ايهود اولمرت: ادرس امكانية الدخول في مفاوضات مع حماس علي أساس خريطة الطريق ولن نسمح بأن تهدد الذرة الايرانية وجودنا.. والاردن يجب أن يكون حدودا أمنية لاسرائيل

حجم الخط
0

ايهود اولمرت: ادرس امكانية الدخول في مفاوضات مع حماس علي أساس خريطة الطريق ولن نسمح بأن تهدد الذرة الايرانية وجودنا.. والاردن يجب أن يكون حدودا أمنية لاسرائيل

هاجم نتنياهو بقوة.. واكد انه لن تبقي مستوطنات خارج الجدار، وحدود القدس الموحدة لن تبقي كما هي الآن ايهود اولمرت: ادرس امكانية الدخول في مفاوضات مع حماس علي أساس خريطة الطريق ولن نسمح بأن تهدد الذرة الايرانية وجودنا.. والاردن يجب أن يكون حدودا أمنية لاسرائيل هناك حدود حتي لصبر ايهود اولمرت البارد الجديد. الأعصاب الفولاذية التي ركبّها لنفسه وبرود الأعصاب الذي تقمصه، كلها تتصدع في مواجهة الهجمة الاعلامية والدعاوية المنسقة التي تنزل علي رأسه في الاسابيع الأخيرة. حتي صحف القدس المحلية لم تُعده لهذا الوضع. هو يقرأ عن نفسه أمورا كثيرة من دون أن يعرف أنه بهذه الصورة التي يُصورونه بها.ولكن من بين كل ما يُقال ويُكتب ليس هناك ما يثير جنونه أكثر من بنيامين نتنياهو. اذا سألته سؤالا قصيرا واحدا عنه يرد عليك بحوار مطول ومرير حول من كان رفيقه في الحزب حتي الآونة الأخيرة. فمن كان يُصدق ذلك؟. قبل عشر سنوات ، يقول اولمرت، كان علينا جميعا أن نتطوع للتوضيح أنه ليس من الممكن اتهام نتنياهو بالاسهام في قتل رابين، رغم أنه كان في المظاهرة الشهيرة التي رفعت صور اسحق رابين وهو في زي الـ اس.اس النازي. تفسير ذلك لم يكن بسيطا. لأنك اذا كنت تشوه صورة القائد فبامكان أحد ما في طرف الطريق أن يترجم الاقوال الي أفعال. اعتقدت أن بيبي قد تعلم شيئا من هذه الحكاية. أمس شاهدت صورتي في التلفاز مع قبعة حماس. هذه هي حماس التي قال عنها بيبي انها خطر وجودي علي شعب اسرائيل وأنه من الوجب مكافحتها والقضاء عليها. فماذا يعني اذا إظهار اولمرت علي أنه حمساوي. ما الذي يمكن أن يفهمه الشخص غير المتزن العاطفي الذي يقومون بغسل دماغه ويُحدثونه عن حماس، ومن ثم يعرضون عليه صورة المرشح لرئاسة الوزراء مع قبعة حمساوية؟ وأنا اسأل، ألم يتعلم نتنياهو شيئا من الماضي؟ وهل نسي كل شيء؟. حسنا، يقولون ان بيبي هو نفس بيبي، ولكن لدي اعتقاد أنه أصبح اسوأ من السابق حتي، لأن المرة الثانية تكون دائما أكثر اشكالية من المرة الاولي. أنا أدرك أن الليكود في ضائقة، وأن بيبي لا يرتفع في الاستطلاعات، وأن اساليبه الترهيبية لا تُجدي نفعا، ولكن ذلك كله لا يعني أن بامكان المرشح لرئاسة الوزراء أن يقول عمن يترأس الوزراء فعليا أنه حمساوي، أو الكذب بالادعاء أننا قد حولنا الاموال لحماس، مع إنه يعرف أن هذا كذب وافتراء. ولكن أن يقول أنني حمساوي وأن هذا لن يُشعل عنده أية أضواء تحذيرية بعد ما حدث، فهذا غريب. وبعدها سيأتي ويقول مرة اخري أنه لم يقصد ولم يدرك ولم يرَ ولم يسمع ولم يُعطِ الأوامر والموافقة. ليست هناك حدود عنده بالمرة. أنا لا أريد أن اقول أكثر من ذلك، ولا أنوي الدخول في مقارنات مع بيبي أو المناكفة معه .كراهية شديدة وواقدةهناك كراهية دائمة ومديدة بين الاثنين. هذه الكراهية متوقدة وشديدة، ولا يمكن لمسها بالأيدي. نتنياهو هبط في البلاد في عام 1988 قادما من الامم المتحدة مباشرة علي رأس أمراء الليكود. هو جاء من اللامكان وسيطر علي الحزب، ومن ثم علي رئاسة الوزراء، بينما كان الأمراء يراقبونه بازدراء. بعد ذلك خلّف وراءه أكواما من الدمار واختفي. في غضون ذلك اختفي الأمراء دان مريدور وروني ميلو وبني بيغن.اولمرت آخر المتبقين من هذا الجيل، يتمتع بالدهاء الذي مكنه من المحافظة علي بقائه. والآن جاء دوره للقدوم من اللامكان. هو لم يحترم نتنياهو في أي وقت من الاوقات، نظرته اليه كانت مزدرية منذ اللحظة الاولي. استخف بقدراته ومصداقيته وقدرته علي التحمل والصمود. جيل ذهب وجيل جاء، والظروف غير المتوقعة المجنونة تضع الاثنين الآن واحدا قبالة الآخر. اولمرت المشبع طوال كل مسيرته بمشاعر واقدة بأنه يملك هذه الميزة لم يقترب من ذلك فعلا في أي وقت من الاوقات. علي الدوام كان هناك أحد ما يفصل بينه وبين الجائزة الكبري ويُبعده عن الوصول الي القمة. الآن كان نتنياهو هو هذا العائق. الظرف مغاير تماما في هذه المرة. اولمرت هو الأمير والوريث. بيبي فقد سحره وتحول الي إوزة عرجاء وشخصية مضطهدة مظلومة. اولمرت هو المنتصر المتوقع، ولكن غير السخي. بيبي يتحدث عن أنه يملك الخبرة لرئاسة الوزراء، أما أنت فلا؟ أجل، هو كان رئيس وزراء، ولكن فترته لم تكن فترة مفتخرة في تاريخنا. أنا كنت وزيرا في وزارات أكثر منه، وكنت رئيسا لبلدية القدس مدة عشر سنوات، وتجربتي ثرية جدا ومتنوعة وأكثر تعقيدا من أي واحد آخر من المنافسين. لم آتِ الي هنا من النقابات العمالية. من اليوم الذي عُينت فيه قائما بأعمال رئيس الوزراء، جلست مع ارييل، وهو الذي أعطي الأوامر للأذرع الأمنية لاطلاعي علي كافة المجريات. رئيس الشاباك والموساد وقادة الاجهزة الأمنية الاخري قاموا باعلامي بكل التفاصيل، وأن أكون مطلعا علي التطورات. وهذا ما حدث. لقد تسني لي أن أُعد نفسي لهذا المنصب بصورة دقيقة. لذلك في يوم الخميس صباحا (الخامس من كانون الثاني ـ يناير) عندما دخل ارييل الي غرفة العمليات اضطررت الي اتخاذ قرار أمني هام بسبب الحاجة، وهذا ما حدث بصورة طبيعية. ارييل قال لي في الفترة التي عملنا فيها معا انه يريد أن أكون في الموقع الذي استطيع منه أن أصل الي رئاسة الوزراء في اللحظة المناسبة. لم يتوقع أي واحد منا أن يأتي هذا اليوم بهذه الصورة وفي هذه الظروف المأساوية. هل تعتقد أن نتنياهو في حالة ضغط؟ لا أعرف. أنا اعتقد أن من الضروري أن يبقي الليكود في حجمه وأن نجتاز نحن الـ 40 مقعدا. نحن بحاجة ماسة الي حكم مستقر في اسرائيل. وأنا أري الليكود عالقا مع 14 حتي 16 مقعدا وبامكاني أن أتفهم الضائقة التي يمر بها. وماذا بالنسبة للاعلام، هل يساهم هو الآخر في الهجمة علي حزب كديما؟اولمرت لم يسقط في هذا الشرك. بل قفز عنه. تحدثنا معه عن كديما وعن حقيقة أن هذا الحزب يتحول علي الأقل عبر وسائل الاعلام الي أكثر حزب فاسد في هذه الحملة رمزا للفساد. كديما أُقيم من اجل شل قدرات مركز الليكود وقطع الصلة بين النشطاء الميدانيين وقادة الحزب. طرحنا أمامه الحكاية الأخيرة حول يوميات عمري وسجل الوظائف التي كان يُديرها ابن رئيس الوزراء ومن ثم تكشف أمام الجميع عبر القناة العاشرة. ما الصلة بين هذا وبين حزب كديما ؟، سأل اولمرت. عمري حث والده علي اقامة كديما وأعد معه قائمة المرشحين في الحزب ـ أجبناه. هذه محاولة لالصاق شيء ليس ذي صلة. عمري جلس مع والده وتدارس معه المسألة وكان من الأطراف المهيمنة في اقامة كديما . أجل، ولكن اغلبية الاعضاء والاشخاص من مركز الليكود جاؤوا مع عمري الي كديما. ليس صحيحا، اغلبيتهم موجودون في الليكود. وعموما، عند الحديث عن التعيينات السياسية فأنا أنظر الي يسرائيل كاتس وداني نفيه وأقول للناس توقفوا عن التنظير علينا بالاخلاق. عمري ليس موجودا، هو اليوم ليس في كديما وليس مرشحا للكنيست بسبب الظروف والمأساة العائلية. ماذا سيحدث بعد الانتخابات، هل أنت قادر علي رؤية نفسك جالسا مع نتنياهو في نفس الحكومة؟ وهل من الممكن بعد اعادة العلاقات بينكما الي سكة العمل؟ أنا آمل أن يتلاشي كل ذلك بعد الانتخابات. وسأعمل للتوصل الي المصالحة الداخلية في صفوف شعب اسرائيل فور انتهاء كل ذلك. هذه ستكون مهمتي الاولي. وأنا لن أستبعد أي حزب يهودي ـ صهيوني. وأنا لن أدخل الي الجوانب الشخصية. زوجتي تقول لي دائما بأنها لا تنجح في فهم كيفية قدرتي علي التصالح بمثل هذه السهولة مع الاشخاص الذين تسببوا لي بظلم كبير. وأنا أقول لها يا عليزا الحياة ليست طويلة جدا، وليس من الممكن إهدار قدر كبير من الطاقات علي ما كان. يجب إبقاء شيء ما لما سيكون. أنا لا أُكن حقدا لأحد ولا أشن حروبا لا حاجة لها. ماذا ستفعل بعد انتخابك لرئاسة الوزراء، ما هي خطتك السياسية؟ أنا فقط استطيع أن أعقد الحوار بين كل أجزاء الشعب. المستوطنون هم أناس عشت معهم ثلاثين عاما. ذات مرة كنت أكثر قربا اليهم، ولكننا تباعدنا خلال السنين، إلا أنني أحبهم محبة قلبية. أنا اؤمن بهم، فهم من خيرة الشبيبة وخيرة أبناء هذا الشعب. وليس هناك أناس أكثر وطنية منهم أو عشاقا للبلاد أكثر منهم. سنضطر الي التحدث معا. أنا سأجري مفاوضات مع شعب اسرائيل قبل أي شيء آخر.اولمرت يقوم بتحديد ملامح خطته السياسية: خلال هذه المفاوضات الداخلية سنبلور الخط الذي يشكل حدودا دائمة لدولة اسرائيل في نهاية المطاف. سيكون هناك حوار، وهو لن يكون سهلا، إلا أنني سأحسم الأمر في نهاية المطاف. نحن منذ اليوم نُجري اتصالات هادئة مع هذا القطاع من الشعب، وهذه المحادثات ستتكثف بعد الانتخابات مع باقي القطاعات . وماذا بالنسبة للفلسطينيين؟ أنا أنوي تفحص امكانية الدخول في مفاوضات معهم علي أساس خريطة الطريق. اذا قبلت حماس الشروط التي طرحناها عليها نحن والأسرة الدولية، فان ذلك سيكون جيدا. ولكننا لن ننتظر الي ما لا نهاية. اذا لم يحدث ذلك ماذا سنفعل؟ وكم سننتظر؟ ثلاث سنوات أم خمسا أم عشرين. وماذا في غضون ذلك؟ في هذه الحالة لن تكون هناك مفاوضات، ونحن الذين سنحدد مستقبلنا بأيدينا. أمامنا هنا فرصة نادرة. ادارة امريكية ليس لها مثيل في مناصرتنا ودعمنا. وأسرة دولية تتفهم الوضع. وبعد المفاوضات الداخلية التي سنجريها بيننا وبين أنفسنا سنقوم ايضا بحوار دولي مع العالم، برئاسة الولايات المتحدة، وهذا الحوار ممكن الآن أكثر من أي وقت آخر. صعود حماس فتح امكانية لطرح مبادرات جديدة من هذا النوع، هناك انفتاح في العالم وأنا أريد أن أكون المبادر وليس المُنقاد وراء الأحداث. هل يعرف الامريكيون خطتك؟ لقد طرحت أفكاري علي كبار المسؤولين في الادارة الامريكية قبل أكثر من نصف عام. الامريكيون ناضجون اليوم أكثر من أي وقت مضي لسماع أفكارنا، وكذلك الحال مع توني بلير وجاك شيراك وأنغيلا ميركل التي كانت هنا قبل فترة، وبالتأكيد سيلفيو برلسكوني. وما هي خطتك في الواقع؟ نحن سننسحب الي ما وراء خط الجدار. القدس تبقي موحدة. الكتل الاستيطانية المركزية تبقي في أيدينا وتتوسع. في آخر العملية سنصل الي فصل تام عن الاغلبية العظمي من السكان الفلسطينيين. ونحن سنفعل ذلك بأنفسنا لأننا اذا انتظرنا الي أن ينضج الفلسطينيون لذلك، فسنفقد الوقت والحياة واللحظة السانحة. اذا أقمنا اجماعا دوليا واسعا، فسيشكل ذلك ضغطا علي الفلسطينيين. ومن المهم التأكيد أننا لن نتنازل عن أي خيار أمني، تماما مثلما يحدث الآن. ذلك لأنه لم تكن هناك مثل هذه الكمية من الاغتيالات في قطاع غزة أبدا مثلما حدث في الاسابيع الأخيرة، وذلك يعطي تأثيرا هائلا. هل يوجد خط الانسحاب الجديد في رأسك الآن؟ أجل، في الرأس وليس في الفم. هل ستتبقي مستوطنات يهودية خلف الجدار؟ لا، لن يبقي يهودي نضطر للدفاع عنه خلف الجدار. وهذا يعني أنه ستكون أماكن سيتزحزح فيها الجدار، احيانا نحو الشرق واحيانا نحو الغرب. لن تتبقي مستوطنات خلف الجدار. وماذا تعني بالقدس الموحدة؟ هل ستتبقي ضواحيها العربية في الداخل؟ أنا لن أدخل في وصف دقيق لحدود القدس، ولكن حتي يكون لديكم اتجاه تسيرون عليه فانني أقول ان القدس لن تكون بالضرورة في المساحة التي توجد عليها اليوم. علي سبيل المثال ليس لدي تصور بما يُسهمه مخيم شعفاط للاجئين بالنسبة لوحدة القدس وسلامتها. هو ليس جزءا لا يتجزأ منها. وماذا بالنسبة للضواحي العربية من القدس؟ لقد أعطيتكم شعفاط كمثال علي ذلك. وماذا بالنسبة لغور الاردن؟ الاردن يجب أن يكون حدودا أمنية لاسرائيل. نقطة. وأنا اعتقد أن العالم سيقبل هذه النقطة ايضا. عن أي اتفاق مع الامريكيين تتحدث؟ أنا آمل أن يقبلوا أن يكون هذا خط الحدود بالنسبة لاسرائيل، وسأعمل لتعزيز اطار التفاهمات معهم. هل تتحدث مع جهاز الدفاع حول تصورك هذا؟ هناك أطراف في جهاز الدفاع تعرف أفكاري المستقبلية.في الليكود يقولون أن شارون لم يكن ليتوجه نحو فك ارتباط آخر. اولمرت يسخر من ذلك: أنا أعتذر باسم ارييل شارون الذي لم يتقاسم أفكاره معكم. إلا أنه أطلعني عليها بالتأكيد. أنا أعرف جيدا ما الذي كان يعتقده وأين كان سيبدأ. من المحظور أن ننسي أن حماس قد وصلت الي الحكم في هذه الاثناء، وأن احتمالية التوصل الي تفاهم معهم اليوم قد تغيرت تماما. أعطوا ارييل ما يستحقه، فقد كان يدرك الوضع الجديد ويُكيف نفسه معه. ماذا عن ايران، لماذا نصرخ طالبين المساعدة كل الوقت؟ ربما حان الوقت للقيام بشيء ما. أنا أُكرس للمسألة الايرانية ساعات طويلة. أقوم بدراسة القضية بصورة دقيقة، ويجب أن نكون حذرين في هذه الأحاديث. ليست هناك حدود لما نفعله، ولكن هناك حدودا لما نقوله. المسألة ليست خاصة باسرائيل وحدها، والتهديد الايراني موجه لكل الحضارة الغربية. في ايران شخص لاسامي مجنون قادر علي التصريح وتهديد وجود اسرائيل. ليس من الصحيح أو المسؤولية بمكان أن أُصرح بأكثر من ذلك. اسرائيل لن تسمح بأن تهدد الذرة الايرانية وجودها. نقطة.أجري المقابلة: بن كسبيت ونداف أيالكاتبان في الصحيفة(معاريف) 10/3/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية