انفجار سيارة مفخخة في دمشق واشتباكات عنيفة في الشمال

حجم الخط
0

بيروت ـ دمشق ـ لندن ـ وكالات: انفجرت سيارة مفخخة الثلاثاء في منطقة الفحامة في وسط دمشق، اسفرت عن وقوع جرحى، بينما تشهد مناطق واسعة في شمال سورية اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، في الوقت الذي اصدر فيه الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء عفوا يشمل عددا من الجرائم، تستثني تلك المتعلقة بتنفيذ الاعمال الارهابية، ويمنع العقوبة عن العسكريين الفارين وحاملي السلاح في حال تسليم انفسهم وسلاحهم خلال مهلة محددة.
ويأتي ذلك لمناسبة عيد الجلاء (جلاء آخر جندي فرنسي عن سورية في 1946)، وعشية اطلالة اعلامية جديدة للرئيس السوري عبر قناة ‘الاخبارية’ السورية للحديث عن آخر تطورات الازمة المستمرة في بلاده منذ اكثر من سنتين.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اصدر ‘المرسوم التشريعي رقم 23 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم’ المرتكبة قبل تاريخ اليوم. وهو في الواقع عفو انتقائي يشمل جرائم محددة ويتضمن تخفيضا للعقوبات على جرائم اخرى.
وينص المرسوم على ‘العفو عن كامل العقوبة’ للجرائم المتعلقة بالدعاية التي ترمي في زمن الحرب الى ‘اضعاف الشعور القومي او ايقاظ النعرات العنصرية او المذهبية’، ونقل ‘انباء يعرف انها كاذبة او مبالغ فيها من شأنها ان توهن نفسية الأمة’.
كما يشمل ‘كل فعل يقترف بقصد إثارة عصيان مسلح ضد السلطات القائمة’.
ونص المرسوم على ‘العفو عن ربع العقوبة في الجرائم’ المتعلقة بـ’المؤامرة التي يقصد منها ارتكاب عمل او اعمال ارهاب’ والتي قد تصل عقوبتها الى السجن عشرين عاما.
ويشمل العفو كامل العقوبة في حال ‘العلم’ بـ’جرائم ارهابية’ والسكوت عنها، بينما يحسم ربع العقوبة في حال ‘التآمر’ لارتكاب مثل هذه الجرائم، ومنها ‘ايجاد حالة من الذعر بين الناس… الاخلال بالامن والاضرار بالبنى التحتية… استخدام الاسلحة والذخائر… وتمويل الارهاب’. ويستثنى المرتكبون من العفو.
ويشمل العفو الكامل كل من حاز سلاحا او ذخيرة على ان ‘يبادر الى تسليم السلاح الى السلطات المختصة خلال 30 يوما’ من تاريخ المرسوم.
ويستفيد من العفو الرئاسي العسكريون الفارون داخل البلاد او خارجها، شرط ان ‘يسلموا أنفسهم’ خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما للفرار الخارجي.
ويستثنى العسكريون الذين ارتكبوا عصيانا ضد مسؤوليهم او ‘أخذوا الأسلحة من دون اذن وعملوا خلافا لأوامر رؤسائهم (…) او اقدموا على العنف مع استعمال السلاح’.
ونقلت سانا عن رئيس الوزراء وائل الحلقي قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء امس ان المرسوم ‘يؤدي الى اطلاق سراح نحو سبعة الاف مواطن، ممن ارتكبوا جنايات مختلفة’.
في غضون ذلك، اعلنت قناة ‘الاخبارية’ السورية انها ستبث الساعة التاسعة والنصف مساء الاربعاء (18.30 ت غ)، ‘حوارا حصريا’ مع الرئيس السوري.
في هذا الوقت، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لصحيفة ‘الغارديان’ البريطانية ‘انه لن تعود هناك سورية اذا استقال الاسد’.
في تداعيات النزاع على لبنان المجاور، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الحكومة اللبنانية الى منع حزب الله، حليف دمشق، من تنفيذ عمليات داخل سورية.
وامس، اعلن لبنان انه سيطلب اجتماعا طارئا لمجلس الامن الدولي، من اجل البحث في مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم في اراضيه 400 الف شخص.
ومن جهته اعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن بلاده ستزود المعارضة السورية بعربات مدرعة ودروع واقية من الرصاص، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية ومحاسبة الجناة.
وابلغ هيغ، مجلس العموم (البرلمان)، حسب صحيفة ‘ديلي ميل’، الصادرة الثلاثاء، أن بريطانيا ‘ستمنح المعارضة السورية 34 عربة، بما في ذلك 5 عربات مصفحة رباعية الدفع، و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص’.
وقال إن بريطانيا ستسعى إلى ‘انهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سورية خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دوله الشهر المقبل، من أجل اتاحة المجال أمام تزويد المتمردين في سورية بالأسلحة’.
وميدانيا، افاد المرصد السوري باصابة عدد من الاشخاص في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الفحامة في وسط دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام السوري. واتهمت وكالة سانا ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ بزرع العبوة في سيارة مركونة مقابل فرن، مشيرة الى انها ادت الى اضرار مادية فقط. كما افاد المرصد بقصف من القوات النظامية يطال حي جوبر (شرق)، في حين قصف الطيران مناطق في ريف دمشق، حيث تحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين. وافادت سانا ان هذه القوات نفذت امس عمليات واسعة، وتمكنت من ‘بسط الامن في منطقة محطة الكهرباء في عدرا’ (شرق).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية