بعد سنوات الخوف.. هواة التزلج علي الجليد بالجزائر يعودون الي رياضتهم
بعد سنوات الخوف.. هواة التزلج علي الجليد بالجزائر يعودون الي رياضتهم تيكجدة (الجزائر) رويترز: عندما يحدق عبدالنور واحي في اشجار الصنوبر والجروف شديدة الانحدار المكسوة بالجليد فانه يستمتع بمباهج الرياضة التي يعشقها.وقال الرجل البالغ من العمر 28 عاما وهو لايكاد يلتقط انفاسه بعد ان هبط الي مركز تيكجدة للتزلج الذي يبلغ ارتفاعه 1478 مترا عندما اكون هنا اشعر بالسلام.. وليس لدي مشاكل .وتجسد افكار رجل الاعمال افكار المتزلجين من كل انحاء العالم. ولكن تيكجدة ليست مثل اي ملعب للالعاب الشتوية بل هي في الجزائر الدول الكبيرة المصدرة للنفط في شمال افريقيا التي عصفت بها خلال الجانب الاكبر من التسعينيات حرب اهلية.وفي ذروة الصراع كان المكان المنعزل الفاتن واحدا من اكثر الاماكن خطورة في البلاد. والمنتجع المعزول تحيط به قمم الجبال العالية ووديان متنزه جرجرا الوطني الذي كان مليئا علي مدي سنوات بالمسلحين الذين يخوضون معارك للاطاحة بالحكومة.وحتي بعد ان بدأت الحرب تضع اوزارها في اواخر التسعينيات لم يكن هناك الكثير ممن يجرؤون علي زيارة منطقة كانت المغر والاخاديد فيها تستخدم من قبل المتشددين الذين قرنوا اسم الجزائر بالارهاب.ولكن هذه الايام فان القتال بقذف كرات الثلج هو الاقرب الي صور الصراع في تيكجدة فالمتطرفون ذهبوا اما قتلوا او سجنوا او جري العفو عنهم.وفي مؤشر علي ان الحياة تعود لطبيعتها يتجه السائحون علي نحو متزايد الي المنتجع المعزول في منطقة القبائل بالجزائر لكي يقضوا اوقاتا مممتعة. وشهدت عطلة اسبوع في الاونة الاخيرة وصول 1000 شخص للتزلج والتنزه في المنتجع الذي كان مهجورا الي حد كبير اثناء الصراع.والطالبة حياة شاهو (22 عاما) لايمكنها ان تتحمل تكاليف التزلج.ولكنها وفرت من المال ما يكفي للمشاركة في رحلة لمدة يوم بالسيارة مع اصدقاء من العاصمة علي بعد 150 كيلومترا الي الغرب.وقالت واللون الابيض يزين معطفها مع بدء القتال بكرات الثلج انه رائع.. لم يكن بوسعنا الزيارة.. كان الارهابيون هنا. والان نحن احرار لان هناك امن .وقالت كريمة جبري صديقة شاهو (23 عاما) وزفيرها يتحول الي سحب في الهواء البارد في فترة الارهاب كان هناك خوف. لم يكن احد يستطيع ان ينتقل كما يريد. الان اشعر ان بامكاني ان ازور اي مكان الشمال او الجنوب الشرق او الغرب . والسكينة ليست هي الصورة المعتادة التي يدخرها العالم الخارجي عن الجزائر. وما زال التجول بين مواقع السياحة العالمية علي الانترنت يكشف عن الكثير من التحذيرات عن تاريخها الكئيب. ووصلت الحياة اليومية تقريبا الي الشلل في ذروة الحملة التي قام بها متمردو الجماعة الاسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اشتهرت بقطع رقاب الضحايا. وتسعي الجماعة الي اقامة دولة اسلامية. وقتل نحو 150 الف شخص اثناء الصراع بين قوات الامن والمتمردين الاسلاميين. واندلع العنف بعد ان الغت السلطات انتخابات عام 1992 التي كان سيفوز بها حزب اسلامي. وما زال هناك عنف متفرق ولكن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حصل علي دعم شعبي كاسح في استفتاء اجري في ايلول/سبتمبر علي مبادرته لمنح عفو جزئي لمئات المتشددين الاسلاميين. وينظر الي بوتفليقة (68 عاما) الذي اعيد انتخابه في عام 2004 لفترة رئاسة ثانية من خمس سنوات علي انه رمز للاستقرار. وبرزت من بضع سنوات مؤشرات علي عودة الحياة الي طبيعتها عندما عاد الجزائريون افواجا الي الساحل الطويل الذي يمتد 1200 كيلومتر للاستجمام من حرارة الصيف. واثناء الصراع كان الجزائريون خائفون للغاية بصورة تحول دون ذهابهم الي الشاطئ خشية حدوث هجمات من المتطرفين الاسلاميين الذين لايحبذون هذه السلوكيات.وهذه الايام تشبه الشواطئ الجزائرية اي منتجع اوروبي في الصيف حيث تجلس الاف الاسر تحت الخيام ومعهم طعامهم ومقاعدهم.ويؤذن احياء تيكجدة بخطوة اخري علي طريق عودة البلاد الي طبيعتها كما تقول سيام تودي وهي سيدة اعمال (28 عاما) تتردد علي المنتجع باستمرار.وقالت بالطبع لا يجب ان تسعي الي المغامرات وتتحمل المخاطر. ولكن بالنسبة للسياح يعد بلدا ساحرا بصورة غير عادية ينتظر ان يتم اكتشافه.. الشمس والبحر والشاطئ والجبال . ولكن ما زال يتعين القيام بالكثير ليس في تيكجدة وحدها حيث ما زال المتزلجون يدبون علي المنحدرات الوعرة لان مصاعد التزلج التي تركت اثناء الحرب تعرضت للسلب والنهب.والسياحة غير متطورة لانها لم تكن ابدا اولوية لدي الحكومة. وبينما يرحب الجيران تونس والجزائر بما يصل الي ستة ملايين سائح سنويا لا تحصل الجزائر الا علي مليون فقط غالبيتهم من جزائريي فرنسا يزورن اسرهم.ويقدر عدد السياح الاجانب الحقيقيين من قبل سعيد بوخلبفة احد محللي الصناعة بما لا يزيد عن عشرة الاف.