انفلونزا الطيور تكبد الاقتصاد الأوروبي خسائر فادحة
انفلونزا الطيور تكبد الاقتصاد الأوروبي خسائر فادحة كيل (المانيا) ـ من ستيفان نيكولا: يطل مرض أنفلونزا الطيور بأجنحته القبيحة فوق غرب أوروبا مسببا أضرارا ملموسة لاقتصاداتها.وفي حين لا يرغب الأميركي العادي بأن يحرم من شطائر البيرغر وشرائح الستيك، يُصاب الفرنسي بحالة هستيرية عندما يتخيل بأنه لن يكون في مقدوره تتناول أطباقه المفضلة مثل الدجاج المحمص أو كبد البط.ويمثل الديك الرمز غير الرسمي لفرنسا منذ أن حمل مقاتلو بلاد الغال السلاح لمواجهة الفيلق الروماني برئاسة يوليوس قيصر قبل نحو ألفي عام.وللطيور أهميتها بالنسبة لاقتصاد فرنسا أكبر دولة أوروبية مصدرة للطيور في الاتحاد الأوروبي.ومنذ أن أعلن عن تسجيل أول حالة للإصابة بأنفلونزا الطيور في مزرعة للديوك الرومية في منطقة آن بجنوب غرب فرنسا تراجع الإقبال علي لحوم الطيور بنسبة الثلث في البلاد. وما زاد الأمور تعقيدا الحظر الذي فرضته 40 دولة من بينها روسيا واليابان، اللتان تعدان أكثر الدول المستوردة للطيور من فرنسا، حظرا علي استيراد الطيور من هذه الدولة.وكانت اللجنة الأوروبية طلبت مطلع الأسبوع الجاري من هذه الدول إنهاء الحظر علي استيراد الطيور من فرنسا، معتبرة أنه تم احتواء المرض بنجاح، وبالتالي لا حاجة لاستمرار الحظر.وتشير إحصاءات حديثة الي أن المزارعين الفرنسيين يربون ما لا يقل عن 900 مليون من طيور الدجاج والديوك الرومية والأوز في العام، فيما يؤكد المزارعون بأن الطيور سليمة ولا تمثل أي خطر علي الصحة العامة.وفي معرض دفاعه عن أصحاب مزارع الدواجن في بلاده أشار الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلي وجود خوف غير مبرر حيال هذه المسألة، فيما حذر كريستيان مارينوف رئيس الكونفدرالية الفرنسية لمربي الطيور من أنه إذا استمر التراجع في مبيعات الطيور علي هذا النحو فإننا سوف نتكبد خسائر تقدر بثمانين مليون يورو (95 مليون دولار) في الشهر .وقال مارينوف ليونايتد برس انترناشونال علينا أن نطمئن الناس بأن الطيور المطبوخة لا تشكل ضررا علي الصحة العامة، والدعوة إلي رفع الحظر علي استيرادها .وفي المانيا المجاورة لم ينتقل فيروس انفلونزا الطيور من الطيور البرية إلي الداجنة في المزارع، ولكنه تسبب بنفوق عدة قطط منزلية بعد التهامها طيورا برية نافقة مصابة بالمرض.وقال وزير الزراعة الالماني هورست سيهوفر في مقابلة تلفزيوينة عبر الفيروس الحدود وأصاب عدة ثدييات في عدة مناطق، و لم يعد مستبعدا أن يصيب الإنسان .لم ينتقل المرض من شخص إلي آخر لحد الآن، ولكن العلماء يخشون من أن يصبح وباء يعرض ملايين البشر للموت في نهاية المطاف، وما يعزز هذه المخاوف أن 95% ماتوا حتي الآن بسبب الفيروس معظمهم في آسيا.وقال توماس جانينغ، المتحدث بإسم جمعية منتجي الطيور الألمان، بأن الاضرار الاقتصادية التي تكبدتها بلاده جراء انفلونزا الطيور تقدر بنحو 167 مليون دولار.وتأثرت مبيعات الطيور في دول مثل ايطاليا واليونان بنسبة 50%. ولم تقتصر الخسائر علي مزارع الطيور الداجنة بل تعدتها إلي الشركات التي توفر المكائن والمعدات الاخري الخاصة بها.ويخشي المسؤولون الألمان من أن تؤثر أزمة انفلونزا الطيور علي الموسم السياحي خصوصا وأنهم يتوقعون زيارة حوالي 1.5 مليون زائر خلال بطولة العالم في كرة القدم الصيف المقبل. ولكن السيناريو الذي يرعب المسؤولين الإلمان هو أن يصبح من المتعذر السيطرة علي المرض، وهو ما قد يكبد الاقتصاد ما لا يقل عن ترليون دولار حسب ما ذكرت دراسة صدرت عن مصرف دويتشه بانك مطلع الاسبوع الجاري.4