نيويورك- الأمم المتحدة- “القدس العربي”::
قالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان الأحد إنها طلبت “تفسيرا” من جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد “انتهاكات مروعة” طالت عديدها وإحدى قواعدها في جنوب لبنان، وذلك بعد مطالبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بإبعاد اليونيفيل من الحدود.
وأوردت اليونيفيل في بيان “نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”، موضحة أنها طلبت “من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة” بعد دخول قوة إسرائيلية لأحد مواقعها “عنوة” واعتراض حركة عناصرها قرب الحدود مع لبنان.
وأوضحت القوة في بيانها أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية، “قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة”، ثم غادرتا “بعد حوالي 45 دقيقة”. وقالت إن إطلاق رشقات نارية لاحقا شمال الموقع ذاته “أدى إلى انبعاث دخان كثيف” عانى على أثره “15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة”.
وجاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت “حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل ومنعوها من المرور”، وفق البيان.
النص الكامل لبيان اليونيفيل
فيما يلي نص بيان اليونيفيل كما وزع في الأمم المتحدة:
في وقت مبكر من صباح اليوم، رصد جنود حفظ السلام في موقع للأمم المتحدة في رامية ثلاثة فصائل من جنود الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان.
عند حوالي الساعة 4:30 صباحاً، وبينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوةً، وقد طلبوا عدة مرات إطفاء أنوار القاعدة، ثم غادرت الدبابتان بعد حوالي 45 دقيقة، وذلك بعد احتجاج اليونيفيل من خلال آلية الارتباط التابعة لنا، معتبرين أن وجود الجيش الإسرائيلي يعرّض جنود حفظ السلام للخطر.
وعند حوالي الساعة 6:40 صباحاً، أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالاً، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة. ويتلقى جنود حفظ السلام العلاج اللازم.
بالإضافة إلى ذلك، أوقف جنود الجيش الإسرائيلي يوم أمس حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور. ولم يكن من الممكن إكمال تلك الحركة المهمة.
للمرة الرابعة في غضون يومين، نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
إن خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكاً صارخاً آخر للقرار 1701 (2006). وأي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701. إن ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وأي تقييد لهذا يعد انتهاكاً للقرار 1701.
وقد طلبنا من الجيش الإسرائيلي تفسيراً لهذه الانتهاكات المروعة”.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد أصدر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام بيانا على خلفية الأعمال العدائية المستمرة في جنوب لبنان والهجمات التي ضربت مواقع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان “اليونيفيل” وإصابة عدد منهم، أكد فيه أن اليونيفيل ستظل في جميع مواقعها ويظل علم الأمم المتحدة يرفرف فوقها.
وجاء في البيان أن الأمين العام يؤكد على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات دون قيد أو شرط.
وكانت قوة تابعة لليونيفيل قد تعرضت صباح اليوم الأحد إلى حادثة مقلقة حيث تم اختراق باب مدخل أحد مواقع الأمم المتحدة عمداً بواسطة مركبات مدرعة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى دباباته دخلت لعدة أمتار داخل موقع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في جنوب لبنان أثناء محاولتها إجلاء جنود مصابين اليوم الأحد.
وذكر الجيش في بيان إن تصرفاته لم تشكل أي خطر على قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
(وكالات)