القاهرة ـ «القدس العربي»: في كل الظروف والأوقات تبدع غزة على نحو لا يعرفه العالم، في ما مقاومتها لا تعييها الحيلة ولا ندرة السلاح وشح الطعام، اذ تكبد العدو المزيد من الخسائر الضخمة.. مؤخرا نفذ المقاومون كمينا محكما دمروا فيه ناقلتي جنود وجرافتين ودبابة، وجميع من كانوا فيها بين قتيل وجريح، وإعلام العدو يتحدث عن «حادث صعب» ومروحيات العدو شوهدت تنقل الجثث والجرحى. ما دفع جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» للتساؤل: أين الهر نتنياهو؟ أين أنت يا ديك البراري؟ لماذا لا تحمي مؤخرتك بدلا من الهلوسة وفتحة الصدر المسرحية؟ وقال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، تشهد منطقتنا تحدياتٍ وأزماتٍ، تعد الأكبر في تاريخ مصر المعاصر؛ أبرزها الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية؛ فرغم مساعي الوساطة المستمرة لمصر مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية وقرارات مجلس الأمن العديدة؛ لتهدئة الأوضاع في غزة إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت التجويع والحصار والتهجير القسري، سلاحا ضد الفلسطينيين، بما أفضى إلى كارثةٍ إنسانية غير مسبوقة، وهو ما حذرت منه مصر – مرارا وتكرارا – من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساع رقعتها إلى ساحاتٍ إقليميةٍ أخرى، وأضاف «مصر لم تدخر جهدا من أجل تقديم مختلف أوجه الدعم لأشقائنا في فلسطين. وأكد أن مجلس النواب؛ يؤيد الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية؛ الذي يشدد على أهمية العمل على تحقيق السلام العادل والشامل على الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود يونيو/حزيران 1967. وأجرى الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، اتصالا هاتفيا مع سفير مصر في بيروت علاء موسى، للوقوف على تطورات الأوضاع المتسارعة التي يشهدها لبنان الشقيق في ظل العدوان الإسرائيلي الراهن، وقدم سفير مصر في بيروت عرضا تفصيليا للتطورات الميدانية في لبنان، وأوضاع الجالية المصرية هناك، حيث أكد أن السفارة المصرية لم ترصد وجود ضحايا بين المواطنين المصريين في لبنان.
ومن أخبار نشرة الغلاء عادت الفراخ تحلق مجددا، متجاوزة 130 جنيها للدجاج البلدي، واستقرت اللحوم الحمراء عند أربعمئة وخمسين جنيها لدى القصابين في الأحياء الشعبية، بينما سجل السمك السردين 140جنيها، أما الجمبري الجامبو فبلغ 740 جنيها و140 للوقار.
من هنية لنصر الله طهران لا تجيد سوى سلاح البكاء… وصبرها الاستراتيجي سيقودها للغياب التام
عبر علاء مبارك، عن حزنه لإزالة مقبرة أسرة والدته آل ثابت ونقل رفات موتى الأسرة، قائلا، «مدافن عائلة ثابت في الإمام الشافعي من ضمن مدافن أخرى يتم نقل رفات الموتى للأسرة غدا مع إزالة المدفن». وتابع غاضبا «شيء محزن ومؤلم على النفس أن يتم نقل الرفات وإزالة مدافن تجاوز عمرها المئة وعشرون عاما من أجل عمل مشاريع توسعية دون أي مراعاة لحرمة الموتى».
حلم الكون
أمنية كبيرة في صدور الملايين عبرت عنها سكينة فؤاد في «الأهرام»: هل ممكن أن تحدث المعجزة ويتحقق ما دعت إليه مصر في كلمة وزير خارجيتها الدكتور بدر عبدالعاطي خلال اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي كانت مصر من المؤسسين لها عام 1955 وإنهاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الإرهابى الصهيوني في الشرق الأوسط ومواصلته انتهاك القوانين الدولية والإنسانية وارتكاب الأفظع، مما تستطيع أن ترتكبه أكثر الحيوانات وحشية، بما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يقول إنه عالم يعيش حالة الإفلات من العقاب، وجميع الجرائم تتضاءل أمام حرب التجويع والإبادة التي فرضها الكيان على غزة ويريد مدها إلى الضفة الغربية ولبنان، التي عاد وزير خارجيتنا ربما للمرة الألف يؤكد أن الاستقرار والسلم لن يتحققا إلا بانسحاب الكيان الاستيطاني الإرهابي من جميع الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب جميع قضايا المنطقة الأساسية المطروحة. ما بدا جديدا بعد مشاركة ومناقشات العشرات من رؤساء الدول كان تبني الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ما أطلقوا عليه «ميثاقا من أجل المستقبل» يهدف إلى رسم مستقبل أفضل للبشرية، وفقا لخطة عمرها سنوات أعدها الأمين العام عندما أطلق في عام 2021 فكرة قمة المستقبل، التي قدمها على أنها فرصة فريدة لتغيير مسار تاريخ البشرية. ويطرح الميثاق رؤية لتحسين أوضاع العالم ويركز على مجموعة من التحديات العالمية مثل، تغير المناخ والأزمات الصحية وتطور الذكاء الاصطناعي، ويتضمن 56 إجراء، ويهدف إلى تعزيز التعددية الدولية وإصلاح المؤسسات المالية ومجلس الأمن الدولي، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة للبشرية. أثق في أن جميع البشر يتمنون تحقيق هذه الخطط للأمين العام للأمم المتحدة وتغيير مسار البشرية، بعدما وصلت إليه من انهيارات سياسية وأخلاقية وإنسانية، وأول وأعظم التطلعات التي يمكن بالفعل أن تحدث تغييرا في التاريخ الإنساني والقضاء على جميع عوامل ومصادر الشر هو المتوقع بإذن الله، وهو توفير جميع ما يستأصل الكيان الإرهابي الصهيوني ويعيد الصهاينة، كما كانوا شتاتا مطاردا من جميع الدول.
إيران تتلون
فجّر موقف طهران الملتبس، كما يصفه بشير عبد الفتاح في «الشروق» حيال التصعيد العسكري الإسرائيلي، غير المسبوق، إزاء حزب الله اللبناني، جدلا استراتيجيا، حامي الوطيس، بشأن مآلات العلاقة الشائكة بين إيران وأذرعها الولائية المسلحة في الإقليم. فضلا عن مصير ما يسمى «محور المقاومة»، المستند إلى استراتيجيتي «وحدة الساحات» و»غرفة العمليات المشتركة». رغم اعتبارها الحزب اللبناني «خطا أحمر»، كونه يشكل، منذ تأسيسه عام 1982، خط دفاعها الأول، أهم وكلائها العسكريين في المنطقة، ورأس حربة «محور المقاومة»؛ فيما تراه دوائر غربية «أقوى جيش غير نظامي على مستوى العالم». لم تبدِ إيران حماسا مقنعا لنصرة الحزب، في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي المركز والمتواصل لقياداته، هياكله التنظيمية واللوجيستية، قدراته القتالية وحاضنته المجتمعية. تأسست علاقات طهران بوكلائها، على استراتيجية الدفاع المتقدم، التي تضمن إبقاء المعارك، التي يخوضها أولئك الوكلاء ضد خصومها، نيابة عنها، بمنأى عن الحدود الإيرانية. حتى لا تطالها ارتدادات مغامرات وكلائها، ولا تتورط في أي مواجهات، تعوزها الرغبة والقدرة اللازمتين لخوضها. تواصل إيران الاعتصام بسياسة «الصبر الاستراتيجي». وفي هذا السياق، ارتأى مرشدها الأعلى، أنه لا ضير في التراجع التكتيكي أمام العدو، بغية إفشال مخططه لاستدراجها إلى حرب غير محمودة العواقب، يعيق بموجبها امتلاكها السلاح النووي، الذي سيشكل رادعا لأعدائها. وبعدما لوح، من نيويورك، بعلاقة الأُخُوة، التي تربط الإيرانيين بالأمريكيين، التقطت واشنطن إشارات، الرئيس بزشكيان، التقاربية، حيث أكد البيت الأبيض عدم وجود دلائل على رغبة إيران في حرب شاملة. بينما لوح المرشح الرئاسي الجمهوري ترامب، بإمكانية إبرام اتفاق مع إيران، حالة انتخابه رئيسا.
حسابات طهران
لما كان استخدام وكلاء إيران للمنظومات التسليحية، التي تزودهم بها، يرتهن بالتنسيق معها؛ باعتبارها الضابط لسياساتهم وتحركاتهم، بما يحدد طبيعة وحدود المعارك، التي يخوضونها. ترفض طهران كما يرى بشير عبد الفتاح تخويل حزب الله استخدام قدرات عسكرية استراتيجية أكثر فتكا، مثل الصواريخ دقيقة التوجيه، بعيدة المدى، فضلا عن المسيرات الهجومية، ضد إسرائيل. لأنها لم تسخر لفلسطين أو لبنان، بقدر ما تدخرها طهران لمواجهة مباشرة اضطرارية بينها وبين إسرائيل. ومن ثم، لم يقابل الحزب تصعيد إسرائيل المروع، بآخر مماثل. بموازاة إعراضها عن الانتقام لمقتل القيادي الحمساوي إسماعيل هنية، في عاصمتها؛ أعلن الرئيس الإيراني، استعداده للحوار مع الغرب بشأن برنامج بلاده النووي، الذي يعتبره مدنيا صرفا. وعلى هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد بزشكيان، للصحافيين، أن بلاده مستعدة لوضع أسلحتها جانبا، إذا ما فعلت إسرائيل، وليس الكيان الصهيوني، على أن تتولى منظمة دولية ضمان الأمن في المنطقة. وبعدما نفى رغبة بلاده التورط بأي حروب، اتهم إسرائيل بنصب الفخاخ لجرها إلى صراع بلا منتصرين. وفقا لموقع «أكسيوس» الأمريكي، ناشد حزب الله، الساخط على التقاعس الإيراني، طهران مهاجمة إسرائيل، لتخفيف ضغطها العسكري المكثف على لبنان. بيد أن الإيرانيين رفضوا الاستجابة، مخافة الانزلاق في غياهب المخطط الإسرائيلي الهادف إلى إشعال حرب إقليمية، تطيح بمقدرات إيران، وتقوض برامجها النووية، الصاروخية، وتلك المتعلقة بالمسيرات. ينطوي تقاعس طهران عن نصرة حزب الله، في هذا التوقيت الحرج، تجنبا للتورط في مواجهات غير مضمونة العواقب، مع إسرائيل وأمريكا، وإفشال مساعي التفاهم معهما، على تداعيات بالغة الخطورة. فمن جهة، ربما يفت في قدرة الحزب الردعية، إذ يسلبه معادلة «توازن الرعب» بمواجهة إسرائيل، التي لن تتورع، بدورها، عن استغلال رغبة إيران في إبرام صفقة مع واشنطن؛ لإضعاف الحزب، عبر تصفية قياداته.
بل حق الفلسطينيين
كلما استمع كارم يحيى في «المشهد» إلى المطالبة بإعادة المستعمرين الصهاينة إلى الشمال، وبالأحرى والأدق شمال فلسطين المحتلة، عاد لقرار الأمم المتحدة 194 بشأن عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين من النسيان والإهمال والتواطؤ عليه. وينص القرار الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 من الجمعية العامة للأمم المتحدة على: «تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقا لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.. وعلى لجنة التوفيق تسهيل إعادة اللاجئين وتوطينهم من جديد، وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك دفع التعويضات، وبالمحافظة على الاتصال الوثيق بمدير إغاثة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، ومن خلاله بالهيئات والوكالات المتخصصة المناسبة في منظمة الأمم المتحدة». عدد اللاجئين الفلسطينين المشمولين بهذا القرار، يبلغ اليوم نحو 7.4 مليون إنسان. وهم ما زالوا جيلا بعد جيل منذ 76 عاما مشتتين مشردين خارج أرضهم وديارهم، وممنوعين بقوة احتلال عنصري إحلالي إجرامي إبادي من الدخول إليها. وبلا شك بينهم مئات الآلاف من أبناء وأحفاد شمال فلسطين أصحاب الأرض والديار. لا أعرف كيف يتبجح الرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته بلينكن بتكرار ما ينادي به مجرمو حرب الإبادة، بإعادة نحو 60 ألف مستعمر صهيوني من عتاة وأبناء اللصوص الذين سرقوا الأرض بالإكراه، إلى «ديارهم في الشمال»؟ وكيف لهما ولأمثالهما تبرير استمرار القتل الجماعي للبنانيين مدنيين ومقاومين، واختطاف شعب كامل وبلد بأسره حتى إعادة اللصوص إلى ما سرقوا؟ وكيف يتعمدون التنكر لإعادة ما يزيد على المليون فلسطيني في غزة إلى ديارهم، بعدما جرى تشريدهم واقتلاعهم مرارا وتكرارا نهاية بحرب الإبادة الأخيرة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، وإلى المخيمات والعراء والتجويع والأوبئة والقتل الجماعي، وليس إلى فنادق الخمسة نجوم كما هو حال المحتلين الصهاينة؟ كيف وهم والجميع، سواء من مجرمي الحرب أو ضحاياها، على علم بأن القرار 194 صوتت عليه بالموافقة الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا؟ فمن إذن يستحق العودة، وديار من هي؟
الخونة كانوا هنا
الصورة التي شدت انتباه سليمان جودة في «المصري اليوم» عبارة عن حفرة هائلة، والتفاصيل تقول إن نصر الله كان أسفل الحفرة بثلاثين مترا، وإن واحدا من الخونة أبلغ حكومة التطرف في تل أبيب بأن الأمين العام لحزب الله موجود في المكان. أما البقية فنعرفها ونتابع تفاصيلها من يوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أما الاستهداف بالطريقة التي جرت بها العملية، فيشير لنا إلى جزء من طبيعة الحروب في عصرنا الذي نعيشه.. فهو عصر يتقدم فيه العالم في تكنولوجيا الحروب أميالا وفراسخ، ولكنه ينحدر في طريق الأخلاق والقيم والمبادئ إلى السفح، وما بعد السفح في الأودية السحيقة. لم تكن هذه هي المواجهة الأولى بين الدولة العبرية، والحزب، ولن تكون الأخيرة في الغالب، لأن السؤال هو دائما عمن يضحك أخيرا، لا عمن يضحك أولا. في المواجهة التي جرت في 2006 كانت تل أبيب قد دمرت أغلب الجنوب الذي يتحصن فيه الحزب، وكانت قد دكت أحياء كثيرة من العاصمة بيروت فوق رؤوس أهلها، الذين لم يكن لهم ذنب في شىء، ولكن رغم طول المواجهة وقتها، ورغم عنفها الذي نذكره، لم تفلح إسرائيل في الوصول إلى مكان نصر الله، ولا نجحت في استهداف أي قيادة من قيادات الحزب.. وبعد المواجهة كان الأمين العام للحزب يخرج ليخطب وكأنه يُخرج لسانه لكل إسرائيلي، ولكل الذين ينتصرون لإسرائيل ويتجردون من كل قيمة إنسانية. والسؤال سوف يظل عما جرى من 2006 إلى 2024، بحيث يمكن استهداف نصر الله شخصيا مع عدد من من قيادات حزبه بهذه السهولة، هل هي خيانات من غير ذوي المروءة، سهلت الطريق للعدو؟ أم أنها تكنولوجيا الحرب المتقدمة التي تتسارع تجلياتها أمامنا، فلا نكاد نلحق بها، أو نتمكن من الوقوف عندها؟ لقد عشت ضد الدور السياسي للحزب داخل لبنان، لأنه كان دورا معطلا لمصالح البلاد طول الوقت، ولكن الدور المقاوم للمحتل لا يكاد يختلف عليه اثنان، حتى لو قامت عليه ملاحظات جوهرية.. إنه دور يرتبط بالاحتلال وجودا وعدما، وما دام المحتل موجودا فالمقاومة ستبقى، ولا فرق بعد ذلك بين أن تكون هي حزب الله أو تكون غير حزب الله.. هذه من سُنن الطبيعة التي تتعامى عنها حكومة التطرف في تل أبيب بحماقة معهودة فيها.
هاجس «حماس»
أيام قليلة تفصلنا عن مرور عام على حرب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع. وقد وضعت السقف عاليا في أهدافها من تلك الحرب التي صارت حسب ناصيف حتي في «الشروق» مستمرة، ولكن بوتيرة منخفضة نسبيا عما كانت عليه من قبل. وأخذت إسرائيل بالإعلان عن هدف «أكثر تواضعا» أو واقعية مقاربة مع أهدافها المعلنة بشأن السيطرة الكلية على القطاع. يتمثل ذلك بإعلان شمال غزة منطقة آمنة وإخراج السكان منها لإحكام السيطرة عليها، بالطبع كمرحلة تدريجية نحو إحكام السيطرة على القطاع بعد «إنهاء أي وجود لحماس». هدف مستحيل التحقق رغم استراتيجية التدمير الكلي للقطاع. في ظل هذا الوضع انتقلت الأولوية الإسرائيلية نحو الجبهة اللبنانية عبر القصف الموسع والمكثف في الجغرافيا اللبنانية، وإخراج السكان من جنوب الليطاني بشكل خاص، وكذلك استراتيجية القصف «الاستهدافي» المركز لاغتيال القيادات في حزب الله. سياسة تقوم على أعلى درجات التصعيد المتدرج، الذي صار متسارعا. تواكب هذا التصعيد سياسة حشد الجيش على الحدود مع لبنان. ويزداد الحديث عن سيناريو غزو بري بهدف إقامة منطقة عازلة وآمنة في الجنوب، ضمن مساحة جغرافية محددة على الحدود. شعار لسياسة غير واقعية من حيث نتائجها على المستوى البعيد، كما دلت تجارب الماضي. في ظل هذه الحرب المفتوحة في الزمان والمكان والتكلفة البشرية المتزايدة بشكل خاص يقف لبنان مجتمعا وسلطات أمام تحديات ثلاثة، أيا كان الرأي في فعالية وأداء السلطات لأسباب تراكمية. أسباب تعكس الأزمة المتعددة الأوجه والأبعاد التي يعيشها لبنان منذ سنوات. الأزمة التي ازدادت حدتها وتعقيداتها مع الحرب الدائرة منذ عام.
مهمة الجميع
التحدي الأول الذي يواجه لبنان من وجهة نظر ناصيف حتى، يكمن في تعزيز التضامن الوطني على المستوى الفعلي والعملي، وبالتالي الفعال. فهنالك حوالي مليون نازح والعدد قابل للازدياد مع التطورات الحاصلة، وفي ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة وتزداد صعوبة وتعقيدات كل يوم. وأيا كانت الخلافات السياسية والعقائدية بين مختلف المكونات السياسية اللبنانية، التي طبعت الحياة السياسية وكانت لها تداعياتها الكبيرة والمكلفة على مختلف أوجه الحياة الوطنية، فهذه الخلافات يجب أن تبقى تحت سقف التضامن الوطني، كما أشرنا لا أن تكون عائقا أمام هذا التضامن المطلوب. التضامن الذي يجب ترجمته سياسة وسلوكا وأفعالا على الأرض للتعامل الفعال مع الواقع المرير. التحدي الثاني يكمن في التحرك مع القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة والمعنية، بغية التوصل السريع لوقف إطلاق النار. فلم يعد من المجدي والممكن القول إن علينا انتظار وقف إطلاق النار في غزة للانتقال إلى وقف إطلاق النار في لبنان، خاصة أن إسرائيل ترفض الربط بين الأمرين، ولا يعني ذلك بالطبع القبول بالشروط الإسرائيلية. وللتذكير فإن إسرائيل تلجأ للعبة الشروط في الدقيقة الأخيرة في المفاوضات غير المباشرة للتهرب من الالتزام بوقف القتال لأنه يهدد بسقوط الحكومة. المقاربة الواقعية والعملية لوقف الانهيار في لبنان، ضمن المعطيات السياسية والاستراتيجية، تكمن في العمل على مسارين متوازيين لوقف إطلاق النار في غزة وفي لبنان. ليس ذلك بالأمر السهل، ولكنه بالأمر الممكن إذا ما تبلور تفاهم دولي إقليمي حول أهمية الاستقرار في الإقليم الشرق أوسطي، وعدم الذهاب نحو المجهول المكلف للجميع أيا كانت مواقف هذا الطرف أو ذاك. التحدي الثالث قوامه أنه حان الوقت للانتهاء من حالة الفراغ والشلل التي تعيشها السلطة في لحظة تحد وجودي يعيشه لبنان. وبالتالي صار من الضروري الذهاب نحو ملء الفراغ المكلف والقاتل وانتخاب رئيس يحظى بتوافق وطني واسع وتشكيل «حكومة مهمة» لإطلاق عملية الإنقاذ الوطني.
هلاوس السفاح
لا شك أن إسرائيل وجهت ضربات مؤثرة إلى المقاومة اللبنانية كان أخطرها اغتيال حسن نصر الله.. ولا شك أيضا من وجهة نظر جلال عارف في «الأخبار» أنها تستفيد من تفوقها الجوي في ضرب لبنان الشقيق، كما استفادت مما استطاعت الحصول عليه من معلومات، أو ما أتاحته لها مخابرات قوى كبرى.. لكن ذلك كله لا يعني النصر في الحرب، التي ما زالت في بدايتها، ولا يبرر لمجرم الحرب نتنياهو هذه الهلاوس عن شرق أوسط تقوم إسرائيل بهندسته على مقاسها، وتضعه تحت قيادتها. لا يعني ذلك التقليل من خطورة العدوان الهمجي على لبنان، وضرورة العمل على إيقافه قبل أن يفجر المنطقة بحرب شاملة يسعى لها الجنون الإسرائيلي. لكنه يعني ألا نقع في فخ التهويل المقصود من إسرائيل وحلفائها بقيادة أمريكا في قوة الكيان الصهيوني وتفوقه. هذا التهويل الذي يريد إنهاء المقاومة وتسليم دول المنطقة بالتفوق الإسرائيلي المزعوم» إسرائيل ما زالت – بعد عام من صفعة 7 أكتوبر/تشرين الأول – عاجزة عن تحقيق أهدافها، ولم تكن تجرؤ على التفكير في دخول لبنان مرة أخرى بعد الهزائم التي تلقتها هناك، لولا الدعم الأمريكي الهائل، الذي وفّر قنابل الإبادة ومعلومات الأقمار الصناعية وحماية الأساطيل وحاملات الطائرات ومخططات العمليات، وترك لإسرائيل التنفيذ والضوضاء الإعلامية، حتى الآن.. لا نصر حقيقيا لإسرائيل لا في غزة ولا في لبنان. هناك تدمير هائل وقتل للمدنيين واغتيالات لقيادات مؤثرة في حركات المقاومة، لكن لا نصر حقيقيا. أما من الناحية السياسية، فيكفي فقط المشهد الذي حجبه الإعلام الغربي مستغلا الانشغال باغتيال نصرالله. أما المشهد فهو لنتنياهو وهو يعرض من على منصة الأمم المتحدة هلاوسه عن الشرق الأوسط الذي يريده بينما القاعة شبه خالية بعد أن انسحبت كل وفود الشرق الأوسط تقريبا، ومعها معظم وفود العالم التي صوتت قبل أيام فقط على قرار شبه اجماعي يطلب من مجلس الأمن القيام بما يلزم لإنهاء أي وجود إسرائيلي على أرض دولة فلسطين بما فيها القدس العربية. هذه هي الحقيقة.. إسرائيل ليست صاحبة الشرق الأوسط، ولا القوة الأساسية فيه. إسرائيل عاجزة عن تحقيق نصر عسكري حقيقي حتى الآن، وبعد عام من حرب الإبادة معزولة عن العالم ومطلوبة للعدالة الدولية للمحاسبة على جرائمها. خرائط نتنياهو تصلح لمخاطبة المعتوهين من أنصاره، لكنها – في الحقيقة- هلاوس مجرم حرب مطلوب للعدالة.
ذهب لخالقه
تتفق أو تختلف مذهبيا مع حسن نصرالله فإنك لا تملك سوى الإعجاب بشجاعته وتضحياته، والإقرار بأنه قدم حياته كلها وحياة حزبه من أجل فلسطين، عاش لهذه القضية العظيمة ومات واستشهد من أجلها، عرض عليه الغرب حسبما أخبرنا الدكتور ناجح إبراهيم في «الوطن» مرات الصلح مع إسرائيل والاعتراف بها وسوف يسيدونه وحزبه على لبنان كلها، مع مساعدات مالية وتقنية لا حدود لها، فأبى ذلك الذي يسيل له لعاب الجميع، لم يتأخر يوما عن نصرة فلسطين، ونال الشهادة في هذه المواجهة العنيفة. «منذ أربعين عاما ما سجدت لله سجدة إلا وسألته الشهادة في سبيله»، من كلمات الشهيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه في مارس/آذار عام 2019. مواجهة إسرائيل ليست بالأمر الهين، وتحديها والإصرار على تحديها وحربها ليس لعبة، وكان حسن نصرالله يعرف ذلك، ويوقن بأنه باع نفسه من أجل القضية التي وهب حياته لها، رحم الله حسن نصرالله وكتبه في الشهداء العظام. تحدى إسرائيل ومواجهتها ليس بالأمر السهل، ولذلك أوجه تحية إلى روح الزعيم جمال عبدالناصر الذي ظل طوال حياته يواجه الاستعمار البريطاني والفرنسي، ويواجه إسرائيل، وسخّر معظم حياته لنصرة قضية فلسطين، وتعب طوال حياته من أجل هذه المواجهة. كل من واجه إسرائيل تعمدت اغتياله وتصفيته، بدءا من محاولات اغتيال عبدالناصر، والفريق عبدالمنعم رياض، واغتيال معظم قادة منظمة التحرير الفلسطينية «أبوجهاد وأبو إياد وأبوعلي مصطفى» وغيرهم، واغتيال قادة «حماس» وعلى رأسهم أحمد ياسين وآخرهم إسماعيل هنية، ومعظم قادة حزب الله، وكل العلماء والأحرار في التخصصات النادرة، فمرحبا بالشهادة في سبيل الله، وبيد الطغيان الإسرائيلي.
مخطط قديم
بالنسبة للحرب ومستجداتها علينا إعادة تركيب وإحلال مشاهد الأحداث وهي المهمة التي يتوق لها دوما أشرف عزب في «الوفد»، ففي سيناريو الحرب الخامسة الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي من قبل، نجد أن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها «حماس» وربما التي سمحت إسرائيل بحدوثها، هي الشرارة والذريعة لإعادة تنفيذ مخطط الاستعمار الصهيوني وبدء عمليات التدمير الشامل والإبادة لغزة وأهلها، ثم الانتقال إلى الجنوب اللبناني واغتيال قيادات «حزب الله »، ثم الحديث عن عملية برية لاجتياح لبنان وضرب اليمن بمباركة غربية أمريكية، تحت غطاء محاربة جذور الإرهاب وإحلال السلام والأمن في المنطقة. أحداث الغد تتنبأ بها أحداث أمس واليوم، وتشير إليها الإجابة عن سؤالين، الأول: لماذا يتحدث نتنياهو بكل هذا الغرور وتلك «البجاحة» بمواصلة الحرب حتى تحقيق النصر الكامل، دون أن يخشى حسابا أو عقابا، وأن يد إسرائيل «الطويلة» يمكنها الوصول لأي مكان في الشرق الأوسط برمته وليس إيران فقط؟، والثاني: هل سلمت إيران رقبة حسن نصر الله وقيادات حزب الله إلى إسرائيل.. ولماذا؟ إجابة السؤال الأول لا تحتاج إلى عناء في ظل الدعم اللامحدود وغير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، ودور«كلب الحراسة» الذي تلعبه الثانية لحماية وتأمين مصالح أمريكا والغرب في الشرق الأوسط، خاصة في البحر الأحمر، ونترك إجابة السؤال الثاني للأيام القليلة المقبلة تجيب عنه وتؤكد شرعيته أو بطلانه. ما يجري الآن هو عملية «ارتجاج سياسي» قد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط، وتتوقف نتائج هذا «الارتجاج السياسي» على قدرتنا والعالم بالتصدي لهذا «اللغم التوراتي، من النيل إلى الفرات»، قبل أن ينفجر هذا الكابوس ويجر المنطقة إلى حرب إقليمية «تجر» بعدها العالم لحرب عالمية.
تريند «الدور على مصر»
يعترف محمد صلاح في «الوطن»، بأن تريند «الدور على مصر» نجح في انتزاع عدة ضحكات عميقة منه: حدث ذلك ربما دون رغبة مني في الضحك، فكل ما يحدث حولنا في الإقليم ثقيل وكئيب منذ انطلاق الألفية الجديدة، التي بدأت بحادث غامض ضد برجين للتجارة في واشنطن لم تنتهِ آثاره حتى الآن، فاتورة ثقيلة جدا دفعها الكوكب كله من موارده وأمنه وأمانه واقتصاده نتيجة لهذه الهجمات المريبة، فضلا عن سقوط ملايين الضحايا في عدد من دول العالم. والحقيقة أن مصدر الكوميديا هنا هو تاريخ رعاة التريند غير النظيف، الذين كانت قمة أولوياتهم قبل إطلاق هذا التريند هي إسقاط مصر بكل الطرق والسبل والوسائل، كانوا مطمئنين وهم يطلقون النيران علينا وكأنهم يتقربون إلى الله بدمائنا، لم يفكروا مرتين وهم يدمرون كل البنى التحتية في كل المجالات الحيوية والمهمة، فضلا عن تبنيهم نشر مئات الآلاف من الشائعات التي أصبحت فقرة ثابتة في حياتنا، حتى إن تكرارها صار سخيفا، وتكرار نفيها صار مملا ورتيبا، وجدتني لا إراديا أتذكر أمثال جدتي، التي لم تحمل ذاكرتها للبصلة سوى الدموع، ولم تتعجب من الأقوال قدر ما كانت تتعجب من الأفعال، لا أعلم هل يكذبون علينا أم على أنفسهم، يكتبون في منشور «نخاف على مصر» ثم في المنشور التالي يطالبون بثورة كاسحة في مصر أيضا؟ هل هذا مرض نفسي أم نتيجة إدمان لمخدر ما؟ المؤكد أن هذا الترتيب مع ترديد دعوات وأفكار متعارضة بالحماسة نفسها والانفعال نفسه، لا يعكس فقط قدرا كبيرا من فقدان الاتزان مع الشرف والأخلاق، بل يعكس فقدان كل شيء، الدور لم يغب عن مصر يوما ما، المؤامرات على مصر لا تتوقف، مصر الجائزة الكبرى وقلب الإقليم، وكل ما يحدث في المجال الحيوي للأمن القومي المصري يستهدف مصر ولو بعد حين، هذه بديهيات يدركها كل أبناء هذا البلد الأمين، ولكن ما فات عليكم أنكم أنتم المؤامرة والخطر والتهديد الذي لا يهدأ ولا ينتهي، والذي يجب أن نتصدى له كي لا تلقى مصر مصير البلاد التي تمكنتم منها وأسقطتموها ودمرتموها.
الكبار يرحلون
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما، كما قال محمد بحيري في «الوفد»، اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها. تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهي مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا. ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، في هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأذكت فيه نار الطائفية. كما نجحت في تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا. ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله في لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذي حصد نتائج تدخلاته في الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران. ولا يمكن استدعاء البعد المذهبي وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابي الذي لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. وتبقى مصر ثابتة في محيطها الإقليمي، هي والجارة الشقيقة السعودية، التي تعرضت هي الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكي غربي، كان هدفه نهب خيراتها. وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هي خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية في المنطقة في مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفي في معركته الشخصية مع إيران. لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
من هنية لنصر الله
تعيش إسرائيل منذ نجاحها في اغتيال حسن نصر الله حالة انتشاء كاملة، مخمورة بنصر دبرت له وفقا لمحمد حسن الألفي في «فيتو» بمعاونة عميل إيراني جندته.. كما اغتالت إسماعيل هنية في قلب طهران، بمعاونة عميل ايراني جندته.. اغتالت حسن نصر الله بمعلومات دقيقة ووصفية قدمها جاسوس إيراني أدخلته إلى الدائرة الأمنية اللصيقة بنصرالله، وحين عاد الأخير من تشييع جنازة محمد سرور القيادي الذي اغتالته إسرائيل أيضا، بادر العميل الإيراني لإبلاغ إسرائيل بأن نصر الله في الضاحية يعقد اجتماعا على عمق 30 مترا. في المقر المركزي لحزب الله، ومعه عباس فيلوروشيان نائب فيلق القدس الإيراني، وعلي كركي وآخرون، يخططون لهجوم تصعيدي. كان نتنياهو في تلك اللحظة في مؤتمر صحافي في نيويورك عقب العرض المسرحي المتقن الذي قدمه أمام شعوب العالم يبرر مذابحه بحق الفلسطينيين واللبنانيين، ومن يستجد لاحقا. تقدم منه أحد أعضاء الوفد وأبلغه بنبأ وجود نصر الله متاحا للذبح وأنها فرصة تاريخية، فطلب منهم تأجيل التفجير والاغتيال حتى يعود لإسرائيل.. لكنهم ألحوا عليه بأنها فرصة لن تتكرر، ومن ثم وافق على انطلاق طائرات F35 محملة بـ80 قنبلة، كل قنبلة وزنها 2000 رطل، من النوع الخارق للتحصينات.. وهكذا سويت ستة مبان بالأرض، وفيها المقر الرئيسي وغرف عمليات الحزب، وقت كان نصر الله ورجاله في اجتماع تشاوري.. التفاصيل نقلتها صحيفة «لو باريزيان» عن مصادر أمنية لبنانية. الحدث جلل وخطير، وله تداعياته المركبة علي المنطقة، ومن اللافت للنظر طول لسان القادة العسكريين ونتنياهو نفسه، من أن ما جرى رسالة لكل سكان الشرق الأوسط، وأنه يمكنه الوصول لأي مكان. تتباكى إيران الآن على قتل حسن نصر الله، كما تباكت علي قتل إسماعيل هنية وهو في ضيافتها في بيتها، وتتوعد بالرد، والانتقام، كما توعدت بالرد والانتقام لهنية، ولا ردت ولا انتقمت، بل رفضت استغاثات حسن نصر الله قبل مقتله بأن تدخل علي خط المعركة، فردت بأن الوقت ليس مناسبا، الرد نفسه الذي تعللت به عقب اغتيال هنية.