المخرجة الفلسطينية ابتسام مراعنة: الرجال لا يتقبلون افلامي لانها تكسر العادات والتقاليد

حجم الخط
0

المخرجة الفلسطينية ابتسام مراعنة: الرجال لا يتقبلون افلامي لانها تكسر العادات والتقاليد

المخرجة الفلسطينية ابتسام مراعنة: الرجال لا يتقبلون افلامي لانها تكسر العادات والتقاليدالناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس: قالت المخرجة الفلسطينية ابتسام مراعنة، ابنة قرية الفريديس بالقرب من مدينة حيفا ان افلامها تلاقي اعجاب الكثيرين بالرغم من انتقادها لظواهر اجتماعية مختلفة، وتابعت ان كسر الحواجز والعادات والتقاليد المتعارف عليها تثير الاعجاب والنقد في آن واحد، وشددت في حديثها علي ان عائلتها تدعمها باستمرار ووالداها لعبا ادوارا في افلامها، وكشفت النقاب انها تلقت التهديد بالقتل بسبب اظهار الحقيقة في فيلم الجسر، كما قالت: لا اظهر للعالم غسيلنا الوسخ ولا اظهر مجتمعنا بانه متخلف انما افضح سياسة التمييز التي تسببه . المخرجة مراعنة شقت طريقها بنفسها في عالم السينما ودخلته من اوسع ابوابه، وفي رصيدها مجموعة من الاعمال القيمة والمشرفة، ومؤخرا عرض لها علي القناة الثانية فيلم الجسر الذي تدور احداثه حول قرية جسر الزرقاء، المتاخمة لقريتها، وكعادتها طرحت فيه ابتسام وبجرأة مجموعة من المواضيع الي اثارت التساؤلات ولاقي فيلمها جملة من الانتقادات وصلت الي حد التهديد. عن افلامها وانطلاقتها وحبها للسينما الوثائقية بشكل خاص وعن مواضيع قيمة ومثيرة كان لنا معها هذا اللقاء:في بداية حديثنا سردت لنا ابتسام دخولها الي هذا البحر الواسع وقالت: انهيت تعليمي السينمائي والتلفزيوني في مدرسة السينما في جفعات حبيبه عام 1997، وبعدها التحقت بكلية دافيد يالين واتممت دراستي لاخذ اللقب الاول في موضوع الاتصال والتربية وبعد انهاء دراستي اخرجت فيلمي الاول بعنوان تصبحون علي وطن وكان باكورة اعمالي وعالجت فيه قضية القري غير المعترف بها، بعدها انتجت فيلمي الوثائقي الفردوس المفقود وحصل علي جائزة افضل سيناريو ضمن مسابقة اقيمت بالتعاون مع السينما الاسرائيلية، ونال جائزة افضل فيلم في مهرجان الافلام العالمي دوك افيف عام 2003، وعام 2004 حصل علي جائزة افضل فيلم في المهرجان النسائي الذي اقيم في حينه في رحوفوت وتم بيعه لعدة شبكات تلفزة عالمية. وانتجت فيلم الجسر الذي اثار الجدل، حيث تطرقت فيه الي قرية جسر الزرقاء والمشاكل التي تعاني منها. والفيلم الثالث كان بدل الذي يعالج قضية زواج البدل حيث انتج بعد ان اختير السيناريو الخاص به من بين 400 سيناريو. واعمل في الوقت الحالي علي اخراج مسلسل وثائقي الي النور اسمه حكاية ويتالف من 10 حلقات بمشاركة 10 مخرجين فلسطينيين يسكنون داخل اسرائيل .وتابعت المخرجة ابتسام مراعنة حديثها عن خوض هذا البحر الواسع المليء بالتحديات والعواقب والصعوبات: دخولي الي هذا المجال لم يكن صدفة، ومن خلال افلامي انتقد ظواهر كثيرة في المجتمع، ومنذ صغري كنت اوجه اصابع النقد الي العديد من الظواهر والقضايا خصوصا ان مجتمعنا لا يساعد نفسه بالرغم من اننا شعب مضطهد، لا علي الصعيد الاجتماعي ولا الثقافي… . وتستمر ابتسام في حديثها: عندما كنت في الـ 16 من العمر انتقدت اوضاع بلدتي، الفريديس، في مقال نشر في صحيفتكم كل العرب . لمست العنصرية الداخلية التي يعاني منها مجتمعنا خصوصا انني تعلمت في حيفا وعشت بنفسي نظرة اهل المدن الي ابن القرية وطالما دخلت في جدالات ومناقشات حول هذه النظرات واردت انتقاد هذه الامور وامور اخري وافضل وسيلة لنقلها هي الصوت والصورة وعن طريق السينما الوثائقية رأيت انه بالامكان ايصال الافكار بطريقة مثيرة .ايجاد فكرة ملائمة لاي فيلم ليست بالامر السهل، وعن اختيار الافكار والمواضيع قالت ابتسام: من بين المشاكل التي تعاني منها السينما بشكل عام هي قلة الوعي لذلك كان المجتمع يتهمني من خلال المواضيع التي اعالجها بانني اخرج الغسيل الوسخ واظهره للعالم واقول بانني لا اخرج الاوساخ الي الخارج ولا اشوه صورة مجتمعنا العربي، انما اتناول قضايا تتعلق بالسياسة الاسرائيلية وكل افلامي تعالج قضايا تنبع من سياسة المؤسسة الاسرائيلية خصوصا انها وضعتنا في اطار مجتمع محبط لا توجد له لا ثقافة ولا ثقة بالنفس وجعلونا ندخل في نقاشات ومشاكل حمائلية تندمج في سياسة فرق تسد، بالاضافة الي دفعنا للعيش في آفات مختلفة من بينها المخدرات ودفعونا للاهتمام بقضايا بعيدة عنا في محاولة يائسة لجعلنا نغض النظر عن السينما والحضارة والثقافة والهوية وغيرها من امور ملحة، لذلك فانني افضل طرح القضايا السياسية والمشاكل الاجتماعية وانظر الي الامور القريبة مني والتي تنبع من الم معين .وعن تقييم الافلام من قبل المشاهدين، قالت ابتسام: بشكل عام تحظي افلامي باعجاب الجمهور وخصوصا بين النساء، اما الرجال العرب فقسم منهم يواجه صعوبة في تقبل افلامي وافكارها لانها تكسر العادات والتقاليد المتفق عليها داخل المجتمع مثل توجيه اللوم الي الرجال والقاء المسؤولية عليهم او ابراز المرأة في دور قيادي وغيرها من امور تكسر ما اعتاد عليه مجتمعنا العربي .فيلم الجسر، الذي عرض مؤخرا علي القناة الثانية وتطرقت فيه ابتسام الي المشاكل التي تعاني منها قرية جسر الزرقاء، ولاقي الفيلم انتقادات كثيرة من قبل الاهالي وقالوا بان مخرجة الفيلم ابتسام حاولت تشويه صورة القرية، وعن ذلك قالت ابتسام: قرية جسر الزرقاء هي قرية عربية مضطهدة من قبل السياسة الاسرائيلية المحنكة التي تضيق الخناق وتقوم بشبك الاخوة وتدفع المواطنين للدخول في مناوشات حمائلية بدل المطالبة باراضيهم المصادرة وباقي حقوقهم. جسر الزرقاء هي قرية فقيرة للغاية مقارنة مع جارتها قيسارية المتطورة. وجسر الزرقاء هي القرية العربية الوحيدة التي بقيت علي الساحل ولم يهجر سكانها ومن خلال الفيلم اثرت هذا التساؤل، ووصلت في الفيلم الي النتيجة بان الدولة ابقت المواطنين ليعملوا في الزراعة لدي اليهود في البلدات اليهودية المجاورة، وجسر الزرقاء هي بمثابة غيتو محاط ببرك الاسماك، والبحر، وقيسارية، والشارع الرئيسي ولا مجال لتطوير القرية، فالعدو من الوراء والبحر من الامام. وللاسف لم يفهم المواطنون في الجسر بانهم ليسوا المذنبين وانني حاولت اظهار الواقع خصوصا انني عشت الظروف الحقيقية وتم تصوير الفيلم عام 2002 ـ 2003 خلال فترة الانتخابات حيث وقعت مناوشات واطلاق رصاص، وتوجهت الي عدة جهات قيادية ومتعلمة من القرية لكنها رفضت التعاون معي، ولانني اظهرت الحقيقة ثارت حفيظتهم ووجهوا اصابع اللوم لي . وتتابع ابتسام: في اعقاب عرض فيلم الجسر وصلتني عدة اتصالات وانا اليوم مهددة بالقتل وبدل توجيه اصابع اللوم الي الجهات المسؤولة وجهت لي وهذا يؤسفني كثيرا لكنني اؤكد بان الفيلم انتج من محبة وتضامن مع الاهالي في القرية الصامدة التي تعيش سياسة عنصرية وسياسة ذل واهانة وليس لاظهار ان مجتمعنا هو مجتمع متخلف والفيلم يظهر الامكانيات باحداث التغيير . الدعم والتشجيع هما امران هامان وضروريان لاستمرارية تقديم الجديد والافضل، وعائلة ابتسام هي بمثابة محور تستند عليه، وعن ذلك قالت: امي تدعمني وتشجعني كثيرا، فالام هي محور مركزي في العائلة ولديها قوة في ارضاء جميع افراد العائلة، وللام قوة رهيبة في التأثير.. امي احدي مشاهداتي الثابتات وبنفس الوقت تلعب شخصية في افلامي، وشاركت في فيلم الفردوس المفقود وفي فيلم بدل، وهي تؤمن بقدراتي وتضع نفسها بين يدي. اما بالنسبة لوالدي فهو معجب كثيرا بافلامي وبشكل خاص يعتبر فيلم الفردوس المفقود افضل افلامي حيث جسد فيه شخصية الرجل الفلسطيني المضطهد الذي طرد من الطنطورة وشارك في حفر القبور الجماعية وهذا كان من بين الامور التي اعطته محفزا لاتقان دوره بمهارة، وانا اهدي افلامي لاحيي ذكري شقيقتي حنان التي توفيت قبل حوالي ثمانية اعوام جراء اهمال طبي .يجب ان تجتمع في كل فيلم ناجح مجموعة من العناصر الهامة لتعطي عملا فنيا متقنا ومتكاملا، وعن ذلك قالت ابتسام: يجب اختيار قصة جيدة للفيلم والقصة الجيدة هي التي تسرد خلال 5 ـ 7 دقائق وتحتوي علي صراعات تمر بها الشخصية بشكل يثير مشاعر واحاسيس المشاهدين والمحافظة علي السيرورة في الفيلم، والفيلم الجيد هو الذي يظهر الشخصيات علي واقعها في حياتها الطبيعية، وتلعب الموسيقي التصويرية دورا مركزيا في الفيلم الناجح ويجب ان تؤلف الموسيقي خصيصا للفيلم وتلائم الآلات الموسيقية شخصيات الفيلم ويجب ان تميز كل شخصية موسيقي خاصة تلائمها وهنالك آلات موسيقية معينة تلائم شخصيات معينة، مثلا آلة الكمان والتشيلو تلائم الشخصية النسائية الحساسة والمكبوتة، بينما يلائم العود الشخصيات الرجولية .تنتج في وسطنا العربي في الداخل الفلسطيني افلام كثيرة لكننا لا نسمع عنها وذلك لعدة اسباب، وبنظر ابتسام فان احد اسباب هذه القضية يعود لدعم الافلام من الناحية المادية، وتابعت ابتسام حديثها: النوع الاول من الافلام التي تنتج هي المدعومة ماديا وتعرض في دور للسينما اليهودية في اعقاب انعدام وجود دور للسينما في وسطنا العربي، حيث نجد سينماتك الناصرة الوحيد. وذلك ليس بسبب سياسة التمييز من قبل الحكومة، انما بسبب غياب مستثمرين عرب يهتمون بهذا الجانب ويفضلون الاستثمار في امور اخري منها المطاعم وصالات الافراح بدل اقامة صالات ودور سينما. والنوع الثاني من الافلام هي التي تخرج الي النور بشكل مستقل لكننا لا نسمع عنها وتبقي علي الرف بالرغم من جودتها .2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية