امريكا تتوسع في استخدام الطائرات الاستطلاعية بالعمليات ضد المقاومة العراقية

حجم الخط
0

امريكا تتوسع في استخدام الطائرات الاستطلاعية بالعمليات ضد المقاومة العراقية

امريكا تتوسع في استخدام الطائرات الاستطلاعية بالعمليات ضد المقاومة العراقيةلندن ـ القدس العربي : كشفت صحيفة بريطانية عن دور شركة صناعة اسلحة، وقاعدة جوية عسكرية سرية في مقاطعة كامبريدج البريطانية في الحرب التي تقوم بها الوكالة المركزية للاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) ضد ناشطي تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وقالت صحيفة اوبزيرفر ان الطائرات بدون طيار بريديتر ، وهي الطائرة التي اطلقت صواريخ قتلت 20 مدنيا بريئا في قرية علي الحدود الباكستانية مع افغانستان في هذا الشهر، وذلك في العملية الفاشلة التي حاولت فيها المخابرات الامريكية اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، الدكتور ايمن الظواهري. وقد شجبت منظمات انسانية الهجوم الذي طال ابرياء. ويشبه الهجوم، نفس الهجوم الذي تم علي مواقع اخري في العراق واليمن وعلي الحدود الافغانية ـ الباكستانية. وقالت الصحيفة ان دورا بريطانيا في عمليات طائرات الاستطلاع هذه سيكون مثيرا للجدل، وفيما اذا كانت هذه المشاركة مسموحا بها ام لا. ودعا حزب الليبراليين الاحرار، الحزب الثالث في بريطانيا والذي يعاني من ازمة قيادة الي فتح ملف المشاركة البريطانية وسيدعو في البرلمان لكشف الحقيقة، وقال مايكل مور المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية ان حزبه سيدعو لتأكيدات بعدم استخدام الاراضي البريطانية في امور تشكل انتهاكا للقانون الدولي. وكشفت الصحيفة ان برامج الكمبيوتر التي تشكل عقل الطائرات الاستطلاعية هذه تصنع في توسيستر، في نورثامبتون شاير، وتقوم بها شركة رادستون للتكنولوجيا. وتقوم الشركة بتصنيع اللوحات التي تمكن سي اي ايه لاستهداف المطلوبين لامريكا من ناشطي القاعدة. ورفضت الشركة التعليق علي علاقتها مع المؤسسة العسكرية الامريكية، ولكنها اكدت انها تقوم بتقديم النظام الاتصالي الذي يستخدم في طائرات بريديتر . وقال متحدث باسم الشركة انها تقوم بتزويد الامريكيين بعقل الطائرة الذي بدونه لن تقوم الطائرات بعمليات استهداف. ووصفت منظمة العفو الدولية امنستي انترناشونال العمليات التي تقوم بها المخابرات الامريكية بانها غير شرعية وتنتهك القانون الدولي. واعلنت سي اي ايه عن طلبية جديدة من 140 طائرة من هذا النوع. ودعت امنستي الحكومة البريطانية بالتحقيق باي دور تقوم به شركة بريطانية في دعم او تزويد المخابرات المركزية بهذه التكنولوجيا. وكشفت الصحيفة ان الصور التي تلتقطها الطائرات هذه يتم نقلها بعد ذلك الي قاعدة عسكرية سرية امريكية في بريطانيا، وهي القاعدة التي تقع في مولزورث المرتبطة بنظام الاتصالات الدولي الامريكي. ومع ان القرار النهائي للاغتيال تتخذه القيادة المركزية الامريكية في العراق او الولايات المتحدة، الا ان دور بريطانيا في جمع المعلومات لهذه العمليات او دعمها لوجيستيا اثار الكثير من القلق والجدل. وفي الوقت الذي رفضت فيه وزارة الدفاع البريطانية التعليق علي الامر الذي قالت انه شأن امريكي الا ان امنستي تقول ان عمليات الاغتيال هذه تعتبر مخالفة صريحة للقانون الدولي. وكانت واشنطن قد استخدمت بريديتور ، التي اطلقت صاروخ هيل فاير علي ناشط من القاعدة هو ابو علي الحارثي وقتلته انطلقت من قاعدة عسكرية في شرق افريقيا مع عدد من المرافقين معه في سيارته وذلك في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 2002. وكشفت صحيفة لوس انجليس تايمز ان الولايات المتحدة تقوم بتوسيع عملياتها لقتل الناشطين في القاعدة علي الرغم من احتجاج عدد من الدول. وكانت العملية الفاشلة في 13 كانون الثاني (يناير) الحالي هي واحدة من سلسلة من العمليات التي تخطط لها المخابرات المركزية. ومع ان عمليات القتل المستهدف، كما تعرف سرية ورفضت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الكشف عنها، الا ان عددا من المسؤولين الامريكيين، قد اكدوا للصحيفة انه منذ الهجمات علي امريكا في ايلول (سبتمبر) 2001 تم تنفيذ 19 عملية قتل مستهدف، بما فيها 10 عمليات في العراق وحده وفي شهر واحد العام الماضي. ويري منتقدو هذا الاسلوب انه خرق للقانون الامريكي والدولي، وان سي اي ايه تقوم به وبدون رؤية واضحة. ويقول مسؤول سابق في سي اي ايه استقال عام 2004 ان عمليات الاغتيال توسعت بحيث تستوعب التطورات داخل القاعدة التي انتشر قادتها في اكثر من مكان بحثا عن تمويل وجنود جدد. وقال ان عملية الاستخدام اصبحت اكثر لامركزية، كما ان واشنطن مستعدة لاستخدام هذا الاسلوب في ميادين واسعة. ويقول مسؤولون امريكيون كبار ان البرنامج تطور من كونه خصص لاستهداف قادة في القاعدة الي قتل المشتبه بتورطهم في عمليات ارهاب في اي مكان كانوا. وقامت سي اي ايه بنشر طائرات الاستطلاع هذه في العراق والحدود الباكستانية ـ الافغانية، كما ارسلت صواريخ عبرها الي اليمن. ويشير معلقون الي ان عمليات التدخل الامريكي السريعة هذه تعتبر حساسة وفيها احيانا خرق لسيادة الدول. وتعتبر طائرات بريديتر من الاسلحة التي دمجت في العمليات العسكرية ضد المقاومة في العراق. ولم تعترف سي اي ايه بهذه العمليات حيث غالبا ما وصفت بانها تفجيرات سيارات او حوادث اخري، ويعتقد ان القتلي في العمليات هذه من المدنيين ليس قليلا. وبالاضافة لابو علي الحارثي، تم اغتيال محمد عاطف، المسؤول العسكري في القاعدة اثناء الهجوم علي افغانستان في 2001. واستخدم ايضا في ملاحقة اسامة بن لادن، حيث يعتقد ان المخابرات استهدفت بن لادن قبل ايلول (سبتمبر) 2001 مرة واحدة. وتشير وثائق الي ان سياسة القتل والتصفية التي تبنتها المخابرات المركزية لا تزال تتطور. ويقول محلل ان ايمن الظواهري مثلا يعتبر هدفا سهلا، ولكن عملية قتله، وكيف، ومن سيقوم بالمصادقة عليه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية