اليمن: السلطة تشن حملة شعواء علي حكام عدن في الذكري العشرين لمجزرة 1986 الدامية بين رفاق الحكم

حجم الخط
0

اليمن: السلطة تشن حملة شعواء علي حكام عدن في الذكري العشرين لمجزرة 1986 الدامية بين رفاق الحكم

جعلت من هذه الذكري موسما لـ تصفية الحساب مع قيادات الجنوب الاشتراكييناليمن: السلطة تشن حملة شعواء علي حكام عدن في الذكري العشرين لمجزرة 1986 الدامية بين رفاق الحكمصنعاء ـ القدس العربي ـ من خالد الحمادي:شنت السلطة في اليمن حملة شعواء علي حكام عدن السابقين إبان الحكم الاشتراكي لليمن الجنوبي السابق، في الذكري العشرين لمجزرة 13 كانون الثاني (يناير) 1986 التي دارت بين رفاق السلطة والسلاح من قيادة الحزب الاشتراكي، وتبادلت الاتهامات معهم حيال تلك الأحداث في محاولة منها لإلصاق الوجه القبيح بهم وبهم وحدهم.وبدأت حملة السلطة بافتتاحية صحيفة الثورة اليومية الرسمية التي حملت عنوان يوم السعادة ويوم الشؤم ذكّرت فيها من يتوهّم أو يعتقد بأن التاريخ سينسي من اقترف (…) الأعمال المشينة هو خاطئ.. مهما حاولوا تجميل ماضيهم الأسود المليء بالمآسي والويلات التي تجرعها شعبنا بسببهم في كل أنحاء الوطن ابتداء بأحداث أعوام 1981 و1982 و1986 وانتهاء بما لحق بشعبنا جراء حرب الانفصال عام 1994 من أضرار وإزهاق للأرواح وخسائر تجرعها اقتصادنا الوطني . وتحدثت الافتتاحية عن مدينة عدن بين عهدين، الاشتراكي والحالي، وأشارت إلي أن هذه المدينة الساحلية الرائعة استقبلت خلال إجازة عيد الأضحي في الأيام الماضية أكثر من 700 ألف زائر يمني من مختلف المحافظات الأخري، وأنهم جاءوها من أقصي شمال الوطن إلي أقصي جنوبه، ومن أقصي شرقه إلي أقصي غربه خلال عطلة عيد الأضحي المبارك .وقالت إن الفرق بين عدن يوم 13 كانون الثاني (يناير) 2006 وبين عدن يوم 13 كانون الثاني (يناير) 1986 كالفرق بين الحياة والموت، وشتان بين يوم مليء بالبهجة والفرح والإنجاز والتطور والحرية والكرامة، وبين يوم دام ومشؤوم مقترن بالموت والسحل والفزع والنهب والتخريب والتدمير لكل شيء .وأشارت إلي ما سببته الأحداث الدامية في ذلك اليوم المشؤوم الذي اشتهر بـ أحداث 13 كانون الثاني/يناير 1986 من تصفيات وقتل للكثير من المناضلين والثوار الذين قارعوا الاستعمار وناضلوا واستبسلوا من أجل الحرية والاستقلال والانتصار للثورة اليمنية الخالدة، ولما لحق بالمواطنين الأبرياء من قتل وفزع ونهب وتشريد جراء تلك المذبحة الشنيعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا.. نتيجة لنزعات التسلط والأنانية والمناطقية.. والذاتية .وأوضحت أن تلك الأحداث الدامية كانت بسبب فتنة أشعلها نفر من الناس لا يحسبون للآخرين حسابا.. ولا يضعون لغيرهم اعتبارا.. أعمتهم مصالحهم الأنانية ونزواتهم التسلطية .وحاولت أن ترمي بأدواء تلك الأحداث لبعض القادة الحاليين ممن لا زالوا يشكلون تهديدا أو إزعاجا عابرا علي السلطة بين الحين والآخر ووصفتهم بالانفصاليين، حتي تسكت أصواتهم الشاحبة أو نشاطاتهم المقلقة، وقالت إن أبناء شعبنا لم يعد تنطلي عليهم الكلمات المعسولة المبطنة بروائح الانفصالية الكريهة والنزعات المناطقية القذرة والوقحة التي يجب أن يساءل عليها قانونياً كل من يتشدق بها كون الوحدة اليمنية ثابتاً أساسياً من الثوابت الوطنية التي لا يجوز التهاون مع من يحاول المساس بها أو التعرض لها .وأكدت وبلغة شديدة وحادة جدا علي أن الوحدة ليست رأيا ورأيا آخر ومن يتطاول عليها فهو انفصالي وعنصري ومناطقي وحاقد ومريض قلبه .وعلي الرغم من أنها لم تشر إلي أسماء الأشخاص الذين اتهمتهم بهذه الأدواء، إلا أن الجمهور قرأ ما بين السطور، وأيقنوا أن هذه اللهجة القاسية غير المسبوقة تتجه نحو بعض الشخصيات الحاكمة لعدن خلال الحقبة الاشتراكية، وبالذات خلال منتصف الثمانينات والتي شهدت تلك الأحداث الدامية، ومن بينهم الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، الذي كان أحد أطراف تلك الأحداث وفرّ بعدها مع قواته إلي اليمن الشمالي (سابقا) ويعيش حاليا في المنفي الاختياري بين سورية والإمارات العربية المتحدة.ويري مراقبون أنه علي الرغم من انتفاء كافة المخاوف من جانب علي ناصر محمد علي السلطة الحالية، إلا أنه قد يشكل مثل ذلك في حال فكّر بالعودة لليمن وترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في أيلول (سبتمبر) القادم. الرئيس علي ناصر محمد وفي مقال مطول نشرته صحيفة الأيام العدنية في ذات الوقت الذي نشرت فيه افتتاحية الثورة ، دعا إلي تحويل ذكري 13 كانون الثاني (يناير) إلي يوم للتسامح . وقال إن المهم من تذكّر أحداث الصراعات التي شهدتها اليمن خلال نصف القرن الأخير من التاريخ السياسي المعاصر، هو أن نقف أمام دروسه وعبره، ليس لاجترار الماضي، أو توظيفه كله، أو جزء منه لأغراض سياسية آنية . وكان قال في مناسبات سابقة إنه لا جديد ولا غرابة أن يمر اليمن بمثل هذا الصراع في مختلف عصوره ومراحله القديمة والحديثة، ولكن كل الغرابة ألا يكون قد استفاد من دروس وعبر تلك الصراعات والأحداث .وانتقد بشدة كل العازفين علي وتر أحداث 13 من كانون الثاني (يناير) 1986 دون غيرها من الأحداث، لـ أغراض سياسية، وآنية ليست خافية علي شعبنا اليمني، وكأنه الصراع الوحيد الذي عرفه اليمن طوال تاريخه السياسي الحديث، بينما الحقيقة والواقع أن اليمن شهد صراعات دموية ومأساوية قبل الوحدة وبعدها في الشمال وفي الجنوب، راح ضحيتها في الشمال الآلاف وعدد من الرؤساء والزعماء السياسيين الذين يعرف شعبنا كيف تم ذلك بهم ، وهي المرة الأولي التي يلمح فيها علي ناصر لمقتل رؤساء الشمال سابقا.واعتبر العديد من المراقبين أن هذه الإشارة الصريحة التي أفصح عنها علي ناصر محمد توحي بوصول العلاقة مع السلطة الحالية إلي حالة من التأزّم أو عدم الرضي علي الأقل بينهما عن تصرفات الطرف الآخر، وبالذات مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية، التي قد تشهد العديد من تصفية الحسابات بين مختلف الأطراف. وحذّر ناصر من أن اجترار تلك المآسي، من قبل البعض لن يقود سوي إلي الأحقاد، وإلي الفتن، وسيفتح الشهية أمام سيل لا أول له ولا آخر، حول عشرات الأحداث الأكثر مأساوية قبل وبعد هذه الأحداث في الشمال أيضا وليس في الجنوب وحده .وقال وبعد كل هذه السنوات، أصبح لدينا قناعة تامة بأن الذي أدي إلي تلك الأحداث الدموية التي مر بها اليمن شمالاً وجنوباً سببه الرئيس هو غياب الديمقراطية، وتغييب المؤسسات حتي وإن وجدت شكلاً، ونهج التفرد بالقرار، وعدم قبول الآخر، وانعدام ثقافة الحوار، وغياب الحكم الصالح .موضحا أن أول الدروس من كل الأحداث التي مر بها اليمن، تتعلق بالحاجة إلي استخدام العقل والحكمة، والحوار والمصالحة لتجاوز آثارها وسلبياتها كلها، بدلاً من العبث واللعب بالنار.وأضاف أن اليمن لجميع أبنائه وهم متساوون في الحقوق والواجبات ، وأنه لتحقيق هذه المشاركة وضمانها لا بد من إشاعة الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وجعلها منهجاً للحكم والمجتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية