اي وطن يريد السوريون؟

حجم الخط
0

اي وطن يريد السوريون؟

د. يحيي العريضي اي وطن يريد السوريون؟كان الاستاذ زهير سالم غاية في العلم والأدب والوطنية عندما التقينا. كانت عبارته ـ (اسماء ابنتنا) عندما وردت اشارة الي عقيلة الرئيس بشار الاسد ـ قمة في الخلق والتهذيب ورهافة الحس.كان ذلك خلال برنامج علي محطة المستقلة الفضائية، جمعني والاستاذ زهير سالم الرجل الثاني في تنظيم الاخوان المسلمين السوريين.كم تمنيت ان أخرج من الاستديو واتوجه الي المطار مباشرة، واصل دمشق بأسرع ما يمكن وألتقي اصحاب القرار في السياسة السورية، واطلب منهم حلا للمسألة مع الاخوان المسلمين. هكذا فكرت وتمنيت بكل اختصار ووضوح.لم تتحقق امنيتي تلك الا بعد اسابيع حين سافرت الي دمشق والتقيت اشخاصا اعرف انهم مساهمون في القرار السياسي السوري.وكانت العبارة التي تردد اطلاقها من قبل اكثر من جهة عندما طرحت موضوع انهاء المسألة المشكلة هي: هذا الموضوع خط احمر . دفعني الفضول ـ ربما التهورـ أن اسأل عمن أطلق تلك العبارة خط احمر ، فكان الجواب: القيادة . هنا دفعتني الحشرية ، وليس فقط الفضول أن أسأل ايضا: من من القيادة؟ ، فكان الاسم الذي تكرر أكثر من أي اسم آخر هو عبد الحليم خدام .حينما كنت اسمع الاسم يتكرر تذكرت تلك الجلسة في مدرج جامعة دمشق عندما اطلق السيد خدام تحذيراته من تحويل سورية الي جزائر، وعندما هجم ذلك الهجوم علي جلسات الحوار والنقاش والانفتاح، الذي ساد في الاشهر الاولي من رئاسة الدكتور بشار الاسد.في مدرج الجامعة كان الدكتور حبيب محمود يجلس الي جانبي وضعت يدي علي ركبته وقلت: حبيب، حديث هذا الانسان ضد تفكير بشار الاسد تماما . وافقني حبيب، وصمت كلانا، بلعنا افكارنا وهواجسنا، كان اختصاص الرجل توزيع شهادات في حسن السلوك الوطني. كانت تلك دروس في الصمت والرعب والخوف والقمع والخطأ والخطيئة. وهذه لا يمكن ان تكون في منهاج بشار الاسد. ان بشار الاسد الذي تعرفه وتريده سورية هو ذلك الرجل الذي لا يحب الصمت او الرعب او الخوف او القمع او الخطأ او الخطيئة، ولا الخطوط الحمراء، فالخط الاحمر الوحيد هو حول العدو الصهيوني الذي يحتل الارض العربية. سورية التي يريدها بشار الاسد هي تلك التي لا يعلو فيها احد فوق القانون.. تلك التي لا يدخل السجن فيها الا من يرتكب جريمة بحق الوطن او المواطنين، ولا يدخل سجن فيها من يخالف رأيه رأي السلطة. السوريون لا يريدون نظاما له اولوية علي الوطن، ولذلك هبوا هبة واحدة دفاعا عن سورية عندما شعروا انها مستهدفة: بشار الاسد يعرف ان هذه الحالة حصانة له.الضغوطات التي مورست علي سورية خلال السنوات الاربع الماضية كانت كفيلة باضعاف واخضاع اية سلطة في العالم، ومن خلال تناغم ما يريده السوريون وعلاقتهم مع بشار الاسد كان المهم ألا تضعف سورية أو تخضع، وهكذا كان’ سورية ظلت قوية صابرة صامدة.في زمن سورية الصعب هذا لم يكن بشار الاسد رمزا لسلطة او تجسيدا لها، كان رمزا وتجسيدا لصلابة الوطن. لم يختصر الرجل الوطن بشخصه، ولكن الوطن حمله فكــبر هو بالوطن وصمدا معا.لم يكن بشار الاسد بديلا للوطن بل كانت سورية فوق الجميع ولهذا كانت قوية وكان بشار الاسد قويا صامدا خلال أزمتها كانت سورية هي العالية المنزهة عن الخطأ: فالوطن هو الاله الذي لا يرتكب أخطاء، هكذا يري قائد سورية، وهكذا كان خطابه عن اخطاء ارتكبت.في مقاله ذاته يقول الكاتب ميشيل كيلو ان مؤسسات معينة طورت طقوسا خاصة جعلت من النظام الها بشريا، يقول للاشياء كوني فتكون، الان فهمت لماذا قال بشار الاسد في اول خطاب له: أنا لا املك عصا سحرية . لا أعرف ما سيأتي في خطاب الرئيس الاسد خلال الساعات المقبلة لكنني أقرأ الكثير وهذه بعض برقيات قراءة في ما سيأتي: الارتباط مع الارض والشعب والسيادة الوطنية لا مع أي شيء آخر. الشرعية شرعية الوطن لا أي شيء آخر.لا مشكلة لسورية مع الهيئات الدولية وخاصة مجلس الامن، ولا مع لجنة التحقيق بقتل الحريري، فحرص سورية علي معرفة من قتل الحريري أكثر من حرص أي جهة أو دولة آخري.أهل سورية الذين حملوا رئيسهم في قلوبهم وعقولهم يريدون منه وقفة صراحة ومشروع يترجمه خيرا وراحة وازدهارا لهم ولسورية، وهم جاهزون للوقوف معه، وهو يدرك ذلك، وسترد هذه المسألة الحساسة في الخطاب.هذه هي السورية التي لا تهزم، وهذا هو الوطن الذي يريده السوريون.ہ مدير المركز الاعلامي السوري في لندن9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية