المغرب: صمت رسمي وانتعاش الاحزاب الاسلامية لفوز حماس بالانتخابات الفلسطينية

حجم الخط
0

المغرب: صمت رسمي وانتعاش الاحزاب الاسلامية لفوز حماس بالانتخابات الفلسطينية

المغرب: صمت رسمي وانتعاش الاحزاب الاسلامية لفوز حماس بالانتخابات الفلسطينيةالرباط ـ القدس العربي من محمود معروف:بانتظار موقف رسمي مغربي من نتائج الانتخابات الفلسطينية، انتعشت التيارات الاصولية المغربية باكتساح حركة حماس للانتخابات الفلسطينية وسارعت لارسال برقيات التهاني لقيادة الحركة وتخصيص حيز هام من صفحات صحفها لمتابعة العملية الانتخابية الفلسطينية ونتائجها.وحتي مساء الجمعة لم يصدر موقف رسمي مغربي من نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت الاربعاء واعطت حركة حماس 76 مقعدا فيما حصلت حركة فتح علي 43 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي يبلغ عدد مقاعده 132 مقعدا.ورغم الحجم السياسي الذي احتلته حركة حماس في العمل السياسي الفلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولي في 1987، فان المغرب الرسمي نأي بنفسه عن الحركة وابتعد عنها اكثر بعد اتفاقية اوسلو وقيام السلطة الفلسطينية واحتلال حماس الحيز الاكبر للمعارضة الفلسطينية.واذا كانت الكثير من العواصم العربية لا تقيم علاقات رسمية مع حماس، الا انها تقيم معها علاقات من تحت الطاولة، عبر وجود مكاتب تمثيلية او ممثلين للحركة او تشجع قوي سياسية محلية لاقامة مثل هذه العلاقات للبقاء علي تماس مع تطورات الوضع الفلسطيني.واكتفي المغرب الرسمي بالعلاقة مع حركة فتح كبري فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولم يمانع بعقد لقاءات مع اطراف يسارية في المنظمة، الا انه لم يظهر اية رغبة في التواصل مع حماس. وتعيد اوساط سياسية الموقف الرسمي المغربي الي نهج حصر العلاقة الرسمية مع منظمة التحرير الفلسطينية ثم مع السلطة من جهة وانكفاء المغرب فلسطينيا منذ عدة سنوات وعدم قيامه علي غرار مبادراته في العقود الماضية، باية مبادرة او خطوة سياسية رغم رئاسة العاهل المغربي للجنة القدس الاسلامية وايضا لرفض حركة حماس للعملية السياسية التي يشجعها المغرب وارتباط الحركة بالعمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الاسرائيلي التي يدينها.وعلي صعيد الاحزاب السياسية الديمقراطية والمشاركة بالحكومة منذ نهاية التسعينات فقلد ذهبت بنفس الاتجاه الذي ذهب اليه المغرب الرسمي ولا شك فان المد الاصولي وزيادة فاعلية التيارات الاصولية المغربية، الحليف الطبيعي لحركة حماس، قلص كثيرا من حضور سياسي مباشر لحماس في المغرب وحتي الحضور الاعلامي كان يقتصر علي ابراز مواقفها الرافضة للسلام القادم للمنطقة . جماعة العدل والاحسان اقوي التيارات الاصولية المغربية وصفت في برقية لقيادة حماس الحركة بالمباركة وقيادتها بالاحبة والنتائج بالنصر الذي يعكس حجم الثقة التي تتمتعون بها لدي ابناء الشعب الفلسطيني الصامد، هذا الشعب الذي عبر من خلال هذه المناسبة عن دعمه وتمسكه بخيار المقاومة وتقديره لجهاد الشرفاء من ابناء ارض الاسراء والمعراج .واعربت الجماعة ان يكون فوز حماس فتحا لواجهة جديدة من واجهات الجهاد الذي يسعي الي تحرير تلك الارض الطيبة المباركة، ونسأله عز وجل ان يمدكم بجميل توفيقه وسداده، وان يبارك جهود كل حركات المقاومة الفلسطينية الوطنية والاسلامية .ووصف حزب العدالة والتنمية الاصولي المعتدل والمشارك بالبرلمان الحركة بـ المعبّر العضوي عن طموحات الشعب الفلسطيني. وقالت صحيفة التجديد المقربة منه ان النجاح الكاسح الذي حققته حماس هو نجاح لتجربة ديمقراطية عربية وان الشعب الفلسطيني اختار الحركة الاسلامية باعتبارها المعبر العضوي عن طموحاته فليس امام القوي الاقليمية والدولية الا ان تبصر التحولات العميقة التي تجري علي الارض وتتعامل معها بواقعية واكدت ان انتخابات الاربعاء اظهرت ان الشعب الفلسطيني قد اختار خط المقاومة واعلن بلغة الارقام رفضه لمسلسل التسوية وصوت باغلبية وازنة علي فشل مسار اوسلو .الصحف المغربية الصادرة الجمعة وصفت فوز حماس بتسونامي والزلزال السياسي في منطقة الشرق الاوسط وايضا اعتبرته درسا بليغا في الديمقراطية. وكتبت صحيفة العلم الناطقة بلسان حزب الاستقلال المشارك بالحكومة في افتتاحيتها تحت عنوان انتصار الديمقراطية في فلسطين ان المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والهدوء الذي طبعها والنزاهة التي احاطت بها دلت علي ان الديمقراطية هي التي انتصرت في سياق حرص الشعب الفلسطيني علي ممارسة حق تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وان الشعب الفلسطيني قدم الدليل علي ان فلسطين قادرة علي ان تكون دولة ديمقراطية بمؤسساتها وان علي المجتمع الدولي ان يحمل اسرائيل علي الالتزام بالشرعية الدولية وبخارطة الطريق .واكدت ان الصورة التي جرت بها الانتخابات الفلسطينية نسفت ما تروجه اسرائيل عن نفسها بانها واحة الديمقراطية في محيط الديكتاتوريات ، مضيفة ان الشعب الفلسطيني مقبل علي مرحلة جديدة بعد الاقتراع يفرض علي قواه الحية وفي مقدمتها حركة فتح وحماس لصيانة الوحدة الوطنية الفلسطينية ووضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في مقدمة الاولويات لاستخلاص حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريفة .وابرزت صحيفة الاحداث المغربية (مستقلة مناهضة للاصوليين) عدم ارتياح العواصم الاوروبية والامريكية لهذه النتيجة، وقالت انها لن تتعامل مع الحركة ما لم تتخل عن توجهها النضالي وهو الامر الذي رفضته حماس داعية الي احترام ارادة الشعب الفلسطيني.وقالت الصحيفة ان فوز حماس كان مفاجئا لكل المتتبعين لشؤون الشرق الاوسط ليس لكونهم لم يكونوا يتوقعون اداء قويا للحركة الاصولية، بل لانهم لم يكونوا يتوقعون الانهيار الكبير لحركة فتح.واشارت صحيفة بيان اليوم لسان حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا) الي ان الانتخابات التشريعية الفلسطينية تعتبر ناجحة بكل المقاييس حيث برهن الشعب الفلسطيني علي درجة وعي متقدمة وتماسك قوي وعلي انضباط وارادة، مضيفة ان يوم الانتخابات كان عرسا للديمقراطية صنعته السلطة الفلسطينية ومختلف مكونات المجتمع الفلسطيني .وتساءلت عن التحولات التي سيعرفها المشهد السياسي الفلسطيني مشيرة الي ان عواقب هذا التحول مفتوحة علي كل الاحتمالات وهي مرتبطة بشكل اساسي بمواقف حركة حماس التي اكدت علي مواصلة استمرار المقاومة المسلحة وفي نفس الوقت تحسين اوضاع الشعب الفلسطيني وبناء الدولة الفلسطينية .واوضحت الصحيفة ان هذه المستجدات ستقود اما الي انفراج وتساكن مع الرئيس محمود عباس واما الي تأزم الوضع الذي يمثل طعنة غدر للقضية الفلسطينية واجهاض لعقود من الكفاح والتضحيات .ووصفت صحيفة ليبرالسيون من جانبها فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية بـ الزلزال السياسي موضحة ان المنطقة توجد حاليا في حالة انتظار علي الرغم من ان العديد من المراقبين يتحدثون عن تسونامي سياسي وتهديد للسلام بالشرق الاوسط .وتري الصحيفة ان الشعب الفلسطيني قام بـ اختيار وطني اساسي بتصويته لصالح المقاومة المسلحة مضيفة ان حركة فتح كانت ضحية نوعا ما لاحتكار السلطة علي الرغم من ان قيادة الحركة والرئيس الفلسطيني ابو مازن ما فتئا يحاولان فتح منافذ في جدار الرفض الاسرائيلي باسم السلام لكن دون تحقيق شيء ملموس يقدم للفلسطينيين .وتساءلت الصحيفة هل بمقدور حكومة تقودها حركة المقاومة الاسلامية حماس تدبير رهانات السياسة الدولية خاصة اذا علمنا ان الامريكيين الراعين لمسلسل السلام اكدوا انهم لن يتعاملوا مع حركة تتناقض مع نفسها وتلعب علي الواجهة السياسية ومواصلة العمليات ضد اسرائيل في نفس الوقت . وتحت عنوان المسؤوليات المتعددة كتبت يومية البيان انه اذا كانت حركة فتح قد تعرضت لهزيمة كاسحة فان مرد ذلك مرتبط بتدبيرها للقضايا الوطنية والمحلية وكذا عدم قدرتها علي الابتعاد عن اللعب المزدوج والغموض المتعلق بمقاومة الشعب الفلسطيني من اجل ايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي .وكشفت الصحيفة ان العالم الغربي وعلي رأسه الولايات المتحدة الامريكية يتحمل مسؤولية كبيرة في تشدد الرأي العام الفلسطيني المدفوع الي فقدان الثقة في المفاوضات اللانهائية المؤدية الي حل نهائي .وقالت في كل الاحوال فان الكرة الآن في ملعب حركة حماس التي ستتحمل مسؤولية تدبير القضايا الفلسطينية وفي هذا المجال لا تنفع الشعارات مطلقا بل التدابير الملموسة التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وتعبيد الطريق للاستقلال وتحقيق اهدافه الوطنية من اجل اقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية