اوغلو: من الخطأ تحميل مسلمي بريطانيا مسؤولية تفجيرات لندن
الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي في مؤتمر صحافي بلندناوغلو: من الخطأ تحميل مسلمي بريطانيا مسؤولية تفجيرات لندنلندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف: عقد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور اكمال الدين احسان اوغلو تحدث فيها عن زيارته الي بريطانيا ولقاءاته مع المسؤولين فيها وقادة الجاليات الاسلامية في البلد، علما انه اجتمع بوزير الخارجية جاك سترو وبالامير تشارلز ولي العهد وتباحث معهما في شؤون تهم العالمين الاسلامي والاوروبي. واشار احسان اوغلو الي ان المبدأين اللذين تركز عليهما المنظمة هما التنمية والاعتدال. واعتبر بان وضع المسلمين في بريطانيا افضل من وضعهم في بلدان اوروبية اخري، وقد حققوا نجاحات في شتي المجالات ولكنهم يشعرون بانه يجري تحميلهم مسؤولية تفجيرات 2005/7/7 في القطارات النفقية في لندن علي الرغم من ان الاكثرية الساحقة منهم شجبت هذه العمليات. وقال انه لا يفهم لماذا ارتكبت هذه التفجيرات في لندن مع ان علاقة مسلمي بريطانيا بباقي شرائح الشعب البريطاني ممتازة؟ وكيف يمكن تفجير قطارات وباصات قد تحمل ابرياء، وبينهم مسلمون، ثم الادعاء بان هذا العمل يجري باسم الاسلام؟وشدد علي ضرورة ان يتوصل التحقيق في هذه التفجيرات وهوية منفذيها الي نتائج وان تعلن هذه النتائج، لان عدم الاعلان عنها او التأخر في فعل ذلك سيفتح المجال امام المزيد من التساؤلات والتعامل العنصري مع المسلمين.واعلن احسان اوغلو ان منظمة المؤتمر الاسلامي تحترم الديمقراطية التي مورست في فلسطين اخيرا وادت الي فوز منظمة حماس في الانتخابات الاشتراعية. وقال ان افضل طريقة في التعامل مع حماس يمكن في مساعدتها الآن وقد انتقلت من المعارضة الي الحكومة. ولا يمكن برأيه اعتماد معايير مزدوجة والادعاء بان الغرب يؤيد الديمقراطية والانتخابات الحرة، من جهة، ثم يفرض ضغوطات وعقوبات علي حكومة حماس الجديدة تحت اي مبرر، لان في ذلك الضرر للجميع.وسأله صحافي اذا كانت المنظمة التي يمثلها تؤيد مقاطعة اسرائيل او التعامل معها، فقال ان قرارات اتخذت في اجتماعات المنظمة وهو يتقيد بها وبتنفيذها، واذا تطورت الامور بالنسبة للاوضاع العامة فان المنظمة ستعاود النظر في هذه القرارات.وعن موضوع الكاريكاتيرات الساخرة ضد الاسلام ونبيه (صلعم) وعدم اعتذار الحكومات الاوروبية عنها قال احسان اوغلو: لقد اعتذرت بعض الحكومات كحكومة النرويج وبولندا. ولكن يجب ان تفهم الدول الاوروبية ان الشعوب الاسلامية وقادتها لا يعترضون علي ممارسة حرية المعتقد والرأي في اوروبا والغرب، وان التظاهرات الضخمة التي حدثت في العالم الاسلامي لم تكن بهدف منع حرية المعتقد، كما ادعت بعض الجهات، فالمسلمون يؤيدون حرية الرأي ويتمنون ان تنتشر في العالم الاسلامي ولكن اي تلميذ حقوق وقانون في العالم يدرك بان الحرية يجب ان تمارس في وقت واحد مع المسؤولية. واذا كانت الصحاحفة الاوروبية تحترم معتقدات المجموعات الاخري في المجتمع الاوروبية وحساسياتها فلماذا تتجاهل معتقدات وحساسيات معتنقي دين اختاره خمس سكان العالم؟ .واضاف قائلا: من الضروري شجب التطرف في جميع اشكاله، وهناك احزاب اوروبية تشجع علي العنصرية والكره ضد المسلمين ومع ذلك تتركها الديمقراطية الغربية لتمارس هذه المواقف غير الانسانية .وبالنسبة لموضوع العراق قال الامين العام ان العالم توقع ان تتحسن الامور في هذا البلد بعد انتخابات كانون الاول (ديسمبر) 2005 ولكن بعد مرور ثلاثة اشهر، يبدو ان الاوضاع تتجه نحو الاسوأ، واعتبر انه من الضروري وقف التوجه الطائفي في البلد اذ اصبحنا في القرن الـ21 ولا يمكن السير نحو الحرب الاهلية. وكان العراقيون، برأيه من سائر الفئات، يعيشون بسلام وتعايش في الماضي.وتساءل في رد علي سؤال لماذا كلما ارتكب شخص مسلم او مجموعة اسلامية عملا ارهابيا يوصف هذا العمل بالارهاب الاسلامي؟ اما اذا ارتكبه شخص من مجموعة غير اسلامية لا يدرج دين الشخص في هذه العملية وبالتالي يتعرض هذا الدين لحملات. واعطي امثلة علي ذلك بينها تفجيرات فندق الملك ديفيد في فلسطين في اواخر الاربعينيات التي قامت بها مجموعة يهودية متطرفة، وتفجيرات مجموعات التاميل في سريلانكا، وقال ان التنظيمات الارهابية العالمية تستخدم الاسلام الآن بعد انتهاء الحرب الباردة، اذ انها قبل ذلك استخدمت اللينينية والماوية والتروتسكية ولما لم تعد هذه الايديولوجيات مقبولة، توجهت نحو الاسلام، وربطت مشاريعها ومخططاتها بالقضايا المحقة في العالم الاسلامي كقضيتي فلسطين والعراق لاستقطاب المؤيدين والاموال.وسئل لماذا لا تستطيع الـ57 دولة المنتمية الي المنظمة تصعيد نفوذ الاسلام والمسلمين في العالم، فتحدث عن الخطة التي تقررت في مكة في كانون الاول (ديسمبر) الماضي والتي ستعتمد برنامجا لمدة عشر سنوات للتفاعل مع المجتمعات العالمية وقياداتها ومع منظمات المجتمع المدني فيها وستفعل ما في وسعها لمحاربة الاسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام). بيد انه شجب بقوة الممارسات غير الانسانية في معتقلات غوانتانامو وابوغريب والبصرة وقال انها هي التي توقد مشاعر المسلمين وتجعلهم يتظاهرون بقوة وبعنف كلما تعرضت مقاماتهم للاهانة، كما في ازمة الكاريكاتيرات، اذ كانت الكاريكاتيرات السبب المباشر، فيما تواجد الدفاع غير المباشر في الاحتقار الغربي للاسلام والمسلمين.وعن موقف المنظمة من التوتر القائم حاليا بين ايران والولايات المتحدة (علما ان ايران عضوة في المنظمة) وقال احسان اوغلو: المنظمة تؤيد حق اي دولة في تطوير ابحاثها النووية الآيلة الي تحقيق اغراض سلمية وتنموية. وهي تؤيد اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية وبالتالي فانها ضد انتشار الاسلحة النووية، ولكن هذا الامر يجب ان يطبق علي الجميع، بدون استثناء، فاما يمنع الانتشار والتسلح النووي للجميع او يسمح بالتسلح النووي للجميع. ولا ترغب المنظمة في حدوث نزاع مسلح مدمر جديد في الشرق الاوسط يؤدي الي المزيد من الخراب بسبب هذه القضية. والحل لا يكمن في اعطاء افضلية للبعض من جهة، ومنع الاخرين، من جهة اخري، بالنسبة للسلاح النووي. وايران قالت بانها لا تسعي الي انتاج سلاح نووي ونحن نصدقها .ووافق الامين العام علي ان مسلمي بريطانيا والعالم يجب ان يختاروا المواقف الشاجبة للارهاب اينما حدث وانه عليهم ان ينشروا تعاليم الاسلام الحقيقية المتواجدة في القرآن والحديث. كما طالبت المجموعة الاوروبية باتخاذ مواقف اكثر وضوحا في شجبها لما حدث في ازمة الكاريكاتيرات، لكي لا يتكرر الاحتقار للاسلام الذي حدث اخيرا.