يعمل في النفط، ومن تكساس منطقة النفط الامريكية. واعتبرت صحيفة لوس انجليس تايمز في افتتاحيتها ان الجانب الايجابي في خطابه هي استعداده للحديث عن دول صديقة للولايات المتحدة وحاجتها لاصلاح ديمقراطي اكثر، في السعودية ومصر، حيث قال ان الانتخابات التعددية التي جرت في مصر خطة ايجابية ولكن هناك حاجة ملحة لفتح الطريق امام المعارضة السلمية التي ستتغلب علي التطرف. اما السعودية، فمع اعترافه بحدوث خطوات علي الطريق الا انها بحاجة للدفع باتجاه الصحيح. وفي الوقت الذي اعتبرت استراتيجية الرئيس الامريكي لنشر الديمقراطية كخيار امريكي حيوي الا انها لاحظت ان خلف الشعارات الكبيرة التي يتحدث عنها الرئيس محاولة للهروب من الواقع. وتحدثت في هذا السياق عن تأكيدات بوش عن المضي في الطريق في العراق حتي اكمال المهمة، الا انه لم يتحدث عن المعوقات والقصور في الاستراتيجية، ففي المجال المحلي لم يتحدث بوش عن اسباب فشل سياساته في مجال الضمان الاجتماعي، ولا فشل اجندته المحلية. ومن اكثر الاشياء مثارا للسخرية محاولات بوش تبرير استخدام نظام الرقابة علي المواطنين الامريكيين بقوله ان هذه الرقابة لو كانت فاعلة لنجحت في منع هجمات ايلول (سبتمبر) 2001. وغطت موضوعات السياسة الخارجية في خطاب بوش الذي استمر 52 دقيقة معظم الوقت. والجديد في خطابه انه استخدم ما اسماه الاسلام الراديكالي الذي لا يمكن التخلص منه الا بنشر الحرية والديمقراطية. وقال لا يمكن لأحد أن ينفي نجاح الحرية، لكن بعض الأشخاص يغضبون ويقاتلون ضدها. وأحد المصادر الرئيسية لمعارضة (الحرية) هو الإسلام المتطرف، وهو انحراف قلة عن الدين الشريف إلي عقيدة من الإرهاب والموت .كما اضاف بوش بعدا جديدا لسياسته التي ستقوم علي تأكيد قيادة امريكا للعالم، محذرا ان سياسات العزلة والحفاظ علي النفس قد تؤدي الي الانهيار والتراجع، وقال الطريقة الوحيدة لحماية ابنائنا، الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام، الطريقة الوحيدة للتحكم بمصيرنا، هي قيادتنا، ولهذا فالولايات المتحدة ستواصل القيادة . وقال نحن الأمة التي أنقذت الحرية في أوروبا وحررت المعتقلين مخيمات الموت وساعدت علي إنشاء الديمقراطيات، وأسقطت إمبراطورية شريرة . ومن هنا فالبديل عن القيادة الامريكية، هي ولادة عالم قلق وخطير. ولم تكن الصين والهند غائبتين عن اهتمام بوش، حيث دعا لمبادرات للتصدي للاخطار، التي تتمحور من ولادة قوي منافسة لامريكا، خاصة المانيا والصين والهند. يذكر ان ضيف الشرف لهذا العام في خطاب الاتحاد كان الكلب ريكس التابع للجيش الامريكي الذي اصيب في العراق والذي حلس بين المقاعد الي جانب زوجة الرئيس لورا بوش. وكانت الشرطة قد منعت الناشطة المناهضة للحرب سيندي شيهان التي دعيت الي الخطاب من قبل نائبة من المعارضة الديمقراطية، داخل حرم الكونغرس قبيل بدء الخطاب عندما كانت ترتدي قميصا قطنيا يحمل شعارا مناهضا للحرب.وعلقت صحيفة واشنطن بوست علي ما جاء في خطاب بوش، قائلة انه اراد ان يظهر بعد عام من الاخبار السيئة من نيواورليانز ومن العراق، وصدمة حماس انه ملتزم باداء المهمة وتخلي عن لهجته الانتصارية. وقالت ان معظم السياسات التي تحدث عنها هي اعادة تجميع للافكار التي قدمها سابقا والسياسات التي دافع عنها.