ببساطة.. لأنها فلسطين

حجم الخط
0

ببساطة.. لأنها فلسطين

ببساطة.. لأنها فلسطين سألتني ذات مرة محاضرتي في الجامعة عن موضوع كنت قد كتبته يتناول حب الوطن، قائلة، لماذا تحب وطنك؟! أذكر تماماً أني حضرت جيداً لمناقشة موضوعي، ولكني لم أتوقع أبداً سؤالاً كهذا.لماذا تحب وطنك؟ لم أجد كلمة تشرح سبب ذلك الحب، لم أجد شيئاً يعبر عن سبب ما، وإن وجد آخر يعبر عن عمقه.قالت، ألم تشرب أو تأكل من شراب وطعام بلدك؟ ألا تتذكر طفولة جميلة تربــــــطك بذلك البلد؟ أثارني أكثر من طرح السؤال سذاجة فكرة (الوطن) في رأسها. هل الوطن (كأس وكبة نية) وذاكــــرة قد تخون؟!عفواً سيدتي.. فأنا فلسطيني.. أحب وطني لأنها ببساطة.. فلسطين.ليس الوطن حيث تولد أو تكبر، أو تأكل.. هذا في حال أي وطن، فكيف الحال والكلام عن حاضنة الأوطان.. فلسطين.عذراً سيدتي، ليس لدي جواب يشفي سذاجة سؤالك. لن تفهمي.. فانتِ تشربين وتأكلين وتنامين وتصحين وربما تعشقين في وطنك، لن تفهمي، فلست لاجئة ولا منفية ولا ثائرة ولا منتفضة في الضفة ولا متجذرة في الجليل.فلسطين أكبر من المعني التقليدي للوطن، كالذي تفهمين مثلاً، هي عدة أوطان بالمعني التقليدي في وطن بالمعني التقليدي أيضا.. وبمعان كثيرة لن تفهميها. هي وطن المكافحين للعودة والتحرير والبقاء.. وطن العاملين لعودة أهلها لها.. وعودتها لأهلها. هي.. أسمي من ذلك. فلسطين وطن لأكثر من شعب، فاق مداها حدودها الثقافية والسياسية والجغرافية والقومية، باتت وطن المضطهدين والمنفيين.. وطن الثوار والأحرار وجنود السلام، تماماً كما اسبانيا في الحرب الأهلية ضد الفاشست حيث باتت وطناً للثوار واليساريين.. لم تكن عندها للأسبان وحدهم.لن أطيل في شرحي معني كلمة وطن حين يقصد بها فلسطين.. هو معني يعاش أكثر من أن يفهم.. أو يؤكل!تحتاجين كي تعيشيه إضافة لانتمائك اليه.. انتماءه اليك.. والأهم تحتاجين وعي وتقدير هذا الانتماء والصراع للمحافظة عليه. هل فهمتي الآن.. سيدتي؟سليم البيكرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية