النقابة الوطنية للصحافة المغربية ترفض عرضا ماليا من الخارجية الامريكية
النقابة الوطنية للصحافة المغربية ترفض عرضا ماليا من الخارجية الامريكيةالرباط ـ القدس العربي : رفضت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عرضا من وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم دعم للصحافة العربية المستقلة قيمته خمسة ملايين دولار واعتبرت أن هذه الأموال مشبوهة تهدف الي خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة.واعلنت الخارجية الأمريكية عن مشروعها الجديد لتمويل ما أسمته الاعلام الحر بالشرق الأوسط وشمال افريقيا شريطة الانخراط في ما تسميه التغيير الديمقراطي في المنطقة .وقال عبد الله البقالي نائب الامين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لـ القدس العربي ان وفدا من البرنامج التابع للخارجية الأمريكية زار النقابة لاستطلاع رأيها في ما يتعلق بهذا التمويل وأن المكتب الوطني للنقابة تدارس العرض من جميع جوانبه وقرر رفض هذا الدعم جملة وتفصيلا .وعلل البقالي الرفض بكون هذا الدعم يندرج في سياق اخراج سياسي جديد في اطار مشروع الشرق الأوسط الكبير مما يعني أن هناك أهدافا أمريكية سياسية من وراء المشروع، وبالتالي فهو دعم غير بريء .وقال البقالي يكفي أن يكون العرض أمريكيا لكي يُرفض لان الولايات المتحدة هي آخر جهة يمكن أن تتحدث عن دمقرطة العام العربي، وهي التي حمت الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي وفي العالم بأسره .وأكد لا يمكن للنقابة أن تقبل هدية من أمريكا بيد، في حين أن اليد الامريكية الأخري تباشر التقتيل في العراق وتساند المجازر في الأراضي الفلسطينية المحتلة .واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن هذه الأموال مشبوهة وأنها تهدف الي التدخل في الشؤون الداخلية للدول .واعتبر الكاتب العام للنقابة يونس مجاهد أن الولايات المتحدة التي كانت وراء اغتيال عدد كبير من الصحافيين واستهداف آخرين غيرهم، والتي ينضح سجلها الحقوقي بانتهاكات سافرة في أبو غريب وغوانتانامو وغيـــرها لا يمكن التعامل معها علي أنها راغبة فعلا في تطوير الاعلام المستقل.ويأتي موقف النقابة الوطنية للصحافة المغربية منسجما مع مواقف تنظيمات مهنية أخري مثل نقابة الصحافيين المصريين التي رفضت هي الأخري الدعم الأمريكي، ومع قرار عدد من الهيئات السياسية والحقوقية مقاطعة الأنشطة الأمريكية.ويهدف المشروع الذي يديره مكتب مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية، يهدف الي دعم الصحف والقنوات التلفزيونية والاذاعية المحلية في المنطقة التي تقبل بالانخراط في المشروع الأمريكي الذي ظاهره دعم قيم الديمقراطية والتعددية ونبذ العنف،وباطنه دعم المشروع السياسي الأمريكي، بحسب رأي المتتبعين.وكان هذا المشروع أطلقه الرئيس الأمريكي لتشجيع التغيير الديمقراطي من خلال برامج موجهة أو مساع ديبلوماسية بالمنطقة العربية ، ويشترط الدعم في طالبيه أن يساهموا في بناء المشروع الأمريكي الذي تقول الولايات المتحدة انه توسيع الممارسة الديمقراطية والحرية السياسية .وتأتي هذه المحاولات الجديدة، التي يعتبرها البعض بمثابة رغبة في اختراق الاعلام العربي، بعد التقارير المتعددة التي صدرت من الادارة الامريكية نفسها حول فشل المشاريع الاعلامية التي ترعاها الولايات المتحدة بشكل مباشر، وعلي رأسها اذاعة سوا وقناة الحرة.