المهم أن لا يسير خليفة شارون علي نهجه أحادي الجانب الذي لا يضمن السلام ولا يُحسّن وضع اسرائيل الاستراتيجي

حجم الخط
0

المهم أن لا يسير خليفة شارون علي نهجه أحادي الجانب الذي لا يضمن السلام ولا يُحسّن وضع اسرائيل الاستراتيجي

المهم أن لا يسير خليفة شارون علي نهجه أحادي الجانب الذي لا يضمن السلام ولا يُحسّن وضع اسرائيل الاستراتيجي منذ أن أوضح للخليط السياسي المسمي كديما بأن ارييل شارون نفسه لن يتمكن من قيادتهم، قام هؤلاء بتبني مصطلح جذاب جديد اسمه نهج شارون .رحيل شمس الشعوب عن الساحة السياسية يُتيح لحزب كديما من قبل موعد الانتخابات أن يدحض الادعاء بأنه حزب شخص واحد. الانتظام السريع من خلف قيادة ايهود اولمرت يهدف الي البرهنة علي أن هذا الحزب الوليد يملك قدرة أكثر من طول عمر القائد الأسطوري.الانتقال من مكانة المسافر العابر الي مقعد السائق يلزم أتباع كديما بأكثر من مجرد الظهور بمظهر القيادة البديلة للقائد المريض. اولمرت، شمعون بيرس، تسيبي لفني وحاييم رامون لن يخرجوا سالمين من فقدان الخطة السياسية الموجودة في عقل شارون اذا لم يتبنوها ويُخمنوا تفاصيلها المفترضة. السياسيون الذين يتوقعون أن يعاملهم الجمهور كقادة له ملزمون بالتحلي برؤية انتقادية للسياسة التي يقترحونها عليه. أولا، يتوجب عليهم أن يسألوا انفسهم اذا كان شارون يترك اسرائيل في وضع استراتيجي أفضل من ذلك الذي كانت عليه عندما تسلم قيادتها قبل خمس سنوات. هم ملزمون بالرد علي التساؤل اذا كان نهجه قد حسّن احتمالات وضع حد للصراع الدموي أم أنه قد أبعدها.شارون يترك من خلفه فك الارتباط أحادي الجانب عن قطاع غزة والتوقع بالقيام بفك ارتباط أحادي الجانب في الضفة. حسب الاستطلاعات التي أُجريت بعد دخوله المستشفي يبدو أن هذه الصيغة تضمن لـ كديما احراز النصر بقيادة اولمرت وبيرس ولفني ايضا. ولكن من قبل أن يتبنوا هذه الخطة بمحاسنها ومساوئها يجدر بهم أن يتمعنوا بالاستطلاع السنوي الذي يجريه مركز ترومان في الجامعة العبرية ومركز الابحاث الفلسطينية برئاسة الدكتور خليل الشقاقي في رام الله. هم سيكتشفون هناك أمرا أو اثنين بصدد ثمن الانسحاب من دون اتفاق.الاستطلاع الذي جري في شهر كانون الاول يُظهر أن 82 في المئة من سكان المناطق يعتبرون اخلاء المستوطنات في غزة انتصارا للكفاح المسلح. و68 في المئة يعتقدون أن الانتفاضة قد ساعدتهم في تحقيق أهداف وطنية وسياسية لم يكن بامكانهم أن يحققوها من خلال المفاوضات. آثار هذه المعطيات يمكن أن نجدها في الانتصار الكبير لمرشحي حماس في الانتخابات البلدية التي جرت في المناطق في الشهر الماضي، وفرضية فاعلية العنف وصحته ستؤدي حسب المتوقع الي رفع أسهم مرشحي فصائل الرفض في الانتخابات التشريعية المزمعة.خروج شارون من دائرة صناع القرار يجب أن يشكل فرصة لاعادة النظر في فرضية اللا شريك . شارون حصل علي هذه الفرضية كهدية من ايهود باراك وبيل كلينتون اللذين حوّلا ياسر عرفات الي كبش فداء لاخفاقاتهما في كامب ديفيد. باراك توجه لجني الأرباح لنفسه وكلينتون تجول في أرجاء العالم، أما عرفات فقد انضم الي أسلافه، ومن الذي تبقي؟ نظرية اللا شريك . خلال السنوات الخمس الماضي احتلت الجهود العسكرية غير المسبوقة مكان النهج السياسي من اجل التوصل الي الهدوء في المناطق. ما لم ينجح في عمليات الاغتيال جربه شارون من خلال الاغلاقات، وما لم ينجح من خلال الاغلاقات تمت تجربته من خلال الجدران. وفي حالة فشل الجدران جاءنا الانسحاب أحادي الجانب. هناك طريقة واحدة فقط لم يتم سلوكها خلال تلك الفترة وهي العملية السياسية مع القيادة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمود عباس (أبو مازن). كل الاستطلاعات التي تجري في المناطق تشير الي وجود شريك. رغم أن استطلاع ترومان ـ الشقاقي يُظهر انخفاضا في دعم الجمهور في الضفة وغزة وشرقي القدس لمشروع كلينتون الذي طُرح في أواخر عام 2000، إلا أن الثلثين يؤيدون اتفاقا دائما يضع نهاية للصراع و55 في المئة يؤيدون تسوية علي أساس حدود حزيران وتبادل المناطق. 80 في المئة يؤيدون تمديد وقف اطلاق النار الذي سينتهي في هذه الايام. أما عند الاسرائيليين فقد قال 80 في المائة أنهم يؤيدون تسوية دائمة مع الفلسطينيين 76 في المئة قبل عام و66 في المئة قبل عامين. ومثلما حدث قبل عام يتبين أن 64 في المئة مستعدون لتبني مشروع كلينتون.النهج أحادي الجانب الذي اتبعه شارون ليس دربا يوصل الي السلام مع الجيران. وهو حتي ليس صيغة وحيدة للانتصار داخل البيت.عكيفا الدارالمراسل السياسي للصحيفة(هآرتس) 9/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية