برلمان العرب الذي نريد

حجم الخط
0

برلمان العرب الذي نريد

برلمان العرب الذي نريد عاش الشارع العربي حالة إقصاء ويأس، وانسداد سياسي واجتماعي، في ظل الأزمة الديمقراطيّة المتفاقمة التي زادتها الأزمة الاقتصاديّة احتقاناً.وبدا جليّاً مدي تمسّك الأنظمة المعمّرة بالسلطة وممانعتها للاصلاح والتغيير والتحوّل الديمقراطي السلمي، وعجزها التام عن تحقيق أيّة مكاسب في مجال حقوق الإنسان وإغلاق ملفات المفقودين والمعتقلين والقبور الجماعيّة.وأقصي الآخر وشوّهت صورته، وزوّرت إرادته، وقمع وغيّب، واتهم بالخيانة والعمالة باسم الديمقراطيّة.فلا عجب أن ينفضّ الناس عن هذه الكلمة ويزهدوا فيها، ويمقتوها بسبب ما أصابها من تشويه وتذييف وتفريغ من محتواها الحقيقي. والأعجب من ذلك أن تمتد يد التزييف في أعقاب العرس الديمقراطي الذي وصفت به الانتخابات الأخيرة إلي كلمة الوحدة، فتخرج علينا الجامعة العربيّة ببرلمانها المؤقّت، لتقنعنا بأنّها لا زالت حيّة، وأنّها قادرة علي توحيد أمّة العرب، وحماية أمنها ومصالحها، وخاصّة بعد فضيحة احتلال العراق.برلمان غير مزوّر ولكنّه معيّن، محدّد بخمس سنوات وربّما بسبع لأنّه لا قيمة للوقت لدي المخطّطين لهذا البرلمان الوحدوي العتيد، وكأنّ التاريخ سينتظرنا حتي نستكمل خطوات هذا المشروع الخطير.ألا تكفينا البرلمانات التي تلعب بها الأنظمة لنضيف إليها برلماناً علي شاكلتها يدار من العواصم العربيّة عن بعد.ألا تكفينا البرلمانات الصوريّة التي لا تملك القدرة علي الرقابة، ولا علي التشريع، ولا المحاسبة والنقد الموضوعي، وليس لقراراتها صفة الإلزام.يريدون أن يقنعونا بأنّهم سائرون علي درب الوحدة، وأنّ أوروبا الموحّدة ليست بأفضل منا، وأنّ لنا برلماناً عربياً دونه البرلمان الأوروبي، ولكن هيهات.غداً سيحمل ممثلو كل نظام عربي معهم تناقضات الأنظمة التي يمثّلونها ومشاكلها وعقدها ونزاعاتها الحدوديّة، ومشاكل تقاسم المياه بينها، وستزداد المشاكل تعقيداً، لأنّهم لايملكون مفاتيح الحل.وسترون أيّها السادة أنّ هذا البرلمان لن يتمخّض إلا عن تكريس للتجزئة، والاعتراف بالأمر الواقع، وإصدار قرارات لمكافحة الإرهاب، وإصدار توصيات لحماية الأنظمة من دعاة الوحدة الحقيقيّة.إنّ البرلمان الذي يحظي باحترام الشعوب العربيّة هو البرلمان المعبّر عن ضمير الأمّة ووجدانها، الممثل لإرادتها الحرّة، لا البرلمان المنقطع عن الشعوب، المحدود الاختصاصات بإصدار الآراء والتوصيات الذي تفتقت عنه عبقريّة الأمين العام، بعد وعوده بالإصلاح، وحدّد معاييره وزراء الخارجيّة.البرلمان الذي نتطلّع إليه هو البرلمان الشعبي المنتخب انتخاباً حراً، القادر علي تعزيز الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، ووقف سرقة قوت الشعب واستنزاف ثرواته في الوطن العربي. البرلمان الذي يملك حق التعيين والخلع.محمد علي شاهينرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية