الي مجهضي حلمنا ومشوهي إنسانيتنا في غزة عار عليكم

حجم الخط
0

الي مجهضي حلمنا ومشوهي إنسانيتنا في غزة عار عليكم

مشير قاسم الفراالي مجهضي حلمنا ومشوهي إنسانيتنا في غزة عار عليكم علي اصوات المدافع الرشاشة والاكواع المتفجرة وقذائف الـ آر بي جي قضيت الليلتين الأخيرتين من زيارتي للأهل في خان يونس وهي الاولي منذ اعادة انتشار قوات الاحتلال الاسرائيلي حول قطاع غزة. هذه المرة لم تكن هذه الاصوات لطائرات الأباتشي او دبابات ومدفعية الاحتلال وهي تقصف المخيم الغربي او الحي النمساوي او شارع الميكانيكية بخان يونس، ولكنها ويا للعار كانت نيران عائلتين تتشاجران اسفر عنها ثلاثة قتلي والعديد من الجرحي حتي رحيلي وما زالت مستمرة حتي كتابة سطوري هذه. هذه الحالة ليست حكرا علي خان يونس رغم ابتلائها بالنظام العائلي البغيض الذي ساهم دوما في تأجيج الخلاف والتناحر بين ابناء الشعب الواحد مما عطل ولعقود طويلة مسيرة المجتمع من القبلية الي المدنية وللأسف ساهمت القيادة السياسية السابقة في تغذيته واعادته بقوة للحياة مع عودتها عام 1994 ولم تفعل القيادة الحالية شيئا لتحجيمه حتي الآن.وفي نفس الاسبوع توالت الاخبار المؤلمة، قتيل في شجار في جباليا اربع جرحي اثنان منهم في حالة الخطر في نزاع عائلي في مخيم البريج اقتحام عائلة في الشجاعية لمركز الشرطة لتحرير احد ابنائها المتهم بتجارة المخدرات واعدام احد افراد الشرطة الذي استسلم لهم ومقتل طفل عمره 14 عاماً في اليوم التالي علي خلفية نفس المعركة. شجار مسلح بالاسلحة الرشاشة والاكواع المتفجرة بين طلبة في مدرسة العودة بعبسان يسفر عن 9 جرحي حالة احدهم خطرة. اختطاف الاجانب، ثلاثة امريكان، ايطالي وبريطانيين في حوادث منفصلة. كل هذا في اقل من اسبوع والملفت للنظر هو الغياب المخزي لاجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية عدا حالات اختطاف الاجانب . وقبلها بشهر مأساة بيت حانون والذي اسفر عنها 11 قتيلاً والكثير من الجرحي في شجار بين عائلتين في المدينة.الفلتان امتد لينتج ظاهرة خطيرة جديدة وهي سرقة السيارات الخاصة والتاكسي. مائتا سيارة سرقت في قطاع غزة في شهر كانون الاول (ديسمبر) 2005. صعقت عندما رفض سائق اجرة توصيلي لمسافة كيلومترين خارج خان يونس الساعة التاسعة ليلا، وبعد مناشدات كثيرة وافق في حالة واحدة وهي ان يذهب الي حيه لاحضار ابن خالة ليرافقه وكان له ما اراد. الناس في خوف حقيقي ان تتطور اعمال السرقة لتشمل السطو المسلح. وفي رحلة العودة فشلت كل محاولات الشرطة ومناشدات المسافرين، مبدأيا، مع المسلحين من كتائب شهداء الاقصي الذين احتلوا بوابة المعبر واغلقوها ردا علي اعتقال الشرطة لأحد زعمائهم المتهم بخطف احد الاجانب. صرخ احد المسافرين: معانا تحويلة نحن مرضي، جاء الرد الصاعق بالارض بلا (…) ساعات طويلة حتي سمح لنا هؤلاء الأشاوس بالدخول وسط التهديد والشتائم المهينة واطلاق الرصاص الكثيف في الهواء وحول السيارات. لم يحتمل احد ركاب التاكسي، وهو مناضل سجن في عهد الاحتلال واصيب ومنع من السفر لمدة 23 عاما، صرخ محاولا الخروج من التاكسي لمواجهة هؤلاء الزعران ممن يشوهون كل ما هو وطني وانساني، منعته بالقوة فلا نضاله الطويل ومعاناته لأجل مستقبل مثل هؤلاء سيشفع له امام بنادقهم الرعناء. مهزلة بكل معني الكلمة اكتملت بأن حطم هؤلاء المغاوير جزءا من السور الحدودي مع مصر وقتلوا اثنين من افراد الشرطة المصرية من الغلابة الكادحين. هذا السور الذي لم يجرؤ احدهم علي الاقتراب منه ايام الاحتلال سوي المقاومين الحقيقيين ولا اعتقد ان ايا من هؤلاء كان يوما ما مقاوما، ومرة اخري لم يكن هناك اي وجود للسلطة خلال هذه المهزلة وحسب احصائي الشخصي لم يزد عدد المسلحين الذين احتلوا المعبر عن ثلاثة عشر وكان من السهل جدا السيطرة عليهم من قبل قوات الشرطة والأمن الوطني لو كان هناك نية!! وبالمناسبة تبرأت كتائب شهداء الاقصي من فعلتهم هذه في اليوم التالي ولكننا لم نسمع بأي اجراءات تأديبية بعد!!وقاحة شديدة واستهتار بكل القيم واستعراض عضلات بينه وبين الشهامة ملايين الفراسخ والأميال واستقواء علي مدنيين عزل من ابناء شعبهم ممن يدعون حمايتهم، خليك في حالك احسن لك قالها لي بلهجة تهديدية احد الملثمين، في سيارة مسلحة من 40 شخصاً من كتائب الاقصي كانت في طريقها لاحتلال بلدية خان يونس القديمة، عندما سألته ببلاهة وسخرية مقصودة: اهناك اجتياح اسرائيلي؟؟الوضع الأمني يتدهور يوميا من سيئ الي اسوأ ومعنويات افراد الشرطة والأمن الوطني في الحضيض وحتي نكون منصفين كيف نتوقع منهم مقاومة الفلتان وهم لا هيبة لهم ولا حماية من قياداتهم علي الاطلاق. ان ما حدث ويحدث من اعتداءات علي الكثير من افراد الشرطة دون عقاب للمعتدين يبرر وللأسف مقولتهم احنا مش قد العائلة الفلانية او المجموعة المسلحة هذه او تلك فقد وصلت المهزلة حد ان تطالب العائلات بثأرها من الشرطة وتسليم افراد الشرطة المتهمين بالدفاع عن مواقعهم عند الهجوم عليها والذي ينتج عنه مقتل او جرح بعض المهاجمين. بل وفي عدد من الحالات تم الاعتداء علي منازل افراد الشرطة ومرة اخري بلا رادع او عقاب للمعتدين!!غالبية الناس في غزة أوصلهم الخوف وانعدام الامان الي حالة واضحة من اللامبالاة فلا الانتخابات تهمهم بل ويشككون دوما في امكانية اجرائها في ظل الفلتان الأمني الشديد ومعهم حق فمن الذي سيمنع أي مجموعة مسلحة من تدمير مركز او اكثر من مراكز الاقتراع ان لم تعجبهم النتيجة؟ومن الملموس جدا تراجع الاهتمام بالقضايا السياسية كثيرا فنادرا ما تسمع نقاشا عن المستوطنات او الجدار، القدس واللاجئين، كل الحديث عن القلق من المستقبل في ظل الظروف الأمنية المتردية. لسان حال الشارع الفلسطيني يكاد يكون مجمعا علي حقيقة ان لا نية لدي الاجهزة الأمنية المتناحرة لضبط الحال وان الرئيس محمود عباس لا يسيطر علي هذه الاجهزة التي توالي قادتها المباشرين، وبعض القادة السياسيين ممن كانت لهم مواقع أمنية قوية. والنظرية المنتشرة بشدة هو ان الهدف من وراء الفلتان الأمني هو ايصال الأمور الي نقطة الخطر الشديد الشامل وعندها تمهد الطريق لقدوم القيادة الامنية الجديدة القديمة التي ستتسلم الأمور، بدلا من القيادة السياسية الحالية، والتي ستعيد الأمن والامان بدعم من يقومون بالتجاوزات والاعتداءات وهم اعضاء في الاجهزة الامنية المتعددة وكلهم معروفون لدي قياداتهم. ولو كان هناك نية لوقفهم لاتخذت بحقهم اجراءات اولها قطع رواتبهم علي سبيل المثال.نقطة هامة اخري هي قدرة السلطة المذهلة علي حماية مواكب وقوات المسؤولين الكبار حتي دبانة لا تستطيع الوصول اليهم فكيف لا يستطيعون حمايتنا من هؤلاء الأوباش، والكلام لراكب كان معي في سيارة اجرة من خان يونس الي غزة.وحتي لا اكون قد طرحت الداء دون اقتراح الدواء اعرض علي السيد وزير الداخلية، خاصة وان الخطر وصل الي باب بيته بالامس في رام الله، ان كانت له نية في ضبط الفلتان الأمني، السيناريو الافتراضي التالي: تتقاتل عائلتان في احدي مدن قطاع غزة بالاسلحة النارية، القذائف المتفجرة، وبقية الاسلحة، يرسل وزير الداخلية مئات ان لم يكن الاف العناصر من الشرطة والاجهزة المختلفة، و عندنا منهم الالاف المؤلفة لتحاصر منقطة النزاع وتغلقها من جميع الجهات وتطالب المتقاتلين بايقاف القتال والاستسلام وفي نفس الوقت تسمح للمدنيين بمغادرة المنطقة الي اي مكان يريدونه، ويستمر الحصار والاغلاق، ولو لشهور طويلة، حتي يتحقق الهدف. ويطبق نفس الشيء عند احتلال مكاتب حكومية او اغلاق طرق عامة او مهاجمة مخافر شرطة او اي شكل آخر للخروج علي القانون. هذا ليس رأيي الشخصي فقط ولكنه مطلب الغالبية العظمي من الناس المتضررين عندها فقط ستبدأ السلطة في استعادة هيبتها المفقودة. ويحسب هؤلاء المارقون نتائج افعالهم.اليس من المخجل ان يحدث هذا كله في وقت تستمر فيه اسرائيل في قصف شمال قطاع غزة واغتيال مقاومينا في غزة والضفة وبناء الجدار الفاصل وخنق حرية اهلنا في مختلف انحاء الضفة وعلي حدود قطاع غزة. وأقول لكل المقاتلين من مختلف العائلات ولكل الخارجين علي القانون من كتائب وصقور وألوية وغيرها عار عليكم.وأقول للسيد رئيس السلطة ووزير الداخلية وقادة الاجهزة الامنية والمتنفذين من القيادات السياسية، اما ان تحققوا الأمن للمواطن وهذا ابسط حقوقه واما فلتكن عندكم الشجاعة للاعتراف بالفشل والرحيل.ہ كاتب من فلسطين8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية