باكستان: الحملات الانتخابية تعوق حصاد القمح لأن العمال الزراعيين يتوجهون لمهرجانات المرشحين حيث يحصلون على اجور أعلى مقابل ترديد شعارات مؤيدة

حجم الخط
0

قرية باسين (شرق) – رويترز: يشكو المزارعون في اقليم البنجاب بشرق باكستان من تباطؤ وتيرة حصاد القمح نظرا لحضور العمال الزراعيين تجمعات انتخابية يحصلون خلالها على اجر افضل مقابل ترديد شعارات مؤيدة لمرشحين.
وتحولت مساحات كبيرة من الارض في البنجاب الذي يعتبر سلة الخبز لباكستان الى لون الذهب مع نضوج القمح في الحقول قبل حصاده.
ويبدأ موسم الحصاد في الاسبوع الاخير من نيسان/ابريل لكنه تأخر قليلا هذا العام بعد سقوط امطار غزيرة لم يسبق لها مثيل.
والقمح من المكونات الرئيسية للنظام الغذائي في باكستان وهو اهم محصول في البلاد ويزرع في مساحة تزيد على 8.8 مليون فدان في انحاء البلاد. ويسهم القمح بنحو 14.4 في المئة من القيمة المضافة في الزراعة وثلاثة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.
ويقول الخبراء الزراعيون ان انتاج القمح يقل كثيرا عما يمكن انتاجه بسبب تأخر الزراعة وانخفاض جودة البذور ونقص مياه الري والجفاف وتدهور مستوى التربة.
وأضافت الانتخابات العامة هذا العام مشكلة جديدة لمتاعب زراع القمح.
وقال محمد زهير الذي يملك ارضا زراعية ‘موسم الحصاد يستمر من 10 الى 15 يوما فقط. المرشحون في الانتخابات امامهم ما بين 18 و20 يوما. لذلك اغلب العمال يذهبون الى هناك لانهم يحصلون على 300 الى 400 روبية (ثلاثة الى اربعة دولارات تقريبا) بل ربما 500 روبية (خمسة دولارات). ويحصلون على الطعام ايضا ولا يضطرون للعمل. لكنهم سيتساءلون لاحقا من اين سيحصلون على القمح ليأكلوه.’
وقال زهير انه اذا ترك القمح الناضج في الحقول فترة اطول مما ينبغي فمن الممكن ان تتلفه الرياح والعواصف.
محمد عظيم عامل زراعي في أرض زهير قال ان الامطار تقلل ايضا من جودة القمح الناضج.
وقال عظيم بينما كان يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة ‘اذا امطرت فسيبتل القمح. وعندئد نضطر لوضعه في الشمس لمنع تشبعه بالماء. من الافضل حصاده الان بينما الطقس صحو ومشمس.’
وفي المناطق الريفية من البنجاب يقوم الرجال والنساء بل والاطفال بحصاد القمح ويعملون مقابل اجر يومي في قطع اعواد القمح بالمناجل وهي طريقة مستخدمة منذ قرون ويعتقد انها تؤدي الى اقل مستوى من الفاقد في المحصول.
لكن المرشحين الذين ينتمون للاحزاب السياسية الرئيسية يغرون العمال بالمال للابتعاد عن الحقول لا لزيادة الاعداد في التجمعات فحسب ولكن ايضا لترديد الشعارات المؤيدة لهم.
وقال زهير ‘هناك اتجاه جديد هذه الايام. فالناس الذين يرددون الشعارات في التجمعات الانتخابية يحصلون على ما بين 300 و400 روبية (ثلاثة الى اربعة دولارات). وكلما زادت الضوضاء التي يحدثها الرجل زاد اجره.’
وقال سهيل شوكت الذي يعمل بحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية – جناح نواز شريف انه اضطر للذهاب للحقول لاقناع الناخبين والمؤيدين المترددين فيما يبدو بالمشاركة في الدعاية الانتخابية.
وقال شوكت ‘الان هو الوقت الذي يجني فيه المزارع محصوله ليستمتع بثماره. هذا حقه. لكن حدوث تغير في الحكومة هو حق له ايضا. وبعون الله يحصد الناس في هذه المنطقة محاصيلهم بالاضافة الى العمل ليل نهار في الدعاية الانتخابية.’
واضاف انه بالاضافة للدعاية السياسية فإن المرشحين يتعين عليهم ايضا حث المزراعين على انهاء انشطتهم المتعلقة بالحصاد قبل يوم الانتخابات من اجل زيادة اقبال الناخبين.
ويقول العديد من ملاك الاراضي والمزارعين ان الحكومة اختارت وقتا غير مناسب لاجراء الانتخابات العامة لان محصول القمح بالنسبة للمزارعين هو ما يعتمدون عليه طوال العام ولا يكون لديهم في موسم الحصاد اي وقت للمشاركة في الدعاية الانتخابية.
وفي المقابل تخشى الاحزاب السياسية من احتمال ان يؤثر الحصاد ايضا على اقبال الناخبين في يوم الاقتراع.
ويقول محللون انه اذا لم يكتمل الحصاد قبل 11 مايو أيار فإن الكثير من الزراع قد يفضل البقاء في الحقول بدلا من الذخاب للتصويت وان الاقبال ربما يتراوح بين 30 و 40 في المئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية