بعد ثلاث روايات ومجموعات قصصية: المحيميد يصدر رواية نزهة الدلفين

حجم الخط
0

بعد ثلاث روايات ومجموعات قصصية: المحيميد يصدر رواية نزهة الدلفين

بعد ثلاث روايات ومجموعات قصصية: المحيميد يصدر رواية نزهة الدلفين لندن ـ القدس العربي : عن رياض الريس للكتب والنشر صدرت مؤخراً رواية جديدة بعنوان (نزهة الدلفين) للروائي يوسف المحيميد، اتخذت من علاقة حب ملتبسة بين امرأة ورجلين أساساً لها، وجاءت القاهرة بشوارعها ونيلها وليلها فضاء مفتوحاً للأحداث، مع توظيف بعض الأماكن التي يعيش فيها الشخوص في بلدانهم: الرياض، تبوك، دبي، الدوحة. الرواية استثمرت الدلفين بكل ما يملك من مرح وصخب وحب للآخرين وكما ورد عن الإمام القزويني في وصفه للدلفين: أنه إذا رأي غريقاً في البحر ساقه نحو الساحل، وربما دخل تحته وحمله، وربما جعل ذنبه في يده ليمشي به إلي الساحل، وقيل له جناحان طويلان فإذا رأي المركب تسير بقلوعها رفع جناحيه تشبيهاً بالمركب وينادي، وإذا رأي الغريق قصده. وقارب الروائي المحيميد بين الدلفين وقدرته علي إنقاذ الغرقي وبين يد المعشوقة التي تنقذ العاشق من الوحدة والضجر والسأم. وقد اختار الناشر مقطعاً للغلاف الأخير جاء فيه: أبي كان ثريَّاً، لم أره منذ سنوات بعيدة، غاب عنا ثلاثة أيام متواصلة، وفي اليوم الرابع هاتفت أمي ضرّتها، فأكدت الأخري أنها كذلك لم تره ولا تعرف له أثراً، قالوا إن أمي حوَّلته إلي طائر في قفص عندنا في صالة البيت، في المساء تعيده إلي حالته الطبيعية ثم تضاجعه طوال الليل، وفي الصباح يوقظ الطائر الأصفر الصغير البيت وهو يغرِّد بلا كلل. حين كبرتُ عرفت أن أبي هاجر إلي شرق آسيا، لا أعرف إن كان يركض خلف تجارته أم خلف نسائه. رواية (نزهة الدلفين) جاءت بعد ثلاث روايات هي: لغط موتي، فخاخ الرائحة، والقارورة، فضلاً عن عدد من المجموعات القصصية التي كان آخرها مجموعة (أخي يفتِّش عن رامبو).من فضاءات الرواية: صباح الرياض ساخن وثقيل جدّاً، غبار يهبط بصفاقة حتي الرجلين، فكأنما الناس والسيارات تخوض في غبار عميم، حتي البنايات العالية ذابت رؤوسها في الغبار الجاثم مثل غول هلامي الملامح، طريق الملك فهد تجاه الجنوب خفيف علي غير العادة، سلكتُ مخرج قصر الحكم والصفاة والمحكمة الكبري، عند الإشارة شحاذة عجوز تحمل طفلاً غزير الشعر ومتَّسخه، بثوب صوف عتيق رغم حرارة الطقس، علي رصيف متنزه سلام جلس عمَّال يوميون باكستانيون وأفغان بملابسهم البنجابية وهم يحملون فُرش الدهان وأدوات لياسة الجدران والبناء. معهد إمام الدعوة بمبناه العتيق لم يتغيَّر، مثلما دخلته ذات مرة مع قريبي، وهو يسحب ملف دراسته هارباً إلي متوسطة ابن زيدون، الباب المتطامن والحمام يحط علي شرفاته، مبني المحكمة الجديد ذو الحجر الأصفر يقف شامخاً، بنوافذه الطولية الضيِّقة جداً، تلك التي لا تتسع حتي لرأس يحلم أن يفيض ويصرخ، مواقف السيارات مشغولة تماماً، أوقفت سيارتي الهونداي الصغيرة، وقبل أن أنزل قلبت فاتورة الهاتف المحمول علي ظهرها حتي لا يظهر اسمي لأحد يتجوَّل بين السيارات ويدوِّن الأسماء، كنت خائفاً وقلقاً، حلمت أن أكسر حاجز الخوف، كان الحرس يحيطون بحواف الميدان المزدان بالنخيل والشجر المقصوص بعناية، لا أحد يدخل إلا بأوراق معاملة أو قضية أو استدعاء، كان في الجهة البعيــدة المقابـلة للبوابة الجنوبية عدد من الرجال والنساء يجلسون علي المصاطب الحجرية تحت ظل الشجر ينتظرون المحاكمة السرِّية، رجل خمسيني يشرب شاياً، وشاب يرشف قهوة من دانكن دونات، لم أكن وحدي الذي يلبس نظارات شمسية داكنة، بل كثيرون يخفون أعينهم خلف السواد، والبعض الآخر يخفي وجهه وراء جريدة، صحفي بريطاني يحمل أوراقاً، ويصعد فوق حافة الحديقة ويعدّ المتجمهرين بطريقة مباشرة، صحفي ياباني يتأمل المكان بعينيه الضيقتين وينتظر السماح له بالدخول، في آخر المصاطب الحجرية جهة الشارع المفضي لشوارع طينية تجلس تسع نساء منقَّبات، كن يحدّقن بالشجر العالي وينتظرن معجزة السماء، شابة محجَّبة ترتدي نظارتين شمسيتين سوداوين تتنقَّل بخفَّة ورشاقة وتحاول كل فينة أن تجذب بيدها العباءة السوداء لتخفي بنطلون الجينز الكحلي.0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية