اولمرت لا زال صاحب الحظ الاوفر في تشكيل الحكومة القادمة رغم تشابك وتعقيد الخارطة الحزبية السياسية في اسرائيل

حجم الخط
0

اولمرت لا زال صاحب الحظ الاوفر في تشكيل الحكومة القادمة رغم تشابك وتعقيد الخارطة الحزبية السياسية في اسرائيل

حصل علي الكثير من النقاط باستطلاعات الرأي الاخيرة وخصوصا بعد تمسكه بسياسة شاروناولمرت لا زال صاحب الحظ الاوفر في تشكيل الحكومة القادمة رغم تشابك وتعقيد الخارطة الحزبية السياسية في اسرائيل حين يسأل أحدهم ايهود اولمرت ماذا تشعر الان؟ فانه يصمت للحظة ويظهر عليه الاحساس العميق بالمسؤولية ويقول: اشعر وكأن ارييل شارون قال لي “سأخرج لاستراحة، اهتم انت بالامور واحرص علي أن يكون لي ما يجعلني اعود”. هكذا يشعر اولمرت الان في الاسبوع الاول من شغله لمنصب رئيس الحكومة بالوكالة، وهو الشعور بمسؤوليته علي امر صنعه شارون وتركه بين يديه وسيعود لاسترداد هذه العهدة بعد وقت قصير.الذين يعرفون اولمرت ممن يعرفون بأن هذا ليس من طبيعته، الا أن ما يميزه في الاونة الاخيرة هو تواضعه، وان الاحساس بالمسؤولية فعل به شيئا ما. الناس لا يعرفون حجم العمل اللازم لضمان أمن دولة اسرائيل ، هذا ما عبر عنه مصدر كبير في هذا الجهاز، لا احد يصدق ما هي الاحداث التي يمكن ان تقع يوميا في ارجاء المعمورة واي قرارات يتوجب علي المسؤول عن كل ذلك ازاء ما يحدث.فجأة يدخل عليك رئيس الاركان، وقائد الموساد وقائد جهاز الامن العام، وتعي بأنك انت المسؤول عن جميع هذه الامور، وهذا يجعلك تفقد كثيرا من بساطتك لانك تفهم ما الذي يشغلك فعلا. فلا وقت للاغلاط ولا وقت لتضيعه علي المناورات ولعبة القوي.هذا ما حدث لاولمرت، فقد وضعت بين يديه حقيبة مهمة وهو يتعلم كيفية التعاطي مع مسؤوليتها وان الاسلوب الرصين الذي يتعامل به ليس لعبة ولا عبوسا مجردا بل إنه يعكس الفهم الحقيقي لما هو مقدم عليه. اذا كنا سنعطي اولمرت علامة علي كيفية تصرفه خلال الاسبوع الماضي فانه يستحق علامة قياسية، فانه لم يرتكب اي خطأ منذ لحظة دخول شارون المستشفي وانعقاد جلسة الحكومة الاولي برئاسته وحتي الان، وانه منذ قرر الجلوس بجانب المقعد الفارغ حول طاولة الحكومة يكون قد حدد فهمه لرغبة الجمهور وكيفية تعامله معه بصورة جيدة، فهذا ينبه ويوضح المعرفة بأنه ـ اولمرت ـ يعرف مكانته، وهذا ما ذكر احدي الموظفات الكبيرات في ديوان رئيس الحكومة باليوم الذي حضر فيه شمعون بيريس للحكومة في اليوم التالي لمقتل رابين وجلس فورا في مقعده!.يوم الخميس الماضي كان اليوم الاصعب الذي عرفه ديوان رئيس الحكومة في اسرائيل منذ يوم مقتل اسحق رابين، وفقد واصل اولمرت طريقه نحو الطابق الثالث مباشرة لدي وصوله ديوان رئاسة الوزراء دون التوقف في الطابق الاول عند مكتب شارون، وان الاشخاص الذين شاركوا فيها لن ينسوا ذلك ابدا، وان المساعدين والمستشارين كانوا قد سبقوا في الوصول ووقفوا الي جانب المكتب الفارغ، وهناك ذرفوا الدموع لاول مرة، وبعد افتتاح جلسة الحكومة أخذوا يتوافدون علي الاجتماع واحدا تلو الاخر.. سكرتير الحكومة اسرائيل ميمون الذي اعتاد علي الجلوس الي جانب شارون.. ثم مستشاره الاعلامي الذي اعتاد علي وضع آلة التسجيل امامه وادخال الصحافة في بداية الاجتماع.. ثم ليئور شيلات وايرز حلفون، كل واحد ووظيفته والي مكانه، فجميعهم وصلوا قادمين من المستشفي بعد قضاء ليلة مضنية ودخلوا الي غرفة الاجتماعات، الا ان هذه الغرفة المليئة فرغت من تواجد سطوة شارون. أحد رجال شارون قال: لقد بكينا جميعا بما فينا دوف فايسغلاس كبير السن الذي لم يتمكن من حبس دموعه، وكانت هناك لحظة اخري قاسية مرت علينا بعد الجلسة الاولي للحكومة دون شارون صباح يوم الاحد، بعد انفضاض الجلسة ونزول اولمرت الدرج، وحين خرج من الردهة الاولي باتجاه الرواق حيث مكتب رئيس الوزراء شاهد سائق شارون زيلبر وهو يبكي، فتوجه اليه اولمرت وعانقه وأخذ الرجلان بالبكاء، وحينها تراجع الكل الي الوراء بصمت وبكاء.منذ ذلك الوقت وجميع المستشارين المقربين يتواجدون في المستشفي، وان جوا يشبه اجواء المعاقين يعم مكتب رئيس الحكومة، وان اولمرت تصرف بحساسية بأن يعمل في مكتبه لا في مكتب شارون ـ كما يقول احدهم ـ فانه سيحدث صريرا لو تصرف علي نحو غير هذا، وبذلك فهو يتصرف بانسانية واضحة، وانهم حين يفكرون ويذكرون اولمرت فان أول ما يتبادر للجميع هو مرارة تعامله وحساسيته تجاه الجميع، وكأن ما اظهره في الاسبوع الاخير حاول ان يقول لنا خذوا وقتكم فانا لست متعجلا .اولمرت قال لرجاله هذا الاسبوع بأنه يريد من مستشاري شارون ان يعملوا معه، اعرف بأنهم سيكونون معي كلهم لكنهم بحاجة لبعض الوقت، فجميعهم مروا بصدمة، وليس من المعقول ان ينفضوا ثيابهم بسرعة ويشتغلوا وكأن امرا لم يحدث، فهذا امر قد حدث، والكل سيستوعب ذلك وان ينتظر نضوج نفسياتهم من جديد والعمل بعد التغيير، وان بعض الذين لا زالوا غير قادين علي النهوض من جديد والاعتياد علي الوجهة الجديدة تعتبر فئة صغيرة، فحين يفكر هؤلاء بأن ذلك الرجل لا يزال راقدا هناك وانهم لا يستطيعون رؤيته فانهم يشعرون بالخوف القاتل.مثل هذا الشعور الخوف الي جانب الامل القليل يعم غالبية الجمهور، وان استطلاع الرأي المشترك الذي اجرته يديعوت احرونوت مع معهد داحف برئاسة د. مينا تسيمح يظهر بأن 63 في المئة من الجمهور يشعرون بالحزن بسبب وضع شارون الصحي، وان 18 في المئة أعربوا عن شعورهم بالخوف والتخوف وانه فقط 19 في المئة اجابوا باتزان.كما أن نسبة كبيرة من الجمهور (75 في المئة) يعتقدون بأنه يجب علي الاطباء الذين لا يشاركون فعليا بعلاج ارييل شارون الامتناع عن المقابلات الصحافية والتحدث عن صحة شارون، وان 81 في المئة من الجمهور يعتقدون بأن التقارير الصادرة عن اطباء هداسا يوثق بها. ولكن حين تسأل الجمهور عما اذا كانت المعلومات التي صدرت فور ادخال شارون للعلاج كانت صحيحة وكاملة أم تم اخفاء معلومات عن الجمهور، فان 46 في المئة من الجمهور يعتقدون بأنهم اخفوا معلومات مقابل 45 في المئة يعتقدون بان الجمهور حصل علي كل المعلومات الطبية. وبعد اسبوع من دراسة سريعة كالبرق للمعلومات الخاصة بأمراض القلب فان الجمهور يشعر بقدرته علي تقدير نوعية العلاج الذي يتلقاه رئيس الوزراء. حوالي 49 في المئة من الجمهور يعتقد بأن شارون حصل علي علاج طبي جيد بعد الجلطة الدماغية الاولي التي حدثت له، مقابل 30 في المئة يعتقدون بأنه لم يحصل علي العلاج الصحيح، وان 55 في المئة يعتقدون بعدم حدوث كارثة طبية لشارون مقابل 32 في المئة يعتقدون بحدوثها، ومع ذلك فنسبة كبيرة من الجمهور 77 في المئة لا يعتقدون بوجوب تشكيل لجنة تحقيق لفحص طريقة العلاج التي قدمت لشارون.يجب ان لا نقلل من قدرة الطريقة التي اوصلت الجمهور تدريجيا لمعرفة حقيقة وضع شارون الصحي، فعلي الرغم من الحب الذي يتمتع به رئيس الحكومة والحزن الذي يتجاوز الحدود والمعسكرات فان 87 في المئة من الجمهور الاسرائيلي لا يعتقد بأن شارون سيعود يوما ليكون رئيسا للوزراء، وان 12 في المئة فقط لا زالوا يؤمنون بأن شارون سيعود الي مقعد رئيس الحكومة.قرار اولمرت الحكيمالتقارير المتلاحقة الواردة من الطابق السابع في مستشفي هدايا والتي تجاوزت مسألة حق الجمهور بالاطلاع والمعرفة الي حق سرية الفرد تتحول شيئا فشيئا من دراما قومية الي مأساة انسانية، شخصية وعائلية، وان اولمرت، باحساسه الغريزي القوي، فهم منذ اللحظة الاولي بان الموضوع يدور حول دراما انسانية ضخمة وانه ليس الممثل الرئيس فيها، وبحكمته الجيدة، فقد اخلي المنصة الاولي لشارون وأبعد نفسه كثيرا عن الجمهور وعن وسائل الاعلام، وانه ـ اي اولمرت ـ يعرف جيدا بأن لشارون نظرية وحضوراً عملاقاً، وان اولمرت يعرف بانه من المحظور عليه الاستحواذ عليه، بل عليه ان يمنحها كل التقدير وان يعطيها كل الوقت اللازم لها.العبارات القليلة التي صدرت عن اولمرت والتي وصف نفسه فيها بأنه البديل المؤقت لشارون فانه لا تدل علي اننا نتحدث عن شخص لا يفهم حقيقة وضع شارون الصحي، بل علي العكس من ذلك، تدل علي انه يفهم ذلك جيدا، ويفهم بأنه ـ اولمرت ـ يسير فوق بيض هش وان خطواته يجب ان تكون صبورة ومتمهلة لانها مصيرية وحاسمة وان بعض الكلام قد لا يكون ضروريا وستظهره وكأنه قصير النفس وردة فعلة متهورة. وحين يتحدث اولمرت عن شارون، فانه يتحدث عن شخصية يقدرها وعن نموذج يحتذي به وعن نموذج لشخصية توراتية ، وانه شخص تمكن من الوصول الي زعامة الدولة بعون من اليمين، وأنه تمكن ـ شارون ـ خلال سنوات حكمه من بسط سلطته بهدوء واستقرار، ومع ذلك فقد اختار بارادته ان يحطم المفاهيم السائدة لانه يعتقد بقدرته علي ايصال شعبه الي الارض الموعودة. فقد اقدم علي اتخاذ وجهة حادة، فقد معها الاغلبية اللازمة له في الكنيست، وفي المجلس الوزاري المصغر وفي الحزب، ومع انه كان قادرا علي التوقف في كل منعطف، الا انه فضل الاستمرار، وفي اوج لحظات نجاحه وكزعيم يحظي بالحب والتقدير يسعي كبار قادة العالم نحوه.. فجأة، اصبح هذا الشخص يصارع من أجل حياته. ان الاحساس بالتقدير لزعيم كبير لم يتمكن جسمه من الاحتمال سيكون التوجه الذي سيحاول اولمرت الحفاظ عليه حتي موعد الانتخابات، بما في ذلك شجاعة قلب شارون، والزخم والسير عكس كل الاحتمالات، وان اولمرت يقول لرجاله موضحا بأن المودة الكبيرة التي أكنها لشارون هي التي اوصلتني الي هنا.. وانا اتمتع بقوة قلبه .تصرف اولمرت أمام مكتب شارون، يعتبر حقيقة نجح اولمرت من خلالها بالتواصل مع الجهاز الحكومي دون صرامة ودون الانشغال بالامور السياسية الصغيرة اعتبرت كانجاز لصالحه. وان نتائج الاستطلاع المنشورة في ملحق السبت تظهر ان الجمهور الاسرائيلي منح اولمرت المصداقية لدخول سهل الي هذه المكانة. لا احد يصدق ماذا يفعل هذا المنصب للانسان، وان اولمرت الذي كان بعيدا عن التأييد في استطلاعات الرأي السابقة انقلب بسرعة للاكثر شعبية لدي الجمهور، وحتي لو اخذنا بعين الاعتبار ان الجمهور يتعامل معه من خلال نظرة نفسية لا يمكن تجاهلها ولا علاقة بقربه من رئيس الوزراء وظهوره وكأنه الوريث الطبيعي له، الا ان هذه النتائج تعتبر مذهلة.71 في المئة من الجمهور الاسرائيلي اعطت اولمرت علامة ممتازة علي دروه كرئيس للوزراء بالوكالة، وان 11 في المئة فقط اعطوه تقديرا سلبيا، وان 21 في المئة من الجمهور اجابوا بان رأيهم به قد تغير نحو الافضل منذ تسلم مهامه الاخيرة، وان اولمرت حظي بالتقدير الاول بكل ما له علاقة بقدرته علي التعاطي مع جميع القضايا باستثناء الاقتصادية منها. وأنه من بين جميع الزعماء الاخرين، بل ان اولمرت اعتبره الجمهور الاقدر والاكثر ثقة بالاهتمام بالقضايا الأمنية وانه سيعمل من اجل احلال السلام. وان نتنياهو ـ فقط ـ حظي بالتقدير الاول (36 في المئة) بالنسبة لقدرته بالناحية الاقتصادية مقابل حصول بيرتس علي 25 في المئة واولمرت علي 25 في المئة ايضا.سؤال آخر حصل نتنياهو علي المرتبة الاولي فيه ـ وحتي لو لم تكن هناك حاجة لطرحه: من هو الاقل استقامة بنظرك؟ حيث حصل نتنياهو علي 56 في المئة من الاراء، وبيرتس علي 23 في المئة وان 9 في المئة فقط يعتقدون بان اولمرت اقل استقامة، وردا علي سؤال: من هو الزعيم الذي يحظي باحساس اقوي لديك؟ كانت الاجابة لصالح اولمرت (36 في المئة) مقابل 22 في المئة لبيرتس و10 في المئة فقط لنتنياهو، مع ان اولمرت لم يكن بهذه المرتبة قبل اسبوع. ومن منهم اكثر ملاءمة لتولي منصب رئيس الوزراء؟ اجاب 45 في المئة بأنهم يعتقدون بأن اولمرت هو الانسب وان 23 في المئة يعتقدون بان نتنياهو وفقط 12 في المئة بيرتس. وحول السؤال الاكثر اثارة في الفحص المثير هذه الايام من هو الاكثر ملاءمة ليكون خليفة لشارون؟ فأجاب 53 في المئة قالوا بان اولمرت هو الافضل، 4 في المئة قالوا انه بيرتس، و16 في المئة منحوا نتنياهو ذلك.بيريس.. وفقدان الاحترامالقرار السياسي الاول الذي اتخذه اولمرت بجدية ودون تردد، والذي فاجأ به ـ حتي ـ رجال شارون الذين اعترفوا بأن شارون كان مترددا للغاية من اتخاذه، فقد استدعي ـ اولمرت ـ يوم الخميس الماضي وزير الدفاع شاؤول موفاز ورؤساء اجهزة الامن الاخرين واخبرهم بقراره الموافقة علي السماح باجراء الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في دوائر البريد في القدس. واخبرهم كذلك بأنه بصدد بذل جهود حقيقية بمحاولة لاضفاء اجواء علي المسيرة السياسية، وان قصده كان اجراء مباحثات حول موضوع الانتخابات وتبعياتها، وانه لهذا الغرض سيطلب من دوف فايسغلاس الاشتراك في هذه المداولات التي سيطرحها قريبا امام الحكومة لمناقشتها. هكذا كانت الخطة، الا ان موفاز سبقه باعلان شوش علي اولمرت حيث اعلن عن نيته السماح باجراء الانتخابات قبل بحث ذلك، وانه لا يمكن تفسير خطوة موفاز الا كأحد أمرين: إما انه اخطأ بذلك، أو أنه اراد القيام بخطوة اختبار القوة، وكأنه يقول لاولمرت انا من يقرر في هذه المسائل ولست انت ، وان اولمرت ـ علي عكس شارون ـ لم ينفعل أو يحتد من تصرف موفاز وتعامل معه ببرود، مع أن شارون كان سيتفجر غضبا لو اقدم احدهم علي ذلك، لكن اولمرت تعامل مع الموضوع وكأنه يعرف هذه الالاعيب السياسية.وكذلك خطوته منح شمعون بيريس المرتبة الثانية في قائمة كديما كانت خطوة ناجحة مع ان الكثيرين اعتبروها خنوعا، وعلي عكس ما يواصلون الادعاء به، فان بيرس لم يكن في قائمة شارون الرجل الثاني، بل ان الامر بدأ برغبة بيريس عدم التنافس من جديد للكنيست او علي الاقل هذا ما قاله، وعاد بعد اسبوع من ذلك وندم علي موقفه واتفق مع شارون علي المرتبة السابعة في القائمة، وان من يتابع الامور فان هذه كانت المرتبة نفسها التي رضي بها موشيه ديان في حينه في حزب رافي التاريخي والذي كان بيريس من مؤسسيه ـ كما حاول تعليل ذلك فيما بعد.وبعد أن نشر امنون ابرموفيتش قائمته التي تمكن من الحصول عليها، وجد بيريس نفسه في مكان بعد حاييم رامون مع كل الاحترام لديان ، فان بيريس لا يمكنه البقاء بعد رامون. فقد فكر ـ وبصدق ـ بأنه يستحق ان يكون الاول من بين اعضاء حزب العمل في قائمة كديما، وان هذا الاعتقاد شاركه به عدد من مستشاري شارون، حيث قالوا بأنه اذا كان لا بد من اخذ بيريس للقائمة كذخر انتخابي فلا بد من رفعه كعلم يرفرف وليس اخفاء مكانه .وكما يقولون فان بيريس طلب من شارون بواسطة رام كسبي وضعه في المرتبة الخامسة، وعلي الرغم من عدم وجود توثيق خطي لذلك الا انهم يؤكدون تفهم شارون لذلك، كما ان حقيبة الخارجية لم تكن مضمونة لبيريس في حكومة شارون القادمة، وان وزارة الخارجية كان سيتسلمها ـ فقط ـ كمرحلة انتقالية في حالة اقدام وزراء الليكود علي الاستقالة.مصير نتنياهو المرامتحان اولمرت سيكون خلال الشهر الحالي: الانتخابات التشريعية الفلسطينية وانعكاساتها السياسية والامنية، فانه يعد نفسه بجدية وسرية، ويعرف بانه سيحاكم علي أمرين: حول ادارته وحول كيفية اتخاذه للقرارات. وبكل ما له علاقة بالادارة، فان التخوف الاكبر يتمحور حول كل ما له علاقة بالقرارات السياسية، فهو يعرف ان الجمهور الاسرائيلي لن يطول صبره علي خطوات لا يعرف متي سينتهي منها ويري نتائجها وسيحكم عليه بناء علي نتائج خطواته. الكل يعرف بأن اولمرت شخصية مركبة، فهو مرح خفيف الظل، سهل المعشر ويعرف كيف يستمع ويتحدث ويستضيف الاخرين في مكتبه وما الي ذلك، ومن ناحية اخري، فانه بارد الاعصاب حين يريد، صلب، عميق التفكير. وقد انتهت الايام التي كان فيها يجري مقابلة مع راديو اسرائيل في السابعة صباحا، وفي الثامنة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي، وبعد الظهر مع برنامج عيرف حداش مع التلفزيون الاسرائيلي والتي كان لا يتوقف خلالها عن مهاجمة الاخرين والجدل مع الخصوم ويثقف وسائل الاعلام، وانه يتحول من شخصية رسمية كما يقولون.يوم الاربعاء الماضي ظن البعض ان الخطأ الاول قد حدث، وذلك لدي الاعلان عن وضع اسم شارون علي رأس القائمة للانتخابات القادمة، لان الكثير من الاحزاب تعاملت مع الامر بصورة سلبية، لان الاحزاب كلها ظلت طوال اسبوع صامتة ولا تفتح فما في السياسة مع أن البعض ثار ضد نتنياهو وضد الوزيرة لفنات بسبب المقابلات الصحافية التي نشرت عنهما وحديثهما عن شارون في الوقت الذي امتنع فيه اولمرت عن التحدث مما زاد الجمهور اعجابا به.وان نتنياهو الذي حاول كيل المديح لرئيس الوزراء من اجل نيل العطف اخطأ وتحول خلال الحديث لشخص يستغل الاوضاع مما منح الاخرين فرصة لمهاجمته حين اعتبر نفسه وريثا لشارون. وعلي الفور، فقد خرج المتحدثون من حزب كديما ليفسروا ما قاله اولمرت حول اسم شارون في المكان الاول بان ذلك لم يكن الا رمزيا وانسانيا، وان شارون لن يكون رئيس الحكومة القادم حتي لا تضيع الامور.وكذلك فان جانبا آخر من استطلاع الرأي لمعهد داحف حول ذلك الخطأ الذي كاد يقع فيه اولمرت اظهر بأن ذلك الامر لا يعتبر مقبولا من ناحية الجمهور الاسرائيلي، حيث اوضح 75 في المائة من الجمهور بان وضع شارون في المرتبة الاولي يعتبر خطأ لا يوافقون عليه اذا كان وضعه الصحي الحقيقي غير متلائم لذلك، وان جميع الاحزاب رأت بذلك علامة واضحة علي ما سيجري في الانتخابات، بل ان نتنياهو الذي صمت لمدة اسبوع وعاد فأصدر أوامره للوزراء من الليكود بالاستقالة وترك الحكومة وهذا ما عبر عنه الجمهور بان من حق نتنياهو فعل ذلك. وان خطوة وزراء الليكود كشفت وبسرعة طبيعة الصراعات القادمة التي سيشهدها هذا الحزب وانهم ـ مثلهم مثل بيريس ـ لا زالوا دون قرار نهائي في هذه الاثناء، وان نتنياهو مثله مثل بيريس لا زال يتلقي الضربات سواء قبل تركه للحزب او بعده. وزراء الليكود كما هو واضح لن يكونوا داخل الحكومة في اجتماعها الاسبوع المقبل، وان اولمرت سيعين الوزراء الذين كان شارون ينوي تعيينهم في حكومته، وحول وظائفهم فانه سيقرر ذلك بمفرده.سيكون هناك ثلاثة من اعضاء الكنيست من الليكود، روني بار أون، زئيف بويم ويعقوب ادري، وثلاثة من نواب حزب العمل، شمعون بيريس كوزير للخارجية علي ما يبدو، وداليا ايتسيك التي ستعود لحقيبة وزارة الاتصالات وحاييم رامون. سيما كدمونمحللة في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 13/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية