النساء الرابح الاكبر من عمليات التغيير

حجم الخط
0

النساء الرابح الاكبر من عمليات التغيير

المرأة اليمنية تجاوزت السعودية بأشواطالنساء الرابح الاكبر من عمليات التغيير بدأ يلوح في الافق مستوي نضج معين في الشارع العربي بمعدلات مختلفة ومن مجتمع الي آخر، هذا النضوج المتشكل في المجتمع المدني العربي والمتسارع في التوجه نحو التغيير والاصلاح العام وبروز المطالبات الشعبية الفاعلة والاساسية للسعي لتحقيق متطلبات الحد الادني لكل مجتمع من متطلبات قيم الحرية والديمقراطية ومشاركة المرأة في صنع القرار. عزي هذا الامر لتوجه الدول العظمي وجديتها الحقيقية في نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وقيم الحرية بعد ان كانت الدول العظمي تري ان مصالحها تكمن فقط في الحفاظ علي علاقات متينة مع دول وحكومات العالم الثالث مع غض البصر عن تلك القيم ـ سالفة الذكر ـ ومدي تطبيق حكومات الدول العربية والاسلامية في مجتمعاتها علي ارض الواقع.ومن ثمرة هذا النضج اخذت تطالب النساء اليمنيات من خلال ممثليها في المجتمع المدني بـ 30% من المناصب السياسية في الدولة من خلال تطبيق مشروع الحصص (الكوتا) في تفعيل مشاركة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن لتصبح المرأة من اصحاب القرار السياسي، في حين نري خطوة بطيئة للجارة المرأة السعودية المتمنية بتحقيق الاصلاحات في عموم المملكة، ولكن مع الاسف مطالب المرأة السعودية ما زالت مبتدئة ومقتصرة علي مطالب بديهية، مثل الحصول علي البطاقة الشخصية وجواز السفر والتنقل والسفر بلا محرم واجراء المعاملات الرسمية بدون وصي (ذكر) والسماح لها بقيادة السيارة وحقها في التصويت والترشح والانتخاب، وبذلك تكون المرأة اليمنية قد تجاوزت بعقود نظيرتها السعودية من حيث نوعية المطالب وعلو سقفها والحقوق القائمة الفعلية التي تتمتع بها المرأة اليمنية في مجتمعها كواقع معاش، فما تطالب به المرأة السعودية تجاوزته المرأة اليمنية بزمن طويل منذ حقبة شمال وجنوب اليمن وكرست ذلك الوحدة اليمنية بالانفتاح السياسي علي مصراعيه ومحاولة ترسيخ النهج الديمقراطي، بحيث اصبحت الديمقراطية خيارها الاستراتيجي والوحيد، وكذلك بفضل نشاط الحركات النسائية المتعددة في المجتمع المدني اليمني وعمل الاحزاب السياسية المتنافسة في هذا الاتجاه ومن خلال التوجه الديمقراطي في البلد. وتعزز هذه الحقيقة دراسة بحثية اعدها مركز المعلومات التابع لمجلة اٍكونوميست، اذ بلغ مؤشر الحرية السياسية والمدنية لليمن 4.30 نقطة من عشر نقاط بينما حصلت السعودية علي 2.80 نقطة واعدت في اسفل ذيل القائمة من عشرين دولة في الشرق الاوسط وتصدرت اعلي القائمة اسرائيل بـ 8.2 نقطة ثم لبنان 6.55 نقطة، فسورية 2.80 وليبيا 2.05. نقطة. وقد رصد اول تعاطي في السعودية مع الديمقراطية في فبراير/شباط 2005 عندما اجريت الانتخابات البلدية، لكن مازالت الملكية المطلقة تقاوم الضغوط من اجل الاصلاح. والطريف في الامر ان الدول التي تم احتلالها عسكريا او تخضع للاحتلال احتلت مكانة مرموقة في المؤشر اذ حصل العراق علي 5.5 نقطة، والاراضي الفلسطينية علي 5.5 نقطة، ولبنان اصبح حـــرا ولم يعد هناك اي احتلال عسكري. حافظ سيف فاضلكاتب وباحث اكاديمي6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية