برامج العفاريت والجن علي الفضائيات إفلاس أم مراهقة مذيعين؟

حجم الخط
0

برامج العفاريت والجن علي الفضائيات إفلاس أم مراهقة مذيعين؟

حلقات حسين الإمام ونهلة عبد العزيز كانت علي رأس القائمة:برامج العفاريت والجن علي الفضائيات إفلاس أم مراهقة مذيعين؟القاهرة ـ القدس العربي ـ من وليد طوغان: قبل عشر سنوات ابتدعت القنوات الفضائية العربية أوربت وA.R.T في إطار برامجها الحوارية الساخنة ذلك الوقت مناقشة واستضافة حالات قيل أنها مسكونة بالجن، أو بما يعرف بداء اللبس في المأثور الشعبي المصري.وربما اكتشاف بعض مقدمي تلك البرامج (احتواء ذلك العالم) علي المارقين والنصابين، إضافة لما تساهم فيه تلك البرامج من إحداث بلبلة لا معني لها في عقول المشاهدين كان السبب في توقف معظم تلك البرامج اما لعدم اقتناع مقدميها عدم خروج تلك البرامج عن شعوذة لا داعي لها، وإما بسبب هجوم شديد تعرض له البعض الآخر.و فيما ظلت برامج السحر والجن في طي النسيان طوال السنوات الثمانية الأخيرة عادت مرة أخري علي يد المذيعين والمذيعات المصريين علي القنوات الفضائية.. لأسباب يعلقها البعض علي الإفلاس الإعلامي، فيما يؤكد مقدموها ـ كالعادة ـ إن الغرض كشف الحقائق و دفع الأباطيل عن قضايا مهمة بالنسبة للشارع العربي.المؤكد أن اهتمامات الشارع العربي تحوي الكثير من القضايا الأكثر أهمية من برامج الجن والعفاريت والمؤكد أيضا أن نجاح قنوات فضائية مختلفة في لفت أنظار مشاهديها تحقق ـ بصرف النظر عن الاختلاف حول توجهات تلك القنوات ـ دون برامج جن أو عفاريت الأمر الذي جعل حجج مقدمي تلك البرامج ليست فقط غير منطقية إنما هي ايضا ليست مناسبة لعصر التسابق الفضائي الذي ما زال يحاول بعض مقدمي البرامج النفاذ إليه بصرف النظر عن مضامين مادتهم الإعلامية.المؤكد أيضا ـ ورغم نسبة المشاهدة المرتفعة ـ التي تحققها تلك النوعية من البرامج أنها نفسها تفقد القنوات الفضائية مصداقيتها خصوصا وأن برامج العفاريت باتت موضة قديمة لم تعد علي أولوية اهتمام المشاهد العربي، فيما يري البعض في الوقت نفسه أن عرض تلك البرامج علي القنوات الفضائية العربية تعمل بالتأكيد علي خصم نقاط من الرصيد العربي الإعلامي حول العالم.أشهر برامج الجن والعفاريت البرنامج الذي تقدمه نهلة عبد العزيز مذيعة التليفزيون المصري التي انتقلت لقناة المحور منذ فترة مقدمة برنامجها فوق ما تتصور وكأنه باكورة عملها الإعلامي بالتليفزيون المصري لأكثر من 15 عاما.و مؤخرا انضم للقافلة كثير من مقدمي البرامج الدينية أحمد عبدون علي قناة دريم، وأحمد سعيد علي قناة المحور بدعوي مناقشة قضاياهما من وجهة نظر رجال الدين. الأمر الذي تحول فيما بعد أيضا لتأصيل الخرافات علي أساس ديني.د. محمد زايد أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث يأخذ عدة نقاط علي مقدمي تلك البرامج، والقنوات التي تتعمد تطويرها من آن لآخر. وهو حسب قوله للقدس العربي لا يفضل الحديث عن مضمون البرامج نفسها إذ إن نقدها في رأيه تحصيل حاصل خصوصا وأنه لا يوجد جديد حول ما تذيعه من قضايا، في حين لازال هناك أكثر من وجهة نظر تتعلق بسبب إذاعتها حسب د. محمد زايد: مؤكد أن المردود الثقافي المنشور رغم محتواه الظاهر لا يؤدي الغرض منه. وإذا كان مقدمو برامج الجن يتعللون بعرضها للتحذير منها تظل حججهم مردودا عليها خصوصا وأن هناك أكثر من طريقة للتحذير بخلاف التمادي في عرضها علي حلقات .حسب د. زايد غالبا ما تروج تلك القنوات نفسها من فترت الاضمحلال الثقافي، وغالبا ما يجد أصحابها أكثر من طريقة للدفاع عنها.نهلة عبد العزيز مذيعة فوق ما تتصور تؤكد من جانبها أن بعض أراء المعارضين لتلك البرامج ليسوا مدفوعين في أرائهم خصوصا وان عرض ومناقشة قضايا النصب والشعوذة علي شاشات التليفزيون وعلي مرأي ومسمع من ملايين المشاهدين هو السبيل الأمثل لمحاربتها ومساعدة معتنقي تلك الأفكار علي الإقلاع عنها .نهلة تعتمد علي استضافة أطرف وأغرب القضايا أو الحوادث الميتافيزيقة مع تحضير تحليل لأراء المتخصصين في مواجهة وقائع يتوهم الكثيرون أنها حقيقية.نهلة عبد العزيز ـ كما يري كثيرون ـ تحاول التبرير، يظل الكثيرون علي الحياد دون تعاطف لا مع نهلة ولا مع آخرين يعمدون لإفراد مساحات واسعة علي حلقات متتالية لخرافات كان يكفي الإشارة لها بأراء المتخصصين في دقائق وفي سياق قضايا أخري أشمل.القضية الأساسية في رأي د. ليلي عبد الغفار المستشار وأستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ليست في الجدل القائم بين مقدمي تلك البرامج وبين المعارضين ورغبة كل منهما في إقناع الآخر بفساد فكرته وافتقادها للمنطق.إنما القضية الأساسية تكمن في توجهات القائمين علي بعض القنوات الفضائية التي ليست غير متناسبة مع واقع الإعلام الحالي، إنما ـ علي حد قول د. ليلي أيضا ـ افتقاد الكثير من القائمين علي إدارة قنوات فضائية محددة للعقلية المناسبة.. تشير د. ليلي إلي أن بعض القنوات الفضائية تدار بمنطق العائلة ما يعني عدم وجود الأشخاص المناسبين بالأماكن المناسبة. وفيما كانت ثقافة الجن والعفاريت متواجدة في التراث والمأثور الشعبي فإن تواجد أشخاص من غير ذوي صفة علي عجلة قيادة كيانات إعلامية بعينها يجلل شاشاتها مجرد انعكاس للمأثور الشعبي الشائع بصرف النظر عن كيفية معالجته أو تحقيق التعاطي معه!!لعل قناة المحور الفضائية كانت أكثر القنوات الفضائية المعرضة للنقد خلال الفترة الأخيرة ولعل كل حجج المراقبين وملاحظاتها الموجهة لإدارة المحور تعمدها المغالاة في إذاعة برامج تفسير الأحلام، وتكثيف إذاعة برامج موصوفة بأنها تتعاطي شعبيا مع قضايا الدين أكثر منها برامج دينية بالمعني العلمي.ورغم حملات الهجوم الشديدة علي قناة المحور فقط اكتفت إدارتها بتعديل الفواصل بين البرامج المذاعة دون أية تعديلات في مضمون البرامج، وأخيرا فإن برنامج فوق ما تتصور لنهلة عبد العزيز وكأنه تأكيد ـ غير مبرر ـ من إدارة المحور علي استمرار سياساتها غير عابئة بآراء المتخصصين.لأكثر من سبب لم تستطع القدس العربي الاتصال بحسين الإمام صاحب فكرة وتقديم برنامجه كلام حسين المهتم أيضا بتحريضه علي ثقافة العفاريت يوم الخميس من كل أسبوع، لكن أراء حسين المنشورة بإحدي الصحف القومية المصرية منذ أيام غير أنها أشارت لرأي حسين الإمام في الهجوم علي برنامجه أشارت أيضا لحجم المأساة باعتبار مقدمي تلك البرامج أن كل ما يوجه إليهم من هجوم نابع من خلافات شخصية.و مع أنه لم تثبت علاقة مصالح بين حسين الإمام أو نهلة عبد العزيز أو آخرين وبين متخصصي المركز القومي للبحوث علي سبيل المثال تحولت فرقة برامج العفاريت بين ما يسمونه النقد البناء والنقد بغرض النقد فقط الدفاع الوحيد في مواجهة كل ناقد .حسين الإمام يؤكد أنه لا يلتفت لكل أراء النقاد خصوصا وأن كثيرين منهم يمارسون ـ من وجهة نظره ـ تصفية حسابات. حسين ـ علي حد المنشور علي لسانه منذ أيام يري أن من حقه أن يقدم مادة تجذب أكبر قدر من المشاهدين ومن حق المشاهد متابعة تلك المواد حتي لو علي سبيل التسلية، حتي لو كانت قصص الجن والعفاريت ومناقشة ما يتعلق بلبس الجان للإنسان واستضافة أباطرة الشعوذة تدخل في إطار تلك التسلية!2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية