“بل مذبح المخطوفين”… لنتنياهو: لماذا جعلت محور فيلادلفيا “صخرة وجودنا” فجأة؟

حجم الخط
0

لو كان لمحور فيلادلفيا فم لهز الدولة بصوت مدوٍ يسمع من “دان” حتى “إيلات”، عندما وقف نتنياهو أول أمس وشرح للشعب القلق في صهيون لعن سبب اعتبار محور فيلادلفيا بمثابة “صخرة وجودنا” ولا بديل عنه لأمننا. وهكذا كان سيزأر الفم: 

“يا نتنياهو. أين كنت منذ 2009 عندما صرخت وحذرتك طوال سنين بأن أطناناً من العتاد والبضائع وحتى السيارات وأساساً السلاح وهي تمر من تحتي ومن فوقي من سيناء مصر إلى قطاع غزة؟ أوضحت لك جلياً بأن آلافاً من قتلة حماس الذين يرسلون للإرشاد والتدريب إلى لبنان وإيران من خلالي كل يوم وليلة. يا نتنياهو، أين كنت حين قلت لك بشكل لا لبس فيه إني أرى التعاون الوثيق بين حماس وضباط الجيش المصري في منطقة فيلادلفيا – رفح، وضباط يتمتعون بدخل كبير من المساعدات التي يمنحونها لحماس في تفعيل الأنفاق مقابل غض النظر؟ تجاهلتني، نعم. 

“أنت كرئيس وزراء إسرائيل الذي كنت تعرف عن هذا الإخفاق الأمني، أغمضت عينك، مثل الضباط المصريين. والدليل أنك لم تفعل شيئاً رغم تحذيراتي، ورغم أنك كنت تعرف كل شيء. يا نتنياهو، كيف يمكنك بصفتك رئيس وزراء وتعرف إشكالية محور فيلادلفيا، ولكنك لم توقف الأعمال من حولي في حملة “عمود السحاب” في 2012، وفي الوقت نفسه تجاهلتني تماماً فتجاهلت المشاكل حولي في “الجرف الصامد” في 2014. هذا رغم أني حذرتك في حينه أن محور فيلادلفيا هو مصدر كل المشاكل وشريان الحياة الرئيس لتعاظم قوة حماس. لكنك كعادتك فضلت الهدوء، وإغماض العين، وكسب الوقت حتى تتمتع بمناعم الحكم بهدوء.

“يا نتنياهو، أين كنت صباح 7 أكتوبر؟ نعم، أعرف أنهم لم يوقظوك، لم يحذروك، لكن لماذا لم تأمر، مثلما درجت على الأمل: للعمل فوراً في محور فيلادلفيا، للسيطرة على المحور المهم هذا، وقطع حماس عن شريان الحياة الأهم لها. الغريب أنك عندما بدأت مناورة الجيش داخل قطاع غزة، نسيت فيلادلفيا. لم يكن هذا في رأسك. فماذا حصل حتى تتذكرني فجأة بعد أشهر طويلة من الحرب؟ بعد سنوات من التجاهل جعلتني بين ليلة وضحاها مهماً وحرجاً لأمن إسرائيل، حائط المبكى الجديد لشعب إسرائيل؟ 

“يا نتنياهو، ماذا ظننت؟ أن الشعب في إسرائيل غبي بهذا القدر؟ ماذا، ألا يفهمون بأن لا حماس ولا مصر ستتنازلان عني كشريان حياة ومنجم ذهب، وعدم التنازل هذا سيمنع صفقة لتحرير المخطوفين ووقف الحرب؟ يا نتنياهو، هذا مكشوف جداً مثلما تجاهلتني على مدى السنين، وهكذا تتجاهل اليوم أولئك الذين يطالبونك بتحرير المخطوفين”. 

حتى هنا أقوال محور فيلادلفيا الذي أصبح فجأة “صخرة وجودنا” بحيث لا يمكن التخلي عن السيطرة عليه، وبدونه ليس لنا وجود. بضغط بن غفير وسموتريتش اللذين يتحكمان فيه، نتنياهو يجعل محور فيلادلفيا مذبحاً للتضحية بمخطوفينا، فيما يتمسك بأظفاره بقرون المذبح هذا لكي يبقى.

أفرايم غانور

يديعوت أحرونوت 4/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية