اليمنيون للسعودية: هل حان وقت المطالبة بالاراضي اليمنية؟

حجم الخط
0

هناك علاقة ازلية تربط الشعب اليمني بالشعب السعودي، حيث توجد كثير من العادات والتقاليد المشتركة، اضافة الى البعد الجغرافي المتداخل، لا يختلف اثنان ان العمالة اليمنية لعبت دوراً كبيراً في مجال التجارة والاعمار في المملكة السعودية، حيث كانت تعامل العمالة اليمنية بشيء من الخصوصية عن غيرها من الجاليات الاخرى فهي اي العمالة اليمنية من اقدم الجاليات في السعودية على الاطلاق، فالمملكة السعودية فتّحت عيناها على النفط والاعمار لتجد العمالة اليمنية امامها من غير داعٍ ولا دعوى، كما ان التجار اليمنيين هم من اغنوا السوق السعودية بفن التجارة، كما اسهموا في اقامة كثير من مشاريع البناء في بداية نهضة المملكة من بداية السبعينيات من القرن الماضي لحرفيتهم وفهمهم بالتجارة من قديم الزمن، ومن امثال هؤلاء باغلف وبانافع وبن لاذن، وقد اصبحوا بعد ذلك من اكبر التجار السعوديين بعد ان استوطنوا واصبحوا من اهل البلد والقائمة تطول، كانت السياسة الخارجية للمملكة السعودية تجاه اليمن هي اخضاع اليمن للتبعية الاقتصادية المرتبطة بوجود العمالة اليمنية في السعودية، اضافة الى بعض الدعم المادي المحدود فهي اي الحكومة السعودية لم تكن يوما لتسرف في العطاء السخي لليمن حتى تضل التبعية المطلقة، وهذا ما كان يحدث على مر الزمان، كما ان القرار السياسي في اليمن سواء اكان ذلك بما يتعلق بالشأن الداخلي او الخارجي لم يكن يوماً سيادياً بل كان دائما يخضع قبل صدوره لغربلته من قبل الجهات المختصة في الجارة المباركة، وكان هذا هو المفهوم السائد في العلاقة بين البلدين التابع والمتبوع ولربما يضل هذا الى اجلٍ طويل.
الورقة التي كانت بيد الحكومة اليمنية والتي لم تظهرها ابدا حتى احترقت وتلاشت ولا تكاد تظهرها خوفاً من قسوة الرد السعودي هي الاراضي اليمنية الخصبة في نجران وجيزان وعسير، والتي استأجرتها المملكة السعودية من الامام البدر ابان حكمه لليمن لمدة معينة من الزمن، وانقضت المدة ولم يُبت في الامر حتى تنازل الرئيس المخلوع صالح عن الحق بها، ترى هل بذهابه يظهر السؤال من جديد!؟ فكما تعاملوا تُعاملوا، اضافة الى ان شيوخ القبائل اليمنية المحاذية للسعودية، مثل حاشد وبكيل وغيرها يحصلون على السيولة المالية من حكومة المملكة اكثر مما يحصلون عليه من حكومة صنعاء، وقد شكلوا ويشكل هؤلاء اوراق ضغط بيد الممولين ضد حكومة صنعاء في كثير من القضايا.
اما اليوم فقد اختل التوازن بعد ان اصبحت العمالة اليمنية عبئا على السوق السعودية اكثر من نفعها فطردت الجهات السعودية المعنية ما يقارب الاربعين الف عامل يمني من الاراضي السعودية خلال شهر مارس الماضي فقط، بعد ان أودع الكثير منهم في السجون لايامٍ قبل تسفيرهم وكانوا يُعاملون كالحيوانات لا كاشقاء عرب ومسلمين وجيران للدهر، بعد ان سقطت المزايا تجاه العمالة اليمنية، رغم ان حق الجار قد اوصى به الله ورسوله، وبهذا تكون السلطات السعودية قد زادت الطين بلة، لما يعانيه الشعب اليمني الفقير، ليس هذا فحسب بل سيّجت الحدود ببناء جدارعالٍ لا يستطيع الدخول منه احد ولا تخطيه، نحن مع السيادة السعودية لحماية حدودها، ولكن ذلك بمثابة وضع كثير من الشعب اليمني الذي كان يعيش من مردود العمالة تحت الاقامة الجبرية، ولن يأتي ذلك بخير لصانعيه فلربما تكون ردات الفعل اكثر مما يتصوره صانعو القرار المجحف، فالشعب اليمني يعلم ان البحر وراءه والسعودية امامه، والمثل العربي يقول قطع الاعناق ولا قطع الارزاق.

د. صالح الدباني – امريكا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية