امريكا تسعي لمنع التخصيب الايراني في شتي المجالات بسبب غياب الثقة بين الجانبين والمحافظون الجدد بايران وامريكا يقودون المنطقة الي حرب مدمرة اخطر من حرب العراق

حجم الخط
0

امريكا تسعي لمنع التخصيب الايراني في شتي المجالات بسبب غياب الثقة بين الجانبين والمحافظون الجدد بايران وامريكا يقودون المنطقة الي حرب مدمرة اخطر من حرب العراق

خبيران في الشؤون الايرانية والتسلح في ندوة حول التسلح الايراني في تشاتهام هاوسامريكا تسعي لمنع التخصيب الايراني في شتي المجالات بسبب غياب الثقة بين الجانبين والمحافظون الجدد بايران وامريكا يقودون المنطقة الي حرب مدمرة اخطر من حرب العراقلندن ـ من سمير ناصيف:تحدث الخبيران في الشؤون الايرانية الدكتور علي الانصاري والدكتورة اوليفيا بوتش (التي عملت سابقا في لجنة التفتيش عن الاسلحة المدمرة في العراق) عن موضوع برنامج ايران النووي والسياسات حوله في ندوة جرت في تشاتهام هاوس في لندن، علما ان الانصاري محاضر في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا وقد كتب عدة كتب عن ايران.واكدت بوتش ان الاتهام الموجه ضد ايران حاليا يركز علي خرقها البرتوكول الاضافي في اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية، وليس حول خرق الاتفاقية نفسها التي وقعتها في اواخر الستينات. وقالت بوتش ان الولايات المتحدة تسعي الي منع ايران من التخصيب النووي كليا وليس الي منعها من التخصيب لاجل صنع قنبلة نووية لان القيادة الامريكية تعتقد بان التخصيب لاهداف علمية متعلقة بالطاقة وانتاجها لا بد وان يؤدي الي التخصيب لصنع السلاح النووي ولعدم ثقتها بايران.واشارت الي ان شكوي ايران الي مجلس الامن من جانب وكالة الطاقة النووية الدولية اذا تمت في الايام المقبلة، فانها ستجعل قرار تطبيق البروتوكول الاضافي ليس اختياريا بل اجباريا علي ايران وبطريقة سريعة تجعل من الصعب علي ايران الانسحاب من هذا البرتوكول الاضافي بعد تقديم المهلة الزمنية المطلوبة لفعل ذلك.اما علي الانصاري فرأي ان المشكلة بين ايران والولايات المتحدة سياسية اكثر من اي شيء آخر، وتعود لغياب الثقة بين الجانبين الامريكي والايراني.وقال ان النظام الايراني يشعر بان الوثائق والمعاهدات الدولية النووية التي وقعتها ايران يجري استخدامها حاليا من قبل امريكا لاسقاط النظام الايراني الحالي، وبالتالي لا يمكن للنظام الايراني احترام هذه المعاهدات واشار الي ان تصريحات المندوب الامريكي في الامم المتحدة جون بولتون لا تساهم في بعث الثقة لدي النظام الايراني وقيادته وتعزز توجهات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الشعبوية.ولدي سؤاله عما اذا كان النظام الايراني بالفعل في يدي احمد نجاد او ان القيادة الايرانية (مرشد الثورة علي خامنئي واعوانه) تشجع نجاد علي تصعيد المواقف لكي تظهر وكأنها تمثل الاعتدال، قال ان هذه النظرية، ربما كانت صحيحة، واشار الي ان دور بولتون في الجهة الامريكية هو تصعيد ايضا وانه من الضروري تخفيف حدة التصعيد علي الجانبين لان حدوث مواجهة عسكرية امريكية مع ايران يشكل خطرا كبيرا جدا. كما اكد بأن المغامرة الامريكيــــــة في حرب العراق الاخيرة لم تساهم في دفع النظام الايراني الي احترام تعهداته الدولية.واشار الانصاري الي ان البروتوكول الاضافي في اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية وقعه الرئيس محمود خاتمي عام 2003 وتواجدت آنذاك فرصة كبيرة امام المجتمع الدولي للتعاون مع ايران، ولكن الدول الغربية فوتت هذه الفرصة، وساهمت عبر سياساتها الخاطئة في انتخاب احمدي نجاد رئيسا في عام 2005.وشبه الانصاري المحافظين الجدد في القيادة الامريكية بمجموعة موازية للمحافظين الجدد في النظام الايراني بقيادة احمدي نجاد، غير انه قال ان الرئيس الايراني الجديد، خلافا لما يعتقد الخبراء الاخرون، ليس في موقع قوي جدا في النظام الايراني وهو يحتاج الي الازمات الدولية لتثبيت سلطته الداخلية، كما يحتاج المحافظون الجدد في القيادة الامريكية لمثل هذه الازمات ولنفس الاسباب.ووافق مع بوتش حول ما قد يفرضه القرار الجديد لوكالة الطاقة النووية الدولية الا وهو جعل تطبيق البروتوكول الاضافي اجباريا وليس اختياريا علي ايران.وبالنسبة لقبول اسرائيل وقف برنامجها النووي في المستقبل، لكي لا تسعي ايران الي انتاج القنبلة النووية، قالت بوتش ان الدول التي تملك اسلحة نووية لا يمكنها ان توقع علي اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية، ولكن يمكن توقيع اتفاقات جديدة معها كالاتفاقية التي وقعتها امريكا في الايام الاخيرة مع الهند.اما الانصاري فقال ان المجتمع الدولي لا يبدو بانه يود بحث موضوع نزع الاسلحة النووية من اسرائيل، غير انه اشار الي ان السبب الاساسي لاهتمام ايران النووي عاد الي وجود السلاح النووي بيد باكستان التي كان عدوتها الاساسية في حرب افغانستان وتنافسها في دورهما في المنطقة.وتساءل لماذا يتعامل المجتمع الدولي مع كوريا الشمالية بشكل مختلف عن تعامله مع ايران في الشأن النووي؟ واعتبر انه بالامكان التوصل الي حل ديبلوماسي مع ايران اذا ساهم المجتمع الدولي في تنشيط وتعزيز الديمقراطية في طهران عبر عدم ممارسة الضغوط المفرطة عليها وعبر التعاون مع الجهات الديمقراطية فيها كالرئيس خاتمي والتيار الاصلاحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية