اولمرت ليس الوريث وان كان سيقود كديما في الانتخابات المتابعة اليومية لصحة شارون بدأت تثير التعب
اولمرت ليس الوريث وان كان سيقود كديما في الانتخابات المتابعة اليومية لصحة شارون بدأت تثير التعب الانشغال اليومي بالحالة الصحية لارييل شارون الذي اصيب بجلطة دماغية بدأ يثير التعب. فالنقاش في تفاصيل الحالة هو تسلل لا يطاق الي حرمة الفرد. تنفس بذاته، لم يتنفس بذاته، حرك اصبعا، لم يحرك اصبعا، استجاب للالم، لم يستجب للالم، فيما كل تقرير يترافق والعبارة المتكررة حالته صعبة ولكن مستقرة ، والتي تبدو كغطاء علني لاخفاق الطاقم الطبي. أحد الاطباء افاد بأنه ربت يد شارون عندما كان فاقد الوعي، فدفع شارون اليد الرابتة. ماذا يمكن للمواطن العادي أن يفهم من ذلك؟ أن وعيه قد عاد اليه؟ المعلومات انتقائية لدرجة أن المستمع يصعب عليه أن يعرف اذا كانت التقارير في أنهم اسمعوه اسطوانة موتسارت أو ادخلوا الي غرفته شاورما أحبها جدا، كي يفحصوا اذا كان سيرد علي الفعل، هي حقيقة أم مزاحا.مثل هذه التفاصيل لم تخرج حتي عندما كان البابا يوحنا بولص الثاني يحتضر وميدان سانت بطرس مليء بعشرات الاف المصلين لسلامته. وجه الشبه الوحيد بين البابا المنازع فاقد الوعي وبين شارون هو أنه فيما أنهما يكافحان في سبيل حياتهما، تدور خلف الكواليس صراعات ومناورات علي الوراثة الي أن تخرج البشري باختيار الوريث. البابا المنصرف، حسب التقاليد، هو بشكل عام علي دور كبير في اختيار وريثه. وهو يتطلع الي القائم بالاعمال الذي يواصل طريقه وروحه. وقبل أن نعرف عن الوضع الحقيقي لشارون، كان هناك أمر واحد واضح: انه لن يعود ليشغل منصب رئيس الوزراء، ولن يترك خلفه وريثا علي صورته وطبيعته. فزعماؤنا أكثر شكا من أن يؤهلوا لانفسهم ورثة. وبالاساس خشية ألا يكون الوريث المعلن مفعم الولاء، بل يسعي للتآمر علي ولي نعمته. ايهود اولمرت ليس الوريث وان كان سيقود كديما في الانتخابات. وهو قد وصل الي حيثما وصل فقط لانه كان هناك. شارون، الذي أعلن عن سحب حلم ارض اسرائيل الكاملة وقرر وضع حد للاحتلال، كان علي عشر درجات أعلي من كل زعيم آخر منذ السلام مع مصر. والنوبة الدماغية أمسكت به في توقيت حرج، في ذروة تحول في الخريطة السياسية. فبانسحابه من رئاسة الليكود لغرض اقامة كديما، الحزب الذي حظي مع اقامته علي توقع بـ 42 مقعدا، وهو ظاهرة نادرة في تاريخ السياسة الاسرائيلية، وترك بنيامين نتنياهو المتآمر مع المتطرفين في الليكود مقلصا، مكروهاً من معظم الجمهور، فانه يتطلع الي التوصل الي تسوية. وفي الانقلاب الذي حل بالتوازي في العمل انتصر عمير بيرتس، المتفرغ السياسي غير المؤهل ظاهرا لرئاسة الوزراء في هذا الزمن، والذي ادي الي انسحاب شمعون بيريس من العمل. الضربات التي تلقاها الحزبان الكبيران القديمان اتاحت لشارون ان يجمع حوله لاجئين مؤهلين من الحزبين وشخصيات جديدة من خارج الساحة السياسية ممن قرروا الدخول الي الحياة السياسية. التأييد الكبير لكديما يقف بفضل ذاته حتي بعد مرض شارون بسبب ميل الجمهور الي التمحور في الوسط والابتعاد عن المتطرفين. وحقيقة أنه حتي بدون شارون، لا يزال كديما يتصدر بقوة هي ميزة مضمونة للصراع علي الارث. بيريس، الذي بدأ فقط بتأييد لكديما من الخارج، طلب فجأة ايضا العضوية في الكنيست، حتي وان كان المكان الثاني. أما ايهود باراك فطالب بيرتس المكان الثاني وحقيبة الدفاع افتراضا بأنه سيكون هناك ائتلاف مع كديما. اما نتنياهو الذي بقي مع حزب مقلص ومتطرف، فقد فعل ما يقترب من المزحة الساخرة. فالرجل الذي حاول اقصاء شارون في انقلاب ابيض، الذي تآمر عليه دون هوادة، مجد وثمن شارون في المقابلات للصحافة الاجنبية كأحد كبار المفكرين الاستراتيجيين الذين كانوا للشعب اليهودي، بل وأعلن، دون خجل، انه لم يعارض أبدا اخلاء غزة. مع بيريس ابن 82، مع بيرتس كمتفرغ سياسي من الدرجة الثانية، مع باراك وبيبي اللذين فشلا بقوة كرئيسي وزراء وكغير محبوبين، ومع اولمرت، الذي ورث بالصدفة شارون كقائم باعماله وواجب اثبات قدرته علي الدخول الي الحذاء الكبير لشارون لا يزال امامنا ـ فقد انتهي عهد الزعماء ذوي الصلاحية، ذوي الرؤية وبدأت حرب بين الورثة. وبدلا من نشرة طبية يومية عن الحالة الصحية لشارون ستحتاج الامة في 2006 الي نشرة سياسية كل ساعة. وذلك للتأكد من أنه يوجد حقا مواصل لرؤيا شارون. يوئيل ماركوسكاتب دائم في الصحيفة(هآرتس) 13/1/2006