الوجود العسكري الامريكي في الاردن لم يعد ‘شعبيا’ وإتهامات للأخوان بالسعي لعسكرة الحراك بعد ‘المشي المنتظم’ والجميع ضد التورط مع بشار

حجم الخط
2

عمان ـ ‘القدس العربي’:تأكيد المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الشيخ همام سعيد بأن جماعته لن تشتري البضاعة الأمريكية الجديدة المتعلقة بسيناريوهات العمل العسكري ضد خصمها الرئيس بشار الأسد له سياسيا وإعلاميا ما يبرره.
الجماعة تريد القول لأنها لا زالت في الخندق الأخر المعادي للأمريكيين والمطالب بإصلاح النظام الأردني.
سعيد تحدث عن رفض الأخوان لوجود قوات أمريكية في الأردن حتى لو كان الهدف العمل ضد بشار الأسد في محاولة واضحة للتماهي مع موقف شعبي معارض وبقوة لوجود الأمريكيين في الأردن.
حصل ذلك بعدما رفض الأمين العام لحزب الأخوان الشيخ حمزة منصور دعوة من السفير الأمريكي ستيوارت جونز للمشاركة بحوار.
براغماتيا يحاول الإسلاميون وأمام الشارع الأردني إظهار مسافة متباينة بين موقفهم من العمل على إسقاط نظام الرئيس بشار وبين موقف الأمريكيين.
يحصل ذلك في الوقت الذي تفترض فيه الدبلوماسية الأمريكية بأن شغف قيادات الأخوان المسلمين بالتغيير في سوريا قد يدفعهم للشراكة مع المجهودات المتوقعة تحديدا على الحدود الأردنية تحت لافتة التصدي للصواريخ الكيميائية.
الأخوان هنا قالوا ‘لا’ عمليا لصفقة واضحة المعالم بالسياق وموقفهم عبر عنه الشيخ سعيد عندما ميز بين العمل مع الأمريكيين لمصلحة إسرائيل أو لحماية الشعبين الأردني والسوري.
ولذلك أسباب على الأرجح وفقا للناشط السياسي محمد خلف الحديد فالسلطة إشتغلت بقوة خلال الأسابيع الماضية على تفكيك وحدة البيت الأخواني من الداخل والإعلام الرسمي بقيادة جريدة الرأي الحكومية بدأ بحملة جديدة ضد الإسلاميين قوامها إتهامهم بالسعي ‘لعسكرة’ الحراك.
في الواقع تبدو تهمة العسكرة مختلقة تماما ومبالغا فيها لان بعض شباب الأخوان قرروا بعد ضربهم في مدينة إربد المشي بإستعراض جماعي منظم لإظهار القوة الذاتية.
وهو سلوك إنتهى بموجة إدانة شاملة على قاعدة أن الإستعراض كان عسكريا ويهدف لتهديد النظام وهو ما نفته كل قيادات الحركة الأخوانية وعلى رأسها الرجل الثاني الشيخ زكي بني إرشيد.
عمليا نظم الأخوان المسلمون في الماضي مسيرات مماثلة وأرسلوا نفس رسالة ‘المشي المنتظم’ عندما تم تسليط الزعران والبلطجية بإسم الولاء عليهم بدعم من السلطات.
لكن جهة ما وعبر وسائل الإعلام الحكومية عملت على توسيع سياق الحملة والمبالغة التي وصلت حد إتهام بعض القيادات بالعمل على إسقاط النظام علما بأن فكرة المشي المنتظم الإنفعالية لم تكن ضرورية وكان يمكن الإستغناء عنها كما يقول عضو البرلمان البارز خليل عطية وهو يؤكد بأن الشعب الأردني لا يعرف ولا يعترف إلا بقناة واحدة للتعبير الإستعراضي عن العسكرية وهي الجيش العربي مشددا على ضرورة العودة لطاولة الحوار مع قوى المعارضة وعلى رأسها التيار الإسلامي.
بالسياق بدا أن حلقات حراكية نشيطة تحاول التركيز على جزئية الوجود العسكري الأمريكي في الأردن رغم الإعلان الرسمي عن سبب هذا الوجود حيث حذر برلمانيون من أي تفاهمات عسكرية مع الأمريكيين لها علاقة بالملف السوري وطلب رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ترقب تطورات مهمة على الجانب الحدودي بين الأردن وسورية.
خلافا لكل مرة لا يبدو أن وجود عسكريين يحظى بأي شعبية فالإعلان الرسمي عن وصول 200 جندي أعقبته حملة بيانات شرسة تجاوزت تحذير النظام من الغرق في المستنقع السوري ووصلت لحد التلويح بإتهام النظام بالمشاركة بالمؤامرة على سورية.
اللافت في هذا السياق هو محاولات ‘تسييس’ المسألة وإخضاعها لحسابات الحراك الشعبي والخطاب السياسي فعلى مدار السنوات العشر الماضية كان الوجود العسكري الأمريكي شبه ثابت في الأردن وعلى فترات ونظمت العديد من المناورات العسكرية مع الأمريكيين دون الإعتراض عليها خلافا لهذه المرة.
وعمليا تقول الدولة الأردنية يوميا بكل اللغات بأنها حليفة وصديقة للولايات المتحدة وتتلقى معونات عسكرية والتعاون الأمني والعسكري بين الطرفين ليس جديدا.
لكن عاصفة الإعتراض هذه المرة مبرمجة على مقاس الملف السوري الذي لا زال يتسبب بشرخ كبير داخل المجتمع الأردني عبر عنه بوضوح الأخوان المسلمين خلال اليومين الماضيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شعوب الوطن العربي:

    الشعوب العربية 300 مليون واعية تماما لهذه المؤامرات وهي ستتصدى لكل عدوان على سورية العروبة و الامة العربية . المرحلة الحالية هي مرحلة الهزيمة و الافلاس للمستعمرين الجدد بعد بوادر النصر للجيش العربي السوري الوطني و شعبه المقاوم 23 مليون اضافة لعشرات الملايين من العرب الشرفاء الجاهزون للدفاع عن الوطن العربي و لن يسمحوا مطلقا ياستباحة الحدود السورية و العربية . الان هتاك خطط خبيثة بتوظيف بعض الدول العربية و الضغط عليها و المتاجرة بارزاقها لكي تدخل بعض الجنود الاستعماريين و نصب صواريخ على الحدود و اجراء مناورات عدوانية ضد سورية او تدريب العصابات السورية لتخريب بنية سورية او لفتح ممرات جوية للعدو الاسرائيلي في تلك الدول العربية المجاورة وهذه مؤامرة خطيرة ضد العرب لن تنساها الشعوب و التاريخ . لا يجدي التلاعب بالالفاظ كالتسلل الى حدود دولة مستقلة بذريعه كاذبة و هي محاربة الارهاب كما حصل في العراق و غيرها ويجب عدم استعمال هذه الاسطوانات المشروخة التي ملت منها الشعوب العربية و ستتصدى لها حتما و بكل قوة .

  2. يقول احباء الوطن:

    على جميع العرب الاستعداد التام للتصدي للغزو الامريكي و الغربي متى حصل وهو سيؤثر على استقرار الشعب العربي المجاور لسورية في مدنه و ستصبح هدفا للتدمير و سيضعف اقتصاده وقد ينهار . رغم ان 80% من العالم و دول البريكس لن تقبل مطلقا باي تسلل للحدود العربية الى داخل دولة عربية مستقلة كسوريا و سترسل اساطيلها و قواتها الضاربة لحما ية سورية واية حماقات متهورة ستعجل بضعف النظام الامريكي حتما الذي لن يستطيع مقاومة عشرات الملايين من الجيوش الشعبية العربية ايضا و الموضوع ليس نزهة . اما بالنسبة لتصريح النظام الامريكي بانه يضمن امن المتعاونين معه فهو كلام فارغ لا يوثق به ولعل تجربة شاه ايران و الرئيس اليمني السابق و الرئيس السابق مبارك و غيرهم تثبت ذلك .

إشترك في قائمتنا البريدية