امتحان عسير للاردن وأمنه

حجم الخط
0

امتحان عسير للاردن وأمنه

امتحان عسير للاردن وأمنهدخلت معركة عض الاصابع بين الحكومة الاردنية وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي مرحلة جديدة من التصعيد يوم امس الاول، عندما اقدمت هذه الحكومة علي تنفيذ حكم الاعدام شنقاً في اثنين من اعضاء التنظيم، احدهما ليبي والآخر اردني ادينا باغتيال الدبلوماسي الامريكي لورانس فولي قبل ثلاث سنوات.تنفيذ حكم الاعدام بعد عملية التمرد التي قادها اصوليون في معتقلات اردنية قبل اسبوعين واخذوا خلالها حراسا امنيين رهائن، هو رسالة من قبل الحكومة الاردنية الي اعضاء التنظيم وقائده بانها لن تتهاون مع اي محاولة للمس بامن البلاد.ولكن هذه الرسالة التي تريد رد الاعتبار لهيبة الدولة، بعد اضطرابات السجون، وتفجيرات فنادق عمان، ربما تعطي نتائج عكسية تماماً، من حيث كونها قد تؤدي الي استفزاز تنظيم القاعدة، ودفعه الي استهداف الاردن بصورة اكبر، من خلال عمليات انتقامية.فالاردن يعيش حاليا طفرة اقتصادية غير مسبوقة، بسبب حال الاستقرار التي يعيشها وسط محيطه العربي المضطرب، وهي الحال التي أدت الي تدفق الاستثمارات الخليجية، والسورية والعراقية اليه، الامر الذي انعكس في مشاريع اعمارية وصناعية كبري، وانعاش الاسواق المالية، ورفع اسعار العقارات الي معدلات غير مسبوقة.تنظيم القاعدة بات يتبني استراتيجية جديدة تركز علي ضرب البني الاقتصادية التحتية في الدول المستهدفة لاضعاف الانظمة، وعرقلة محاولاتها لمعالجة معدلات البطالة المرتفعة، وتوفير الخدمات اللازمة لمواطنيها من تعليم وصحة وكهرباء وماء.وانعكست هذه الاستراتيجية الجديدة بشكل واضح في العامين الاخيرين، من خلال محاولة ضرب مصفاة ابقيق في السعودية التي تعتبر الاضخم في المنطقة، وتفجير منتجعات سياحية في طابا وشرم الشيخ في مصر، واخيرا مهاجمة ثلاثة فنادق رئيسية فخمة، يؤمها السياح الاجانب في الاردن.ولم يكن مفاجئاً او مستغرباً ان تعلن الحكومة الاردنية عن ضبط خلية لتنظيم القاعدة كانت تخطط لضرب منشأة اقتصادية مدنية حيوية في الاردن، قيل انها مطار الملكة علياء في اطراف العاصمة الاردنية، ولكن المصادر الرسمية لم تؤكد هذه المعلومة.الاردن مستهدف لانه من اقرب الحلفاء الي واشنطن، ويقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، ويفرض قيوداً مشددة علي حركة تسلل المتطوعين للقتال ضد القوات الامريكية في العراق، مثلما تقول بيانات تنظيم القاعدة في تبريرها لاستهدافه.ومثل هذا الاستهداف يلحق اضراراً كبيرة بالمواطنين العاديين البسطاء المعدمين، ولا يؤثر علي الطبقة المترفة التي تعيش في الاحياء الراقية، وتحتكر الثروة في البلاد.العراق بات يشكل لعنة علي جيرانه، وخاصة الاردن، واصبح منصة لتصدير عمليات العنف والارهاب، بدلا من ان يصدر الديمقراطية، مثلما وعد الرئيس بوش في تبريراته لغزو العراق واحتلاله طوال السنوات الثلاث الماضية.الايام والاسابيع المقبلة ربما تكون الاخطر بالنسبة الي الاردن وامنه، لان تنظيم القاعدة مني بضربة كبري من خلال اعدام اثنين من رجالاته بهذه السرعة، واصدار احكام بالسجن المؤبد علي خمسة آخرين بتهمة التحضير لاعتداءات ضد فنادق وسياح اجانب، ومن غير الممكن، ومثلما اثبتت التجارب السابقة، ان يلوذ بالصمت، ويحجم عن الانتقام.الامن الاردني اثبت قدرة كبيرة في احباط العديد من الهجمات قبل وقوعها، ولكن هجمة واحدة ناجحة ربما تحدث الضرر المراد تحقيقه، اي هز استقرار البلاد.انه امتحان صعب، فماذا يمكن ان يفعل الامن لرجل يريد تفجير نفسه والذهاب الي الجنة حسب قناعته؟9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية