اليمن: المخابرات تعتقل مراسل قناة الجزيرة لساعات اثر محاولته تصوير المسجد الذي فر 23 معتقلا من خلاله
اليمن: المخابرات تعتقل مراسل قناة الجزيرة لساعات اثر محاولته تصوير المسجد الذي فر 23 معتقلا من خلالهصنعاء ـ القدس العربي من خالد الحمادي:اعتقل الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) في اليمن أمس مراسل قناة الجزيرة بصنعاء أحمد الشلفي ومصور القناة علي البيضاني ومساعدهم عبد الغني الشميري لساعات اثر محاولته تصوير مصلي النساء في مسجد الأوقاف المجاور لمعتقل الجهاز والذي ذكرت المصادر الأمنية أن 23 معتقلا من عناصر القاعدة فروا من خلاله عبر نفق أرضي تم حفره بين الجانبين.وقال الشلفي لـ القدس العربي تفاجأت برجال الأمن يعتقلوني ومن معي من الزملاء علي الرغم من أننا لم نبدأ عملية التصوير للنفق الذي قيل انه تم حفره من مصلي النساء في مسجد الأوقاف المجاور لجهاز الأمن السياسي وتمكن المعتقلون الثلاثة والعشرون من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة الهروب من خلاله الجمعة الماضي .وأوضح أنه فقط حاول الاستئذان من رجال الأمن الذين يفرضون علي المنطقة طوقا أمنيا مشددا، لتصوير النفق الذي قيل انه في مصلي النساء، ولكن رجال الأمن اعتقلوه علي الفور بدلا من السماح له بذلك أو الاعتذار.وأضاف فاجأوني أثناء التحقيق بكيل سيل من الشتائم والأسئلة المستفزة، عن اتجاهي السياسي وعن الجهة (!!) التي أعمل لحسابها . الي ذلك قال مدير مكتب قناة الجزيرة بصنعاء مراد هاشم ان الزميل احمد الشلفي (مراسل) وعلي البيضاني (مصور) وعبد الغني الشميري (فني مساعد) احتجزوا لدي سلطات الأمن علي خلفية قيامهم بمهمتهم الصحفية . وذكر أنه فقد الاتصال بالشلفي وبزملائه الاخرين، قبل أن يتصل الشلفي به مطمئنا بعد الساعة الرابعة عصرا. من جهته دعا الوكيل الأول لنقابة الصحافيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد الي عقد لقاء يجمع الصحافيين اليمنيين بقيادة الأجهزة الأمنية لمحاولة امتصاص الحالة العدائية للصحافيين من قبل رجال الأمن. وقال سعيد ان الدعوة تأتي كمبادرة منه تهدف الي تقريب وجهات النظر بين الصحافيين والأجهزة الأمنية وبحث المشاكل العالقة بين الجانبين . وأكد أنه سيقدم هذه المبادرة الي مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين خلال الاجتماع القادم وطالب زملاءه بدعم مبادرته للخروج من أزمة العلاقة المختلة بين الجانبين الصحافي والأمني. وكان مسؤول في جهاز الأمن السياسي ذكر أنه تم الافراج عن أحمد الشلفي واثنين من زملائه العاملين في مكتب الجزيرة بعد ساعات في سجن الأمن لمحاولتهم تصوير المسجد الذي فر منه 23 محكوما بقضايا الارهاب، منها تفجير المدمرة الأمريكية (كول) وناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ). وأبلغ المسؤول نقابة الصحافيين التي اتصلت به للاستفسار عن وضع الشلفي أنه وبسبب أن المسجد محرز لاستكمال التحقيقات فقد اعتقل الحراس طاقم مكتب الجزيرة أثناء محاولتهم التصوير قبل ان تتدخل قيادة الأمن وتفرج عنهم . تجدر الاشارة الي أن الشلفي كان تعرض الشهر الماضي الي عملية نشر علي نطاق واسع لاحدي مكالماته الهاتفية مع زوجته بواسطة ملف صوتي عبر البريد الالكتروني، وتم ارسال نسخة منها الي قيادة القناة في الدوحة. وذكر الشلفي أن هذه المكالمة أجريت بينه وبين زوجته قبل نحو سنة وسبعة أشهر، وأن المتصنتين علي مكالماته احتفظوا بها الي اليوم، ونشروها مؤخرا لأسباب لا يعرف أبعادها ولا دوافعها.وقوبل نشر هذه المكالمة الهاتفية للشلفي باستنكار واستهجان كبيرين داخليا وخارجيا، حيث استنكرت نقابة الصحافيين اليمنيين ذلك، وجوبه بسخط كبير بعقد لقاء تضامني مع الشلفي، كما أعلنت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها استنكارها لهذا الأسلوب غير الأخلاقي.من جانب آخر أكد امام جامع الأوقاف رياض الغيلي أنه اعتقل من قبل جهاز الأمن السياسي لمدة ثلاثة أيام، وان أفراد الأمن داهموا منزله ليل الجمعة الماضي بعد أن اعتقلوا بعضا ممن زاروه خلال ذلك اليوم. وذكر أنه لم يحقق معه من قبل رجال الأمن السياسي بل من قبل النيابة العامة.وقال الغيلي أبلغت الأمن السياسي قبل ظهر ذلك اليوم عن اكتشاف حفرة في حمامات مصلي النساء وأن الأمن قام بتحريز المصلي قبل أن نسمع من وسائل الاعلام عن هروب 23 من المعتقلين في الأمن السياسي علي ذمة قضايا ارهابية .ونسب موقع (نيوز يمن) الاخباري المستقل الي الغيلي قوله جرت العادة أن مصلي النساء لا يفتح الا يوم الجمعة، وأن القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار الفكري مع المتطرفين والخطيب السابق للمسجد، زار المكان عصر الجمعة بناء علي طلب من رواد المسجد . وأكد أن الحمامات كانت في نهاية النفق وليست بدايته حيث لا توجد مخلفات في المصلي الذي يشهد أسبوعيا مشاركات من النساء للصلاة فيه، وأن التكسيرات الأرضية للحمام تؤكد أن الحفر كان من أسفل .وأضاف أنه سبق لهم أن أبلغوا حراسات الأمن السياسي حول المسجد أنهم يسمعون أصوات حفريات وأن الحراسة قالت لهم ان ما يسمعونه هو خيالات وأوهام.وأوضح الغيلي أن طول النفق الذي هرب منه المعتقلون لا يتجاوز 50 مترا، منها 35 مترا داخل أسوار جهاز الأمن السياسي.