بعد فوز حماس: الحركة الاسلامية أمام تحدي الواقعية السياسية

حجم الخط
0

بعد فوز حماس: الحركة الاسلامية أمام تحدي الواقعية السياسية

بعد فوز حماس: الحركة الاسلامية أمام تحدي الواقعية السياسية سأنظر الي مسألة فوز حماس من باب الواقعية السياسية في مدي تقبل المحيط العربي والاسلامي والدولي لهذا الانتصار الانتخابي الساحق، وكذلك مدي قدرة حماس علي المزاوجة بين متطلبات النضال الفلسطيني ومتطلبات الواقعية السياسية في محيط محلي عربي ودولي متشعب.أولا أقف عند تشعبات العلاقة بحركة فتح الفلسطينية، حيث تمتلك هذه الأخيرة مفاتيح الجهاز المالي والأمني والاداري وجزءا كبيرا من مقدرات الجهاز التنفيذي ممثلا في مؤسسات الرئاسة والجهاز الحكومي الذي أسست له فتح منذ أن وضع الراحل أبو عمار رجليه علي تراب غزة أو ما قبل ذلك. وهو مايعني أن شعورا لفتح وفصائلها المسلحة وجهازها الأمني المقدر وحده في غزة بحوالي أربعين ألف شرطي باستهدافها عبر تغيير شامل يحمل علي عاتقه تطبيق برنامجها الانتخابي سيؤدي لامحالة الي صدام مفتوح مع هذه الأخيرة ستكون فيه الغلبة للأقوي أمنيا وتنظيميا وجهازيا والأرجح عندئذ دخول الطرف الاسرائيلي والخارجي علي الخط من باب الالتفاف علي هذا النجاح الانتخابي وتحويله الي هزيمة وعملية تأديبية لكل الحركات الاسلامية التي تفكر في خيار الاكتساح البرلماني الشامل.ثانيا أود التأكيد في هذا الاطار علي أن انتصار حماس بالشكل الذي أخرجته نتائج الاقتراع الأخيرة كان امرا غير محسوب ومدروس من قبل هذه الأخيرة، ويبدو أنه فاجأ أنصار الحركة وحتي قيادتها في الداخل والخارج، وهذا لا يعني قطعا أن حماس لا تحظي بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني كما هو الشأن ايضا بالنسبة لفتح وانما يعني أن التخطيط السياسي لقيادة هذه الحركة كان يهدف علي الأرجح الي اكتساح محسوب لا يصل درجة الأغلبية المطلقة، بالشكل الذي يضع فتح في مواجهة الاحراجات الدولية.ان المأزق الذي وضعت فيه حماس اليوم ولا أقول الانتصار اذا ما أصرت فتح علي عدم المشاركة في حكومة وطنية وائتلافية بديلة تلم شتات الشعب الفلسطيني وتستجيب للحد الأدني من طموحاته، من شأنه أن يوجب علي كل قادة الرأي والفكر والسياسة في العالم العربي والاسلامي وكذلك كل الغيورين علي مصالح الأمة في أنحاء المعمورة من أجل التدخل بالمشورة والنصح وربما حتي الضغط الهادف والمقبول والمعقول من أجل الا تتكرر التجربة الجزائرية فوق ما تبقي من أراض فلسطينية محتلة، لأن حجم مثل هذه الكارثة لو قدر له أن يكون علي أرض فلسطين سيكون هذه المرة هزيمة أخطر وأسحق من هــــزيمة حرب الأيام الستة سنة سبع وستين.مرسل الكسيبي ـ تونس[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية