الليكود في حملته الانتخابية يتمسك بالتسوية بين حماس وهتلر لمكافحة منافسيه من الاحزاب الاخري
الموازنة التاريخية لا أساس لها لان التاريخ لا يكرر نفسهالليكود في حملته الانتخابية يتمسك بالتسوية بين حماس وهتلر لمكافحة منافسيه من الاحزاب الاخري هكذا تكلم نتنياهو: عندما قام هتلر ايضا قالوا انه لا ينوي وأن السلطة ستعدله.. في الكارثة لم يصدق لا اليهود ولا الصهاينة. عندما أنذر جابوتنسكي، رفضوا قوله وقالوا انه يتنبأ باشياء سوداء. لم يصدقوا ولم يستعدوا: قبل بضعة أيام قام طاغية جديد. يجب فهم هذا .في كل عصر وعصر يقوم هتلر جديد ويهدد بالقضاء علينا. وفي كل عصر وعصر يقوم جابوتنسكي جديد وينذر، وفي كل عصر وعصر يهدد ضئيلو الايمان بجلب كارثة علي شعب اسرائيل. اذا ما أتاحوا فقط لجابوتنسكي ذلك العصر بأن يبقي حيا فاننا سننجوا ونستنقذ. الدورية التاريخية كما يبدو، دائمة. يجب أن نتبين فقط من هو هتلر المناوب، ومن هو جابوتنسكي المناوب وما هي بالضبط الادوات التي يطلب جابوتنسكي ان توضع في يديه. أما من هم ضئيلو الايمان الذين يهددون بجلب كارثة علي اسرائيل فلا يجب أن نستوضح ذلك ـ لان هذا الدور يقوم به دائما اليساريون ـ من بيلين الي شارون. لو كان بنيامين نتنياهو نشأ في بيت مؤرخ، بن تسيون نتنياهو مثلا، لكان عرض ان التاريخ لا دورية فيه، وان اله المؤرخين موجود في التفصيلات (مثلا في الفروق بين قوة اوروبية عظيمة مثل المانيا وبين أمة ضعيفة منحلة مثل الامة الفلسطينية، وبين قلة عاجزة مثل يهود اوروبا وبين قوة اقليمية مثل اسرائيل). كان سيعرف ان العبرة الاكثر تضليلا التي يمكن استخلاصها من التاريخ هي أنه يكرر نفسه، وبناء علي ذلك يمكن تقديم أدوية قديمة لامراض جديدة. الادوية التي لا يصح استعمالها لقدمها تسبب الضرر، الذي يكون احيانا ضررا كبيرا. كل الحملة الانتخابية لليكود تنبعث عنها رائحة اضطراب شديدة من انعدام التفكير الحي ـ مرة اخري تهديدات من المقسم المناوب للقدس، ومرة اخري تخويف بـ حدود اوشفيتس ، ومرة اخري تلميحات الي الطابور الخامس في داخلنا. يكرر نتنياهو خطأ المستوطنين في غوش قطيف. فهو يعتقد أن الاشتراطات التقليدية للجمهور ما تزال ذات فعل، وانه يكفي أن يقال هتلر ، أو كارثة ، أو سيقسم القدس لاحضار الجماهير الي صناديق الاقتراع من جديد. انه مخطيء.انه مخطيء أيضا في الدروس التي يستخلصها من صعود حماس. هذا الحدث هو تحذير قوي جدا للعالم الغربي كله. فالانتخابات الحرة، كما يتبين، ليست ضمانا لصعود حكم مشايع للغرب، منفتح علماني؛ انها تستطيع ان تفضي الي نتيجة عكسية. ان التمسك الامريكي باسطورة ان وضع صندوق الاقتراع في وسط المدينة سينشيء، كما في عمل السحرة، ديمقراطية حرة، هو تعبير آخر عن تفكير غير تاريخي، وعن تمسك بعقيدة تشابه العقيدة الدينية، تناقض الحقائق. ماذا نفعل؟ حماس منظمة ارهابية. الامم التي تقيم علي رأسها منظمات كهذه يجب أن تفهم ان لانتخابها ثمنا. ولكن من ناحية التهديد الوجودي الذي فيه لاسرائيل، حماس ـ مثل السلطة كلها ـ هي جهة لا طائل منها. كانت لارهاب حماس نجاحات تكتيكية محدودة وأثر استراتيجي محدود. فالارهاب لا يقوض دولا.ان التمسك الاسرائيلي بالماضي من اجل المستقبل يعبر عنه تعبيرا ساخرا آخر بتصريح شاؤول موفاز، عن أنه لن يلغي التسوية مع المدرسة الدينية التحضيرية في الون موريه بإزاء الدعوة التي لا لبس بها لرئيس المدرسة الحاخام الياكيم ليفانون لطلابه، ان يرفضوا الامر العسكري اذا ما طُلب اليهم المشاركة في اخلاء مستوطنات. وافق موفاز علي أن يلغي الاجراء اذا ما نشر ليفانون رسالة، يتخلي بها من دعوته ويعلن عن أنه لن يتصرف هذا التصرف في المستقبل. وها هو ذا مثال أمامكم علي الغاء الحاضر. فلم يعد الانسان محتاجا الي تحمل المسؤولية عن افعاله. يكفي أن يعلن عن أنه يأسف للماضي ويؤمل الخير في المستقبل. بعد أن يدعو الي الرفض في المرة القادمة، سيستطيع ليفانون أن يعلن مرة اخري بانه تعلم الدرس، وأنه يأسف للماضي، وهكذا دواليك، الي الابد. المشكلة هي أن الماضي لم يعد موجودا وان المستقبل لا يزال غير حاضر. يجب علي أحد ما أن يعالج الحاضر.افيعاد كلينبرغكاتب دائم في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 31/1/2006