بانتظار الفنانة اللاثغة!

حجم الخط
0

بانتظار الفنانة اللاثغة!

بانتظار الفنانة اللاثغة!لندن ـ القدس العربي ـ من سامر شهاب كيف ستكون ردة فعلك ان كنت مسافرا وتسمع موظفة المطار بصوتها الذي كله غنج ودلال، وهي تعلن للمسافرين:علي السادة الركاب المتجهين الي لندن سرعة التوجه الي الطائرة عبر البوابة رقم 13 … روحة بلا رجعة.او وما ان حطت علي مدرج ارض المطار، حتي سمعت قبطان الطائرة بدلا ان يهنئك بسلامة الوصول يقول:يلا فكو الاحزمة وانزلوا… خلصونا… اوف.او يظهر مذيع القناة الفضائية علي الشاشة وهو يبتسم غصبا عنه ويفاجئك بالقول:ايها السيدات والسادة اسمعوا، نشرتنا الاخبارية لهذا اليوم والتي لا تسر عدوا ولا صديقا، انتم تجلسون مرتاحين في بيوتكم، وغيركم يذبح في الشوارع… ناموا احسن لكم… نامت عليكم حيطة.او يأتي نادل المطعم ويضع الصحون بدون نفس، ويضرب بالملاعق علي الطاولة ويتنفس من منخار واحد، ويصرعك بالقول: شو بتتسمموا؟واخيرا وليس اخرا كيف ستكون ردة فعلك عندما تسمع ما سمعته:سمعت عن مطربة جديدة قد تلمع قريبا في سماء النجومية، يتحدثون عنها، اقصد عن جمالها، وراح تكون قنبلة الموسم، ويا سلام شو راح يصير بالسنة الجديدة.. وان كانت قنبلة الموسم تلثغ .وها انا اواظب علي ان يكون قراء جريدة القدس العربي اول من يتبشرون بالقادم، وتهيئة انفسهم واخذ احتياطاتهم اللازمة لانفسهم ولازواجهم واولادهم واخوتهم وحتي لأبائهم من قنبلة الموسم … .فبعد موجة المغريات والمغنيات والشاهقات الصامتات لسانا، المتحركات صدرا وخصرا.. ستظهر موجة جديدة من المغنيات اللواتي يلثغن في الكلام… مثل المطربة اللثاغة التي ذكرناها والتي تلفظ الثاء سينا.. والتاء تشاء والراء غينا والصاد سينا والضاد دالا وذلك لزيادة اللزوجة اللغوية بعد اللزوجة الجسدية، وهكذا سيضطر كتاب الاغاني الي لثغ الحروف وتطويعها علي لسان اللثاغة وقد يصل الامر الي الملحن لكي يلثغ فيصدر العود نغم الكمان.. والقانون نغمة الربابة.. فكل شيء جائز في موجة الفن العاجز، وستضطر الفضائيات الي بث الاغاني الملثوغة مع ترجمة بالعربية او بلغة الاشارة للصم والبكم… باعتبار ان المستمع او المشاهد لن يفهم الكلمات الملثوغة التي كتبها ملثوغ ولحنها موسيقار لاثغ وغنتها لثاغة.واظن ان المشروع الامريكي للشرق الاوسط سيعطينا شهادة الجودة، في مجال الغناء والعواء لاننا نعيش مرحلة ثقافية فنية خاصة بالـ الشرغ الاوست .. رغم ان مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اعده الامريكان لاصلاح العالم العربي لم يشر من بعيد او قريب الي اصلاح الفن العربي، مع انه تحدث عن اصلاح المناهج ووضع النساء… ووضع الصحافيين ووضع الثقافة ووضع الحكومات… ربما لاننا سبقنا العولمة الفنية، وصرنا نلثغ في الغناء ونعرج في الرقص ونعمي في الرؤية.. ونزحف وقوفا… ونقف انبطاحا.2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية