ايران على ضفاف المتوسط!

حجم الخط
7

يقول وزیر الخارجیة الروسي “سیرغي لافروف” للصحافیین: وزراء خارجیة مجموعة “الثمانیة الکبار” تمکنوا خلال اجتماعهم في لندن من التوصل الى الاتفاق بشأن أهم القضایا الدولیة بینها الملفات، السوري والایراني والکوري!لا احد يعرف البتة على ماذا اتفقت الدول الثمانية الكبار بالضبط تجاه سوريا وايران على الاقل لكن ما نعرفه بالضبط من مطبخ صناعة القرار الايراني بشأن هذين الملفين قد تلخصه التصريحات التالية :يقول مساعد وزیر الخارجیة الایراني حسین امیر عبداللهیان كما ورد في اخر تصريح له عن سوريا: العملیات الارهابیة لم تحقق نتائج والاوضاع المیدانیة في سوریا تتجه بتسارع كبير بحیث سیرى العالم قریبا هزیمة القوى الخارجیة والارهابیین في هذا البلد المهم في محور المقاومة !في هذه الاثناء يقول العميد مسعود جزائري من مقر اركان القوات المسلحة الايرانية المشتركة :اننا سنتصدى لأطماع امريكا أينما اقتضى الأمر، ولا نساوم أحدا على الحق !على صعيد آخر فقد قال آية الله سعيدي ممثل الامام السيد علي الخامنئي في قوات حرس الثورة الاسلامية كلاما من نوع جديد ولافت : ان حدودنا لم تعد عند منطقة ” شلمجة ” ( في اشارة الى نقطة الحدود الايرانية العراقية الشهيرة ايام الحرب) بل انها باتت عند امريكا وعلى ضفاف المتوسط علينا الدفاع عن الاسلام المحمدي الاصيل في وجه الاسلام الامريكي المدعوم من واشنطن!

وهي عبارة تحمل وجها افتراضيا من جهة لكنها تحمل عمقا جيوسياسيا جديا وبالغ الخطورة من جهة اخرى بمعنى انه في حال اندلعت الحرب ضدنا هذه المرة فنحن لن نكتفي بالقتال عن حدود بلادنا الجغرافية التقليدية فحسب بل وعن كيان الاسلام الذي يتعرض لاشرس هجمة في تاريخ المنطقة منذ قرون عديدة كما يتم التداول في معظم مراكز العصف الفكري التابعة لمحور المقاومة !هذا الكلام يأتي متقاطعا ايضا مع كلام السفير الايراني في بيروت من ان بلاده لن تقف متفرجة او مكتوفة الايدي اذا ما تعرضت سوريا ومحور المقاومة للاذى !كل هذا الكلام والامريكيون مصابون بالدهشة والحيرة تجاه ما ينبغي فعله مع طهران وتجاه الوضع في سوريا، كما يؤكد متابعون لمحادثات ومفاوضات متعددة الاطراف والمستويات تجري في معظمها بعيدا عن الانظار، اذ لم يعد امامهم خيارات كثيرة بعد ان جربوا كل شيء تقريبا بما فيها محاولات الاغتيال والتصفية الجسدية لكبار زعماء البلدين، ناهيك عن استخدام كل وسائل الحرب الجاسوسية والاستخبارية !مع ذلك ثمة من يقول إن ثمة بصيص امل لا يزال متاحا في النصف الثاني من العام 2113 م اي بعد محادثات بوتين اوباما من جهة وبعد استحقاق الانتخابات الرئاسية الايرانية من جهة اخرى المقررة، كما لقاء القمة الآنف الذكر في حزيران (يونيو) المقبل!وسواء اتجهت الامور نحو تسويات متعددة المستويات انطلاقا من لقاء القمة الامريكي الروسي كما يأمل الكثيرون او اتجهت الامور الى مزيد من التعقيد والتصعيد كما يرى آخرون فان القدر المتيقن لدى الايرانيين على الاقل هو ان بلادهم تجاوزت “عقدة” حرمة التفاوض المباشر مع الامريكيين او “عقدة” الحرب الشاملة على الامبرياليين والصهاينة !فالمعلومات المؤكدة والمتواترة لدى المتابعين لما يدور في كواليس مطبخ صناعة القرار الايراني تؤكد امرين ثابتين الا وهما : على الديبلوماسيين الاستعداد الكامل لاجراء اي محادثات مع الامريكي في حال حصل “التكافؤ المطلوب واستيفاء الشروط الايرانية !”

وعلى العسكريين ان تكون ايديهم على الزناد للرد فورا على اي عدوان او كما يقال في المصطلح العسكري الايراني ” آتش به اختيار ” اي صلاحية اطلاق النار من دون العودة الى القيادة، طبعا في حال التعرض لاي هجوم او اعتداء !هذه الحالة “التحفزية” الجديدة من نوعها في تاريخ سيرورة صناعة القرار الايراني المعاصر هي بالضبط ما يقلق الامريكيين كما يردد الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل خلال لقائنا معه عندما وصفها : ” بالتحول الجيواستراتيجي الاهم في تاريخ الدولة الايرانية وعلاقاتها الدولية منذ قرون بعد ان تمكنت من الحضور الفعال في المتوسط، وعليه اوصيكم بالتمسك بمستقبل سوريا ومحور المقاومة بالنواجذ “، على حد تعبير الكاتب والصحفي المصري الكبير.انها المعادلة التي من شأنها المساهمة في اعادة رسم خريطة الصراعات في المنطقة لغير صالح الاحادية الامريكية بالتأكيد وهي القادرة حتما بمنح ايران القدرة على المناورة بين فرض “التفاوض المتكافئ” او اضفاء اجواء منازلة “توازن الرعب” الكبرى ما يجعل صانع القرار الامريكي بين امرين احلاهما مر !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول tree:

    عذرا من صديقنا الكاتب الحسيني ان حدود ايران ستبقى كما هي والدليل على هذا ان اهل المدن الجنوبيه في لبنان اصبحو يخافون من الاجئون السورين في مدنهم خوف منهم بعد زوال الطاغيه ثانيا عن اي اسلام معتدل تتحدث هل القتل والاجرام الاسدي اصبح من تعاليم الاسلام المعتدل الايراني لاهداف توسعية لو ان ايران اتخذت اجراء اخر تجاه هذا الاجرام في بلاد الشام لتغير الوضع لصالحها لكن حدث عكس ذلك واختم هذا التعليق بقول الشاعر السوري الراحل سقطت اخر جدران الحياء وفرحنا ورقصنا

  2. يقول أحمد:

    إن ما قاله آية الله السعيدي ممثل السيد الخامنئي في الحرس الثوري يلخص الإستراتيجية القومية الإيرانية القائمة على التوسع إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط , وأسهل الطرق لتحقيق هذا الهدف الإدعاء بحمل راية الإسلام الصحيح أي محاولة نشر المذهب الشيعي بكل الطرق المتاحة المشروعة منها وغير المشروعة, مما سيؤدي حتما في النهاية إلى الإقتتال الطائفي في المنطقة كلها وسيكون الخاسر الوحيد في هذه المعارك الطاحنة هو الإسلام والرابح الوحيد سيكون العدو الصهيوني. بوادر هذا النوع من الحروب نراه الآن في سوريا فليس من سبيل الصدفة أن يقتتل مقاتلو جبهة النصرة ضد مقاتلي حزب الله على أرض سوريا وكلا التنظيمين مدرجان في قائمة التنظيمات الإرهابية لدى السلطات الأمريكية! هذان التنظيمان يدعيان حمل راية الإسلام الصحيح ويقتلان ويدمران باسم الإسلام! والعدو المشترك يشاهد ويراقب ويفرك يديه من شدة الفرح, فتابعوا الإقتتال حتى لايبقى منكم من يقاتل العدو ! كم هو الإسلام بريء منكم.

  3. يقول محمد الخالد:

    لامصداقية لمطبخ صناعة القرار الايراني فقد هددت ايران بان اي اعتداء على سوريا هو اعتداء على ايران وجاءت الغارة بدون رد. أما “محور المقاومة” فقد سحب النظام السوري 20 الف عسكري من الجولان وهذه القوات للنظام كانت تؤدي دور أنطوان لحد لحماية حدود اسرائيل مع سوريا منذ 40 سنة. هناك شيء لم تجربه واشنطن وهو سحب الفيتو عن تسليح الثوار السوريين عندها سيسقط النظام السوري على أيدي الشعب الثائر الذي يقاتل الغزاة الايرانيين ومخلبيهم اللبناني والعراقي وما مقتل الجنرال حسن شاطري من الحرس الثوري الايراني قرب دمشق بينما أهل دمشق نفسهم ينزحون عنها الا لشاهد على مقاتلة هؤلاء الغزاة الايرانيين. سنقاتل أمريكا اذا غزت سوريا كما نقاتل الغزاة الايرانيين حاليا.

  4. يقول حسين نصر:

    الأمور على الأرض تسير عكس ذلك تماماً، أولا إن أمريكا هي التي سمحت لإيران الوصول إلى المتوسط عندما أسقطت صدام بالقوة وأعطت العراق هدية لأزلام إيران الذين هم بنفس الوقت عملاء أمريكا، وثانيا إن أمريكا أيضاً هي التي تمنع وصول مايلزم من أسلحة ومساعدات للشعب السوري لإسقاط طاغية دمشق، فلذلك كفاكم غرورا وكذب على الدين والمقاومة وأعترفوا صراحة أيها الإيرانيون أن لكم أطماع أخرى في بلادنا تساعدكم أمريكا لتحقيقها، ومن جهة أخرى كيف لصاحب ضمير ودين ويخاف الله الوقوف مع طاغية يقتل الأطفال ويمر شعبه بالصواريخ والطائرات ويسانده بإسم مقاومة عدو لم يعرف إلا الأمان والإستقرار في عهد هذا النظام المجرم .

  5. يقول [email protected]:

    لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق الى الشام وشرار أهل الشام الى العراق , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بالشام . وسنعلم الاخيار والاشرار قريبا باذن الله رغمان الامر ظاهر لكل الناس

  6. يقول حسين . تونس:

    ما بعد الغزو المشترك الامريكي الايراني للعراق ليس ما قبله وما بعد الثورات العربية ليس ما قبلها ايضا, ايران سقطت من اعين الشرفاء في العالمين العربي والاسلامي وكل مظاهر القوة التي تدعيها والضجيج الاعلامي لن يفيدها في شيئ واطماعها في الوطن العربي لن تتحقق وبالعكس ستخسر كثيرا كثيرا جدا جراء ذلك

إشترك في قائمتنا البريدية