ايران تصعد لهجتها رغم احالة ملفها النووي علي الامم المتحدة
رايس تؤكد ان طهران تشكل اكبر تحد للولايات المتحدة.. ولافروف يعارض فرض عقوبات دولية عليهاايران تصعد لهجتها رغم احالة ملفها النووي علي الامم المتحدة طهران ـ الامم المتحدة ـ واشنطن ـ لندن ـ ا ف ب ـ رويترز: اعلنت ايران امس الخميس تصميمها علي مواصلة تخصيب اليورانيوم، رغم التوجه لاتخاذ اجراءات بحقها في مجلس الامن الدولي، مؤكدة انها ستقاوم اي ضغط او مؤامرة تهدف الي منعها من ذلك.واعلن الرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد خلال لقاء عام في مدينة كوه دشت في محافظة لورستان (غرب) ان زمن الترهيب (ضد بلاده) ولي وحل زمن ارادة الشعب .من جهته اكد المرشد الاعلي للثورة الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي امس الخميس ان بلاده ستقاوم اي ضغط او مؤامرة وستواصل برنامجها النووي كما نقل عنه التلفزيون الايراني.وقبيل ذلك، صرح المسؤول في المجلس الاعلي للامن القومي عبد الرضا رحماني فضلي ان ايران لن تتراجع عن حقها في البحث والتنمية لان ذلك يناقض ارادة الشعب الايراني .وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس الخميس ان ايران هي التحدي الاول امام الولايات المتحدة. جاء ذلك بعد تعهد القيادة الايرانية بعدم القبول بتسوية مع الغرب في الازمة الخاصة بالبرنامج النووي الايراني.وناقش سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) الاربعاء الملف النووي الايراني خلال اجتماع عرضوا فيه اسس صوغ نص جديد يصدر عن مجلس الامن.لكن احمدي نجاد قلل من اهمية اي قرار قد يتخذه المجلس وقال تعتقد بعض القوي انها باجتماعها واتخاذها قرارات يمكنها ان تجبر الشعب الايراني علي التراجع . واكد ان الايرانيين جميعا يقولون امرا واحدا ان الطاقة النووية هي حقنا الذي لا عودة عنه .من جهته، قال خامنئي في خطاب امام مجلس الخبراء صار الشعب الايراني والمسؤولون في الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم اقوي من ذي قبل، وسيقاومون مثل الفولاذ اي ضغط او مؤامرة .واضاف بعون الله وباستخدام المنطق والحكمة وبالحفاظ علي وحدتهم، سيواصلون طريقهم نحو التكنولوجيا المتقدمة بحيث تشمل التكنولوجيا النووية .وانهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاربعاء اجتماعها في فيينا وسترفع الي مجلس الامن الدولي تقريرا وضعه مديرها محمد البرادعي يطلب فيه من ايران تعليق كل انشطتها النووية الحساسة والتعاون في شكل فاعل مع الوكالة للتاكيد ان برنامجها النووي لا ينطوي علي اغراض عسكرية.وبدأت الازمة في كانون الثاني (يناير) حين اعلنت طهران استئناف الانشطة المتصلة بتخصيب اليورانيوم. وقد تصاعدت في شباط (فبراير) حين باشرت ايران عمليات التخصيب علي نطاق محدود بهدف اجراء ابحاث، مع ان الوكالة الذرية طلبت رسميا تعليق هذه الانشطة.وترفض الدول الغربية ان تملك الجمهورية الاسلامية تكنولوجيا التخصيب لانها تتيح لها الحصول علي الوقود للمفاعلات النووية وفي الوقت نفسه توفر لها المواد المشعة لتصنيع قنبلة نووية.لكن ايران كما كرر رحماني فضلي لن تتراجع عن حقها في البحث والتنمية لان ذلك يناقض ارادة الشعب الايراني .وتبدي طهران استعدادها فقط لتعليق انشطة التخصيب الصناعي التي تتطلب تركيب عشرات الاف اجهزة الطرد المركزي.واعتبر محمد البرادعي الاربعاء اثر اجتماع الوكالة الذرية ان اتفاقا سياسيا لا يزال ممكنا، لكنه شدد علي ضرورة ان يخفف الافرقاء لهجتهم لتحقيق ذلك.من جهته، اعلن المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز ان مجلس الامن سيبدأ نقاشا متحركا حول الطموحات النووية لايران الاثنين او الثلاثاء المقبلين.وحذر من انه اذا لم تستجب ايران للكلمات، فنعتقد ان علي المجتمع الدولي ان يناقش احتمال فرض عقوبات .لكن احمدي نجاد رد علي هذا التهديد بمزيد من التحدي مؤكدا ان الشعب الايراني لا يرهب احدا ولن يرهبه احد .اما رئيس مجلس الشوري الايراني (البرلمان) غلام علي حداد عادل فقال ما دامت لم تبدل الولايات المتحدة موقفها حيالنا وتواصل معاملتنا باذلال، فكراهيتنا لها ستستمر .ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاربعاء ان فرض عقوبات من جانب مجلس الامن الدولي علي ايران لن يفيد في اقناع ايران بالتخلي عن طموحاتها النووية.وقال لافروف الذي تحدث للصحافيين بعد محادثاته مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة انه يعارض حلا عسكريا للازمة الايرانية وعبر عن تشككه بشأن اي اجراءات قد يقترحها الغرب في المجلس. وبعد عدة ساعات من تصريحاته عقد الاعضاء الخمسة الدائمون لمجلس الامن اجتماعا لمناقشة بيان تقوم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة باعداده لاحتمال تبنيه الاسبوع المقبل.وقال دبلوماسيون ان البيان كان من المقرر ان يطلب تقريرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال 30 يوما بشأن هل تعاونت ايران مع الوكالة الدولية واوقفت انشطتها النووية. غير ان احد المبعوثين الذي كان يتحدث شريطة الا ينشر اسمه قال ان بريطانيا تريد الان مهلة 14 يوما لكن لم يتم التوصل الي قرار فوري بين الاعضاء الخمسة الدائمين.واوضح لافروف انه يريد ان تتولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا مجلس الامن مسألة ايران. وقال يجب ان نسعي جميعا من اجل حل لا يعرض للخطر قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي مواصلة عملها في ايران وفي الوقت نفسه يضمن انه لا خطر علي نظام منع الانتشار النووي .واضاف لا أعتقد ان العقوبات كوسيلة لحل أزمة حققت هدفا في التاريخ الحديث .وقال لافروف يجب ان نعتمد علي المشورة المتخصصة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هيئة الرقابة علي نظام منع الانتشار النووي .وردا علي سؤال هل يتعين علي مجلس الامن طرح امكانية فرض عقوبات بعد أن أرسل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الي مجلس الامن المؤلف من 15 دولة أحدث تقرير عن ايران قال لافروف ان الوضع يذكره ببحث مجلس الامن لمسالة اذا كان لدي العراق أسلحة دمار شامل قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وتابع لافروف كما ترون يبدو الامر مكررا … لقد أجبت علي هذه الاسئلة فيما يتعلق بالعراق ولا أعتقد ان علينا أن نخوض مجددا فيما قد يكون نبوءة تتحقق ذاتيا .وقالت بريطانيا امس الخميس انها تأخذ علي محمل جدي تهديدات صدرت من ايران بأنها يمكن ان تلحق أذي وألما يتمشي مع أية اجراءات يتخذها مجلس الامن لعقاب طهران علي رفضها وقف أنشطتها النووية.وقال مسؤول بريطاني بارز وثيق الصلة بالقضية النووية الايرانية ان اللغة التي استخدمها مسؤول امني ايراني رفيع في التحذير امس من أن ايران يمكنها أن تلحق أذي وألما اذا اتخذ مجلس الامن اجراءات ضد بلاده هي أمر معتاد. وقال المسؤول البريطاني ليس هناك شيء صريح ولكنه تهديد شبه خفي باستخدام العنف .وجاءت تصريحات ايران بعد اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتفق علي احالة النزاع بشأن برنامج ايران النووي الي مجلس الامن. وكان مشرعون امريكيون كبار قالوا يوم الاربعاء انهم سيمضون قدما في سعيهم لاقرار تشريع يفرض عقوبات الزامية علي الشركات الاجنبية التي تعمل في ايران وذلك علي الرغم من مخاوف الحكومة ان يتسبب مشروع القانون في انقسام التحالف الدولي المعارض للبرامج النووية لايران.