بغداد تحكمها عصابات.. والمقاومة في تصاعد.. والميليشيات تنشر الرعب في الجنوب

حجم الخط
0

بغداد تحكمها عصابات.. والمقاومة في تصاعد.. والميليشيات تنشر الرعب في الجنوب

تقرير للوكالة الامريكية للتنمية الدولية يحذر من انهيار النظام الاجتماعي في العراق:بغداد تحكمها عصابات.. والمقاومة في تصاعد.. والميليشيات تنشر الرعب في الجنوبلندن ـ القدس العربي : رسمت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية يو اس ايد صورة قاتمة عن الاوضاع الامنية في العراق وذلك دعوتها للمتعهدين التقديم بعطاءات لمشاريع تصل قيمتها الي 32.1 مليار دولار امريكي، تغطي 28 شهرا في 10 مدن عراقية. وجاءت الحديث في ورقة عمل اعدتها الوكالة في الثاني من الشهر الجاري، كانون الثاني (يناير) والتي تحدثت عن مشاريعها ورؤيتها للفترة ما بين 2006 ـ 2008، والمشاريع التي ستنفذها في مدن يشكل مجموع سكانها نصف عدد السكان في العراق. والمدن هذه هي بغداد والموصل، والنجف والبصرة وكركوك. واشارت الوكالة الي ان الوضع في العراق خرج عن السيطرة وبلغ مرحلة الانهيار الاجتماعي نظرا لحرية الحركة التي يتمتع بها اصحاب العصابات وقطاع الطرق. وتسعي الوكالة من وراء المشاريع هذه التخفيف من حدة العنف، عبر توفير فرص العمل، واعادة احياء البني التحتية التي دمرها الحصار والحرب، وتخفيف حدة التوتر الطائفي بين قطاعات الشعب. ومن اجل وضع المتعهدين الراغبين في طرح عطاءات في الجو العام قامت الوكالة باعداد ورقة تصف فيها الظروف العامة في البلاد، حيث تقول ان العراق يعيس وسط حرب تخوضها المقاومة التي تهدف من ضمن ما تهدف الي احداث الفوضي في داخل البلاد وتهيئتها لحرب اهلية . ومع ان ادارة بوش تتحدث في العادة عن القاعدة واتباعها في العراق واتباع صدام حسين، الرئيس السابق الا ان تقدم صورة متداخلة عن الصراع في العراق الذي تلعب فيه عناصر اخري مثل الصراع الطائفي والديني، والصراعات القبلية، والاعمال الاجرامية والصراعات السياسية . وتدور الان عمليات قتل وانتقام بين السنة والشيعة. وجاء في الورقة انه صار من العادي قيام شيوخ قبائل بتسليم اشخاص للامريكيين او الحكومة العراقية، تحت ذريعة انهم من المقاومة، في الوقت الذي يريدون فيه تصفية حسابات خاصة. وتصف الورقة النشاطات الاسلامية المتطرفة للجماعات الشيعية في الجنوب، حيث تقول ان الجماعات المسلحة هذه قامت في الجنوب بالحد من الحريات من خلال العصابات المسلحة والملالي الذين كرسوا انفسهم زعماء علي المنطقة . كما تحدثت عن فرض الحجاب علي النساء في مدن الجنوب، فيما تم فيه استهداف الحلاقون الذين يقدمون تسريحات شعر حديثة اما محلات بيع الخمور فقد دمرتها انفجارات.. كما حملت الورقة عددا من المعلومات التي لا تتداول الا بسرية وهي ان الجماعات المقاتلة الاجنبية تحقق موقعا متميزا في المجتمع العراقي وان معظم العمليات الانتحارية يقوم بها مقاتلون عرب معظمهم من السعودية. واكدت الورقة ان انهيار المجتمع العراقي وغياب الحكومة وقوات الامن الفاعلة اعطي الجماعات الاجرامية، بما في ذلك اللصوص وقطاع الطرق الفرصة للتحرك بحرية. ويقوم رجال العصابات بالتحالف مع الجماعات والفصائل القوية، ويتحدث التقرير عن بغداد المقسمة الي محاور تسيطر عليها عصابات متحالفة مع زعماء محليين. ولا تستبعد الورقة مواجهة بين الاحزاب السياسية، كما حدث بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، في شمال العراق اثناء فترة الحصار الدولي علي البلاد. وتقول الورقة التي نشرت صحيفة واشنطن بوست مقتطفات منها في الوقت الذي حصلت فيه الاحزاب السياسية علي موقع متميز في العملية الديمقراطية فان هناك مخاوف من ان تتطور الي جماعات متنازعة . وانتقد باحثون الورقة وقالوا ان تجنبت الحديث عن المشاعر الوطنية التي ترفض الوجود الاجنبي، وهذا يذهب ابعد من المشاعر الطائفية، ولكن تقديرات الورقة تناقض تصريحات قائد الجيش الامريكي الجنرال جون فاينز المتناقضة عن قوة المقاومة، وقال ان تنظيم القاعدة التي يتزعمها ابو مصعب الزرقاوي يعيش ازمة حقيقية، هو خلافا لتوقعات الورقة.ويؤكد محلل ان القاعدة وان كان لها دور في المقاومة الا ان قيادة الاخيرة والذين يقفون وراء التخطيط للعمليات هم من العراقيين. وتقول الورقة ان العمليات التي تقوم بها المقاومة تركت اثارا اجتماعية واقتصادية خطيرة تردد صداها في كل انحاء البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية