بحثت ملابسات اقتحام مهاجرين افارقة اسوار المدينتين
بعثة اوروبية تطالب اسبانيا بتحديد هوية الاراضي الفاصلة بين المغرب وسبتة ومليليةبحثت ملابسات اقتحام مهاجرين افارقة اسوار المدينتينمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: يستمر الجدل حول عمليات اقتحام المهاجرين السريين الأفارقة اسوار مدينتي سبتة ومليلية بشمال المغرب (تحتلهما اسبانيا) في أعقاب صدور تقرير أوروبي يحث حكومة مدريد علي التعريف القانوني للأراضي الفاصلة بين المغرب والمدينتين والاتفاق الموقع مع الرباط في مجال مكافحة الهجرة السرية علاوة علي التحقيق في قتل مهاجرين افريقيين في الحدود.وكانت سبتة ومليلية قد شهدتا ما بين أواخر اب/أغسطس وبداية تشرين الأول/أكتوبر الماضيين محاولات اقتحام قام بها آلاف المهاجرين الأفارقة بهدف تجاوز أسوار المدينتين للوصول الي الاراضي الاسبانية وطلب الاقامة او اللجوء السياسي والانساني. وخلفت تلك العمليات مقتل 14 شخصا ومئات الجرحي نتيجة التدخل القوي لقوات الأمن والجيش المغربية والاسبانية. وسبب الملف ضجة دولية. ويأتي تقرير برلمان الاتحاد الأوروبي الصادر الجمعة ليطالب اسبانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، بسلسلة من التوضيحات والالتزامات. ويأتي هذا التقرير نتيجة لزيارة وفد برلماني أوروبي من 17 عضوا برئاسة الألمانية إيوا كلامت المدينتين يومي 8 و9 كانون الاول/ديسمبر الماضي. وستتم معالجة التقرير في اللجنة المكلفة بالعدل والأمن والحريات يوم الثلاثاء المقبل، ومن المنتظر أن تتم المصادقة عليه. ونقلت وكالة أوروبا برس عن مصادر أوروبية أن هذا التقرير قد يخضع لتعديلات بسبب الاختلاف الحاصل علي بعض الخلاصات المتضمنة فيه ولاسيما مسافة قصيرة تفصل بين المدينتين والمغرب .ومن ضمن الخلاصات أن التقرير يعتبر أن الأمتار التي تفصل بين الأسوار الثلاثة وأحيانا سورين فقط الممتدة علي طول الحدود بين المدينتين والأراضي المغربية (سبتة علي طول عشرة كلم ومليلية 8 كلم) تقع علي مسؤولية الجانب الاسباني. وتماشيا مع مطالب منظمة أكنور و أمنستي أنترناشونل ، يري الوفد الأوروبي أنه إذا دخل مهاجر من جنسية غير مغربية الي تلك الأمتار، فبإمكانه طلب اللجوء السياسي أو الانساني ولن يحق لمدريد أن تعيده الي المغرب . غير ان اسبانيا تعتبر الأسوار بمثابة حاجز لعرقلة تسرب المهاجرين ولا يجب أن تترتب عنه مسؤوليات سياسية وحقوقية.وطالب التقرير الحكومة الاسبانية بأن تكشف نتائج التحقيق في مقتل مهاجرين صحراويين في الحدود، علما أن الرباط ومدريد شكلتا يوم 29 ايلول/سبتمبر لجنة للقيام بالتحريات والتحقيق، لكنها لم تقدم حتي الآن النتائج الي الرأي العام أو المنظمات الدولية التي تطالب بذلك. كما طالب التقرير اسبانيا بالكشف عن مضمون الاتفاق الموقع مع الحكومة المغربية في مجال ترحيل المهاجرين الأفارقة. ورحبت اللجنة بالتعاون الذي يبديه المغرب في مواجهة الهجرة السرية وبالضبط في الحدود مع المدينتين، لكن الحكومة المغربية لا تعنيها نتائج التقرير بحكم أنها تعتبر المدينتين مغربيتين ولا يمكن أن تساهم في تقرير يؤكد اسبانية سبتة ومليلية وخاصة عند الحدود.