المذيعات المحجبات في مصر.. والمدام التي ترأس التلفزيون!

حجم الخط
0

المذيعات المحجبات في مصر.. والمدام التي ترأس التلفزيون!

سليم عزوزالمذيعات المحجبات في مصر.. والمدام التي ترأس التلفزيون!(ظريفة) المدام التي ترأس التلفزيون المصري، وهي ليست (ظريفة) وحسب، ولكنها (ظريفة خالص)، أي شديدة الظُرف، فسموها ومن حيث (الحجم) تجعلني علي يقين من ان ذاكرتي (حديد)، وأنا لدي هاجس بأنني مصاب بالزهايمر المبكر، فبمجرد ان أراها أتذكر مشهدا متكررا في طفولتي، عندما كانت من طقوس الأفراح في بلدنا بالصعيد الاقصي، ان تتجمع النساء من ذوات الأوزان الضخمة، ويقمن بالتعامل مع الذبائح، وطهيها، عبر أوان لا تقل في الضخامة عن أحجامهن. حركتهن، وهن يتحركن زحفا ـ وليس حبوا ـ لأنهن منحن بسطة في الجسم، لا تزال في مخيلتي حتي الآن، كما لا تزال في مخيلتي ـ كما لو كنت أشاهد بثا حيا ـ أشكالهن وهن يقمن بإعداد (المحشي) المحبب للنفس البشرية، وهو المحروم منه الرئيس مبارك، حسب ما أكده رئيس تحرير صحيفة حكومية كبري، من اختيار لجنة السياسات، وهو امر لن أستطرد فيه، فأنا كما تعلمون في انتظار الترخيص لي بحزب سياسي، والأنظمة في عالمنا الثالث تتحكم في عملية الترخيص للأحزاب السياسية، وهذه هي عظمة الإصلاح عندما ينبع من الداخل.في الواقع انا سعيد برئيسة التلفزيون، لأنها أعلنت رفضها عودة المذيعات المحجبات وكادت ان تقول: علي جثتي، مما لفت انتباهي وجعلني اتذكر ما كان يحدث في بلدنا في سالف العصر، مع أنني لم أتخيلها وهي تشارك هؤلاء النسوة في عملية الطهي، فهي وبصراحة اقل منهن حجما، وأكثر حركة، والسمنة في بلاد العرب ـ وحتي لا يظن بي الفرنجة ظن السوء ـ لا تقلل من القدر، فهي رمز الجمال والحيوية، والعز أيضا.هذا فضلا عن ان ما قالته في شأن المذيعات المحجبات جعل واحدا مثلي ينتبه الي ان سوزان حسن هي رئيسة التلفزيون، بعد ان كنت لا اعرف اسم رئيسه منذ ان خرجت زينب سويدا للتقاعد غير مأسوف عليها. ولفت انتباهي، أنني وجدت نفسي أمام شخصية فتاكة. حيث صرحت لاحدي الصحف أنها ترفض عودة المذيعات المحجبات للعمل علي الشاشة، وقالت: لسنا شؤونا اجتماعية.عندما يقول لك صاحب عمل في مصر هذه العبارة، فأعلم انه يقصد بأن (جنابه) ليس الجهة المنوط بها الاهتمام بالمعاقين، والأرامل واليتامي وأبناء السبيل، الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض، فتصرف لهم وزارة الشؤون الاجتماعية إعانات شهرية، لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تم دمج الوزارة المذكورة في وزارة التموين، في التعديل الوزاري الأخير، وتم تغيير اسمها الي وزارة الضمان الاجتماعي، او شيء من هذا القبيل، وهذا ليس موضوعنا. سوزان تصرفت تصرف المالك في ما يملك، وتعاملت علي ان المذيعات المحجبات يردن العودة للعمل في الإقطاعية التي آلت إليها بالميراث عن جدها الأكبر، وأنهن يردن منها حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة، او صدقة جارية تمنع عنها عذاب القبر، فكان طبيعيا ان يكون الرد: لسنا شؤونا اجتماعية. وباعتبار ان هؤلاء المذيعات يعانين الإعاقة، فمن حق سوزان حسن ان تقول لهن: يفتح الله.المذيعات الموصوفات حصلن علي أحكام قضائية واجبة النفاذ بإلغاء قرار منعهن من الظهور علي الشاشة، وهو القرار الذي اتخذه الوزير السابق صفوت الشريف، وهو شخص، علي الرغم من انه يتباهي مؤخرا بأنه بفحص شجرة عائلته، اكتشف انه من آل البيت، الا انه كان يرفض ظهور المحجبات علي الشاشة، وهو امر يتسق مع تاريخه الوظيفي المشرف.عندما صدرت الأحكام بالعودة، كان صفوت المذكور قد ترك وزارة الإعلام وذهب الي أهله يتمطي، ورفض ممدوح البلتاجي الوزير اللاحق له ان ينفذ أحكاما لا يوقف تنفيذها الطعن فيها، فقد أبي واستكبر، كما رفض الوزير الحالي انس الفقي تنفيذها، ليس من باب الاستكبار، ولكن لأنه يعتبر نفسه ليس معنيا بما يدور في مبني ماسبيرو، لانه لم يصدق بعد انه وزير للإعلام، فتوليه هذا المنصب يفوق أكثر أحلامه جنونا.التعامل مع أحكام القضاء علي أنها وجهات نظر، هو سلوك حكومي معلوم لنا في مصر، ومحسوبكم كاتب هذه السطور حصل علي حكم قضائي بإلغاء قرار السلطة الحاكمة بتعيين احد الأشخاص رئيسا لحزب معارض، لان هناك نزاعاً علي رئاسته وسموي احد المتنازعين، ولان النظام في مصر يعين المؤيدين والمعارضين، فقد اختاروه من بين خمسة، وعلي الرغم من ان القضاء استهجن ما جري وألغاه، الا ان القوم يتمسكون برجلهم حتي الرمق الأخير، وفي حماية أمنية رفيعة المستوي.يوم الأربعاء الماضي ترددت شائعات تقول ان أعضاء الحزب قرروا دخول حزبهم، فتحركت قوات أمنية من كل شكل ولون، ورابطت امام المقر، ومن كثافة العدد والعدة، يمكن للمشاهد ان يظن ان القصر الجمهوري، انتقل الي مقر الحزب المعارض.والغريب، انه علي الرغم من ان الأمر كان ملفتا للانتباه، لا سيما وانه يأتي في وقت ادعت فيه الحكومة الحياد تجاه ما يجري في حزب الوفد من تنازع، فهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب، علي الرغم من هذا فان فضائية واحدة لم تشر الي هذه الكثافة الأمنية في وسط العاصمة لفرض رئيس حزب بقوة السلاح، كما لم تشر لعملية التنصيب من البداية. عدم الإشارة لما جري جاء ليعزز ما كتبناه من قبل حول الاختراق البوليسي للفضائيات، وإذا كنت قد استبعدت ان يهتم مراسلو (الجزيرة) او (العربية)، وغيرهم من مراسلي الفضائيات العربية الإخبارية، فقد ظننت ان الأمر لن يفوت مراسل (الحرة) الفرصة ليرد بشكل عملي علي مقال هالة مصطفي في (الواشنطن بوست)، الخاص بالتحكم الأمني في بعض شؤون القناة في القاهرة. فضائية وحيدة هي التي حضرت، وكان حضورها لشيء يراد، فلم يلفت انتباهها الحشد الأمني الرهيب بداخل وحول العقار الذي يوجد فيه المقر، ولم يكن مستغربا بعد هذا ان يتلقي طاقم هذه القناة تعليماته من الرئيس المعين، عن الأشخاص الذين يتحدث اليهم، والآخرين الذين (يَسُك عليهم).ما أريد قوله ان وجاهة الأحكام القضائية ليست مستمدة من حجيتها، ولكن من رضاء السلطة عنها، وعليه فان تجاهلها علي النحو الذي جري مع المذيعات المحجبات والتعالي عليهن من جانب رئيسة التلفزيون، ليس هو ما دفعني ان أصفها بأنها (ظريفة) في البداية، كما لا يعود الأمر الي نظرتها المتعسفة للمذيعات اللاتي يبغين العودة الي العمل، وبإصرار، مع ان هذا حق طبيعي لهن، فمن ناحية فهن لا يعملن في (وسية) سوزان حسن، ومن ناحية اخري ان المشرع الدستوري أكد ان (حق العمل لا يُمنح ايثارا ولا يعطي تفضلا)، ومن ناحية ثالثة ان الحجاب لن يعوق مسيرة التقدم والريادة في ماسبيرو، فغني عن البيان، ان اختنا في الله خديجة بن قنة كانت متفوقة وهي سافرة، وواصلت تفوقها وهي محجبة، ونظلمها اذا قارنا أداءها وهي محجبة بأداء أمنا في الله سوزان حسن، وقد اختفت خديجة عن الساحة شهرا او يزيد، فلفت غيابها انتباه المشاهدين، وكتب أكثر من كاتب يسأل عن سر هذا الغياب، واعتقد ان سوزان حسن إذا اختفت قرنا من الزمان، فلن يشعر باختفائها مشاهد، تماما كما لا يلفت حضورها احد مع أنها غير محجبة، وتسريحة شعرها علي الموضة.ما علينا، فقد سعدت بعودة خديجة، وسعدت عندما علمت ان سبب اختفائها راجع الي أنها أنجبت ولي العهد، وتذكرت علي الفور ميسون عزام التي حملت، فتحول حملها المبارك الي برنامج يومي علي شاشة (العربية)، وعندما وضعت انثي، تعاملت المحطة الوقورة معها علي أنها أنجبت للبشرية ستنا مريم!المهم يا قراء، فما دفعني الي وصف سوزان حسن بأنها (ظريفة) هو انها تصرفت علي طريقة المسؤولين الصغار، الذين يتصدرون ليحملوا عن المسؤولين الكبار أوزارهم، وهو ما يعرف في عالم البوليس بفقه (شيل القضية)، فظني ان المذكورة ليس لها في العير ولا في النفير، وليست صاحبة سلطة في عودة المحجبات، او عدم عودتهن، لكنها أرادت ان (تشيل القضية) نيابة عن وزير الإعلام المفدي، لتذكرنا بذلك بما حدث في عهد الوزير السابق صفوت الشريف، عندما منع برنامج (رئيس التحرير) للإعلامي حمدي قنديل، ومع ان عامة المشاهدين وخاصتهم كانوا يعلمون ان قرار منع برنامج من الوزن الثقيل مثل هذا البرنامج، قرار سياسي لا يصدره الا الباب العالي، الا ان شخصا اسمه ثروت مكي كان يرأس قطاع الأخبار بالتلفزيون تمدد وانكمش، وتمطع وتعملق، وقال أنا من منع هذا البرنامج، واعتبرت ان هذا التصريح هو اكبر اهانة وجهت لحمدي قنديل في حياته. فواحد مثلي يفخر امام البشر لأنه ممنوع من الكتابة والقراءة في مصر بقرار من وزير الداخلية وصفوت الشريف، انظر كيف سيكون حالي لو كنت ممنوعا بقرار من رئيس مباحث العاصمة؟!عموما نحن نشكر الظروف التي جعلتنا نكتشف ان رئيسة التلفزيون اسمها سوزان حسن، ونشكرها أكثر لأنها أكدت لنا ان سيادتها (ظريفة خالص).أرض ـ جو من يشاهد التلفزيون المصري هذه الأيام، واهتمامه بإمارة الشيخ صباح الأحمد، وإبراز مناقبه، سيظن انه تلفزيون (دولة) الكويت الشقيق. منصب رئيس قناة النيل للأخبار شاغر بحاجة الي من يشغله. حرم عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في ماسبيرو تقدم ثلاثة برامج، وابن أمين بسيوني المسؤول عن القمر الاصطناعي (النيل سات) يقدم ثلاثة برامج من بابهم، غير الفكّة. شاهد قناة روتانا ، وسوف تتأكد أنها قناة هالة سرحان.. كريم جدا الوليد بن طلال. قناة فضائية تبث من مصر، لا تشترط مواصفات معينة في العاملين فيها، الشرط الوحيد الا يتقاضوا أجرا، ويا حبذا لو جلبوا اعلانات للقناة، فأهلا بمن يريد ان يعمل مذيعا حتي وان كان سيقول: ريان يا فجل.كاتب وصحافي من مصر[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية