المشروع النووي الايراني يثير حيرة حقيقية لدي اسرائيل وامريكا

حجم الخط
0

المشروع النووي الايراني يثير حيرة حقيقية لدي اسرائيل وامريكا

يسيرون نحو التسليم به عِوضا عن دفع الثمن بإزالة المشروع النووي الاسرائيليالمشروع النووي الايراني يثير حيرة حقيقية لدي اسرائيل وامريكا الدولة الاولي في العالم التي قصفت مفاعلا نوويا كانت ايران. طائرات الفانتوم التابعة لسلاح الجو الايراني هاجمت المفاعل النووي العراقي قرب بغداد في تشرين الاول (اكتوبر) 1980 بأوامر من الخميني. الهجمة التي تزامنت مع الاجتياح العراقي لايران، فشلت، ولكنها كانت بمثابة سابقة قد تُستخدم ضد صانعيها. الدولة التي يسعي قادتها جهارا، من الخميني وحتي أحمدي نجاد، لتدمير اسرائيل، تعتبر بالنسبة لها هدفا مشروعا بدرجة لا تقل عن العراق في السابق بالنسبة لايران.بين ايران واسرائيل توجد الآن حالة من اللاتماثل. الايرانيون يعربون صراحة عن رغبتهم في الحصول علي السلاح النووي، إلا أنهم لا يمتلكون القدرة بعد. اسرائيل تملك القدرة علي ضرب خلايا حيوية وهامة في المنظومة الايرانية ـ حسب قول خبراء عسكريين ومنهم من كانوا ضالعين في مهاجمة مفاعل تموز العراقي في عام 1981 ـ إلا أنها لا ترغب في تجسيد هذه القدرة. خلاصة التقدير الاسرائيلي تتكرر في الاسابيع الأخيرة مرارا علي لسان رئيس هيئة الاركان دان حلوتس: الخطر الذي تشكله ايران وجودي، إلا أنه ليس عاجلا خصوصا في عام 2006، والخوف من تجدد العنف في الجبهة الفلسطينية وعلي الحدود اللبنانية أكثر احتمالا وإن كان أقل شدة وخطورة.التصريحات التي تصدر عن السياسيين في وزارة الدفاع وديوان رئيس الوزراء أكثر حماسية. وهي خلافا للارتياب المتوقع عشية الانتخابات، مكرسة للاستهلاك الخارجي بتنسيق غير ظاهر مع الادارة الامــــريكية ـ التجســيد لدول اوروبا واعضاء مجلس الأمن والأسرة الدولية أن الأزمة في القوة جدية. اذا اخطأت اسرائيل بسبب شدة حماستها لعدم قيادة المجابهة وقللت من شأن الخطر الايراني، فستوفر لاوروبا ذريعة مريحة وسهلة للتنصل من الجهود المطلوبة للتصدي السياسي.أصداء تهديدات اهود اولمرت وموفاز ترددت في واشنطن، كما كان مطلوبا أصلا. السناتور جون ماكين، أحد كبار المتطلعين لترشيح نفسه للرئاسة عن الجمهوريين في عام 2008، والذي يعتبر جورج بوش دعمه هاما له في الورطة العراقية وعشية الحسم تجاه ايران، استذكر أمس الاول التحذيرات الاسرائيلية بلهجة ايجابية باعتبارها مؤشرا للقلق الصادق. ماكين قلق ليس علي مصير اسرائيل فقط: ايران النووية ستتسبب في تسلح السعودية ومصر وسوريا وتركيا بالذرة، وما سيحدث لأسعار النفط.البُعد الأصعب بالنسبة لاسرائيل في هذه القضية ليس الذرة الايرانية وانما الذرة الاسرائيلية ـ الادعاء الذي تطرحه واشنطن في هذه القضية عادة تمييزي ويكيل بمكيالين ذلك لانها كفت عن سياسة الضغط علي اسرائيل في هذه القضية كما كانت تفعل في الستينيات، وسلمت بما يحدث بالخفاء في ديمونة. هناك اذن ادعاءات مضادة (اسرائيل لم تغش نظام حظر الانتشار النووي لانها لم تشارك في هذه المعاهدة، وهي لا تدعو الي تدمير ايران أو أي دولة اخري)، إلا أنها ليست كافية في حالة فشل المجابهة السياسية اذا واجه بوش خيارا قاسيا: حظر شن حرب مكلفة علي ايران أو إزالة التفرقة التصحيحية ـ الناجمة عن الكارثة النازية ـ تجاه الذرة الاسرائيلية كثمن يُدفع لايقاف المشروع النووي الايراني.يبدو أن الاسرائيليين والامريكيين سيُسلمون رغما عن أنوفهم بالذرة الايرانية حتي يتملصوا من دفع هذا الثمن، اذا تشكل في طهران نظام علماني متعاطف مع الغرب ونظيف من الارهاب. توماس شلينغ، الحائز علي جائزة نوبل من مبتدعي نظرية الألعاب ومن المفكرين المرموقين الاستراتيجيين في العالم، تحدث عن ذلك مؤخرا. في مقابلة صحافية أثني شلينغ علي ضبط حكومة غولدا مئير لنفسها عندما لم تستخدم الذرة خلال ضائقتها في حرب يوم الغفران، ودعا ايران الي اتباع النموذج الاسرائيلي والهندي والباكستاني الذين وعدوا بحيازة الذرة لأهداف الدفاع عن النفس والردع فقط وليس من اجل استخدامه. شلينغ يتعامل مع المشروع النووي الايراني باعتباره حقيقة شبه قائمة. وخلال ذلك توجد لديه فكرة السماح لايران بالحصول علي التكنولوجيا المتطورة للتحكم في السلاح النووي حتي لا يتمكن المتعصبون الدينيون من إفلات صاروخ شهاب 3 لابادة اسرائيل والتسبب من جراء ذلك بابادة مقابلة لايران.أمير أورنمراسل الصحيفة لشؤون الجيش(هآرتس) 24/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية