الكشف عن وثائق جديدة عن بروتوكولات الحكومة الاسرائيلية عشية حرب حزيران

حجم الخط
0

الكشف عن وثائق جديدة عن بروتوكولات الحكومة الاسرائيلية عشية حرب حزيران

منها نقل اللاجئين الفلسطينيين الي العراق.. ومنع العرب في اسرائيل من الولادةالكشف عن وثائق جديدة عن بروتوكولات الحكومة الاسرائيلية عشية حرب حزيران فجأة يكشف أرشيف الدولة وثائق عن بروتوكولات الحكومة الاسرائيلية عشية حرب حزيران (يونيو) 1967، حيث اقترح رئيس الوزراء في حينه، ليفي اشكول، نقل اللاجئين الفلسطينيين الي العراق، بينما اقترح وزير داخليته من حزب المفدال، استيعاب 200 ألف لاجيء في اسرائيل.في التاسع عشر من شهر حزيران (يونيو) 1967، قدم الوزير بلا حقيبة، مناحيم بيغن، اقتراحا بمنع التدخين بالقرب من حائط البراق في القدس قائلا يجب أن يكتب هناك: ممنوع التدخين ، وهو لم يكن يقصد ايام السبت فقط، بل بصورة دائمة، ويجب عدم السماح بالقاء أعقاب السجائر هناك .ولكن لم تكن هذه هي الاقوال الوحيدة المهمة التي قيلت في ذلك اليوم في جلسة مجلس الوزراء، لأن موضوع جلسة الحكومة كان حول مستقبل المناطق ، وخلالها تحدثوا عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وبذلك تحولوا تدريجيا للبحث في مباديء قيام الحركة الصهيونية.رئيس الوزراء، اشكول، كان له اقتراح لهذه القضية، يمكن أن ننقل اللاجئين الفلسطينيين الي العراق.. لقد استقبلت اسرائيل لاجئين يهودا من العراق، فقد استقبلنا حوالي مئة ألف لاجيء يهودي من العراق، لذا يمكنهم استقبال مئة ألف لاجيء فلسطيني في العراق . وقد علل اشكول اقتراحه بالقول: هذه هي نفس اللغة.. وبنفس القدر.. توجد مياه وتوجد ارض . لقد رأي في هذه التسوية تبادلا سكانيا .لكن الوزير يعقوب شمعون شابيرا، وزير العدل في تلك الحكومة، أجاب علي ذلك الاقتراح بكلمة واحدة فقط هي لا .اشكول: ولماذا لا؟.شابيرا: لانهم سكان هذه البلاد التي أصبحت تحكمها أنت الآن، لا يوجد سبب لاخراج هؤلاء السكان الذين وُلدوا هنا ونقلهم الي العراق.اشكول: توجد هناك اراضٍ كبيرة فارغة ويلزمها سكان، واذا نُقل مئة ألف لن يُقلب العراق، هل يمكن القول بأن هذا ليس عدلا؟ (..) وبنفس المقياس لمثل الذين يعيشون في الاردن، فقد كانوا يعيشون قبل ذلك هنا، والآن هم يعيشون في الاردن، وهذا ليس أمرا كارثيا في هذا الصراع، وفي نهاية الأمر فاننا (اسرائيل) لم ندخل الي هنا (المناطق) علي شكل عصابات، فقد قلنا بأن ارض اسرائيل لنا.وزير الصحة يسرائيل برزيلي: ولكنهم ايضا، سكان ارض اسرائيل.اشكول: جميع اليهود في العالم هم سكان اسرائيل الذين تم اقتلاعهم منها وتم استيعابهم في اماكن اخري.هذه العبارات تضمنتها بروتوكولات مداولات الحكومة الاسرائيلية عام 1967، والتي تم الكشف عنها لاول مرة هذا الاسبوع، وبصورة فجائية. ومن المعروف أن الكشف عن وثائق في اسرائيل يحدث بطريقة ليبرالية بعض الشيء، بل انها أكثر ليبرالية من بعض الدول الاخري. فجميع وثائق الدول يمكن الكشف عنها بعد انقضاء ثلاثين سنة علي تدوينها، وهذه الوثائق الحكومية يُكشف عنها بعد اربعين سنة، أي بتأخير خمس سنوات عن المعتاد، مع أن هذه الوثائق كان مقررا الكشف عنها في السنوات العشر القادمة. مسؤول أرشيف الدولة، يهوشع فرويندليغ، والمسؤول عن كشف وثائق الحكومة، جلعاد ليبنه، يقولان إن المسؤول عن الأرشيف في الدولة بادر الي الكشف عن هذه الوثائق لسنة 1967 نظرا للاهتمام الكبير بأحداث تلك السنة والتي تعتبر مركز اهتمام الجمهور الاسرائيلي في هذه الايام.تشتمل هذه الوثائق المكشوف عنها حوالي 1500 صفحة، وتتضمن وثائق مداولات 15 جلسة من جلسات الحكومة الاسرائيلية في الفترة ما بين بداية شهر نيسان (ابريل) وحتي نهاية شهر حزيران (يونيو) 1967 هذه المداولات كانت لجلسات الحكومة بتركيبتها الكاملة، وليس الاجتماعات لشؤون الأمن. فهناك جرت المداولات المكثفة عشية الحرب وخلالها. لأن النظام ينص علي كشف وثائق اللجنة الوزارية لشؤون الأمن بعد مرور 50 سنة، وهنا يمكن التوقع بالكشف عنها كذلك قبل موعدها، وإلا ستبقي في الأرشيف عشر سنوات اخري أو أكثر، لأن الكشف عنها يُحسن نوعية الحوار الجماهيري، وهذا جيد للديمقراطية.الوثائق التي تم الكشف عنها هذا الاسبوع تعرض صورة جزئية للأحداث التي وقعت في الفترة التي سبقت الحرب، لكنها توضح بصورة جلية أن آبا ايبان، وزير خارجية اسرائيل في حينه، قد ضلل وزراء الحكومة بعد عودته من محادثات أجراها مع الرئيس الامريكي لندون جونسون حين أخبر الحكومة بأن الرئيس الامريكي أبلغه بأنه اذا لم تنجح الولايات المتحدة بتنظيم عملية دولية لكسر الحصار الذي فرضته مصر علي مضائق تيران، فان الاسطول السادس الامريكي سيقوم بذلك بمفرده . اتضح أن هذه الاقوال لم تكن صحيحة.أقوال الوزير آبا ايبان أقنعت وزراء الحكومة بتأجيل موعد الحرب، وهنا يكمن الأساس للزعزعة بأنه لو أقدمت اسرائيل علي العمل ضد مصر قبل أن يعقد الملك حسين، ملك الاردن، حلفا دفاعيا معها، فان اسرائيل لم تكن لتُقدِم علي احتلال الضفة الغربية.جلسة الحكومة في التاسع عشر من حزيران (يونيو) 1967 كانت بالأساس مخصصة لبلورة توجيهات محددة لوزير الخارجية، آبا ايبان، حول ما سيقوم بطرحه في الجمعية العامة للامم المتحدة وما سيبحثه مع الادارة الامريكية. لكن هذه المباحثات سرعان ما تحولت لموضوع ماذا ستفعل اسرائيل بالمناطق؟ . في نهاية المطاف تم الاتفاق علي أن اسرائيل مستعدة لاعادة شبه جزيرة سيناء الي مصر، وهضبة الجولان الي سورية في اطار اتفاقات سلام علنية وموقعة معهما، اضافة لشروط تعجيزية اخري لن تقبل بها الدول العربية ـ كما ذكر ذلك صراحة موشيه ديان ـ وهذا يشير بحسب هذه الوثائق الي أن اسرائيل لم تفوت الفرصة لتسوية سلمية.جميع الوزراء في حكومة اشكول أجمعوا علي عدم الموافقة علي الانسحاب من غزة والقدس، لأن هذه وتلك قد تقرر منذ البداية علي أن تكونا جزءا من ارض اسرائيل.جميع الوزراء لم يوافقوا علي الانسحاب من قطاع غزة، وكذلك عدم الموافقة علي التنازل عن القدس الشرقية، لأن هذه وتلك اعتبرتا منذ البداية جزءا من دولة اسرائيل . بعض الوزراء كانوا علي عِلم ودراية بأن المناطق (الضفة الغربية) المأهولة بالسكان تشكل خطرا علي مستقبل اسرائيل كدولة يهودية. الوزير شمعون شابير، وزير العدل، طالب باعادة الضفة الغربية للاردن، وإلا، فاننا حسب قوله، سنقضي علي المشروع الصهيوني وسنتحول هنا الي غيتو . ولكن من الواضح أن أحدا من الوزراء لم يسبق ونصح الحكومة بعدم احتلال الضفة الغربية، ولا أحد سأل بعد ذلك لماذا تحتل اسرائيل الضفة! بينما من الجائز لاسرائيل السيطرة علي القدس الشرقية، وهذا مفهوم بطبيعة الحال. وقد كان هناك من اقترح اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، لكن لا أحد من الوزراء اقترح انسحابا من جانب واحد. ودون التوصل الي اتفاق سلام.اقتراح نقل اللاجئين الفلسطينيين الي العراق والي بعض الدول العربية الاخري وجد قبولا لدي العديد من وزراء الحكومة، لكنهم واصلوا البحث في العديد من الاقتراحات الاخري لحل مسألة اللاجئين. وزير الداخلية، حاييم موشيه شابيرا، قدم اقتراحا للحكومة الاسرائيلية بخصوص اللاجئين، وهو يعتبر حتي الآن أكثر الاقتراحات التي فاجأت الحكومة بهذا الصدد، ولم يُقدم اقتراحا مثله في أي يوم من الايام. لقد اقترح استيعاب 200 ألف لاجيء فلسطيني داخل دولة اسرائيل ، وأضاف اذا وصل عدد العرب في اسرائيل الي 550 ألف عربي فانهم سيشكلون نسبة 20 في المئة من السكان فيها، واسرائيل تتطلع الي المزيد من المهاجرين اليهود اليها. وهنا أريد الوصول الي نتيجة مفادها أنه يجب عمل شيء جيد لأولادنا، وأريد أن أتمني بأن لا يكون عدد المصابين في طرقنا كبيرا، فاذا كان هناك ما نسبته 20 في المئة من العرب في الدولة فهذا ليس سيئا للغاية.. .مقاطع وفقرات حُذفت من هذه الوثائق تعطي الانطباع بأن لدي الدولة ـ حتي الآن ـ ما يجب أن تُخفيه عن الجمهور مثل تشجيع الولادة لدي اليهود دون العرب والطرق اللازمة لتهويد القدس الشرقية . مداولات الحكومة الاسرائيلية في عام 1967، حتي في جلساتها للجنة وزارية لشؤون الأمن، نشر بعضها في سنوات ماضية، وكذلك من خلال بعض الوثائق التي احتفظ بها بعض الوزراء بصورة شخصية، وهذا يبلور الانطـــــباع المعقول نسبيا بأن بعـــض هذه الوثائق التي لم يقرر بعد أرشيف الدولة الرسمي نشــــرها، والتي لا توجد في أربع صفحـــــات منها أســرار عسكرية بل احتوت علي ما يعطي الانطباع بوضع اسرائيل تحت ضوء الانسانية وابعادها، قدر المستطاع، عن العنصرية.في جلسة الحكومة في التاسع من نيسان (ابريل) 1967 بحثت الحكومة في الطرق اللازمة لتشجيع الولادة، وفي الوثائق التي نشرت هذا الاسبوع حُذفت بعض المقاطع التي تُنسب الي وزير الأديان زيرح فيرهتيغ، وحوالي نصف صفحة من حديث وزير الشؤون الاجتماعية، يوسف بورغ، وكلاهما، كما نعرف، من حزب المفدال، ومن خلال محاولة الربط بين الفقرات الموجودة وفهم المحذوفة يمكن القول إن كليهما حاول تشجيع الولادة والانجاب عند اليهود فقط . وزير العدل شابيرا رد علي هذه الاقتراحات بقوله كان يمكن الموافقة عليها لو كان يمكن اخفاء ذلك، وحيث لا يمكننا اخفاء أمر كهذا فانني لا اؤيد الاقتراح .من الواضح أن الاقتراح كان يتلخص بتشجيع اليهود بواسطة تسهيلات اقتصادية وحرمان العرب منها، ولكن اخفاء بعض الفقرات من المداولات والتي يتضح أنها بحثت في موضوع منع الاجهاض ، يمكن أن يولد منها ما سيثير زوبعة من الأقاويل حول ما حاول وزراء المفدال فعله لمنع مواصلة الانجاب عند العرب، ولذلك فان عدم نشر هذه الفقرات التي ستثير الشكوك، سيوقع الضرر باسرائيل أكثر بكثير مما لو قمنا بنشرها دون حذف.قال ديان: اذا وافقت الحكومة علي عدم السماح بعودة سكان قري اللطرون التي أخرجناهم منها فانني أوافق علي اعادة إعمار بيوت الفلسطينيين التي هدمها الجيش في مدينة قلقيلية واعادة سكانها إليها .جزء من هذه الفقرات التي تم حذفها تشتمل علي معلومات خاصة بالإضرار بالسكان المدنيين، كما هي الحال بالنسبة لموضوع تشجيع زيادة الولادة عند اليهود، وأن اخفاء هذه المعلومات يمكنه أن يولد الاعتقاد بأن الدولة تتستر علي جرائم حرب . وفي جميع الاحوال، فان الدولة التي تخفي معلومات حول المس بحقوق الانسان، لا يمكنها التبجح بأنها تفعل كل شيء لمنع حدوثها في المستقبل.وقد تضمن البحث ايضا مداولات حول المعلومات عن هدم منازل عربية وعن طرد جماعي لسكان عرب من الضفة الغربية الي الاردن. وأن تقديرات الوزراء كانت تدور حول 100 ألف فلسطيني، ولكن من الواضح أن الرقم كان أكبر من هذا بكثير. وهنا عقب الوزير شابيرا بقوله من الواضح أن جزءا من هؤلاء قد خرجوا تحت الضغوط، وأنا لا أعرف طبيعة هذه الضغوط، ولكن السؤال الآن هو: هل نريد وقف هذه الضغوط أم لا؟ .وفي اطار هذه المداولات كثر الحديث عن مصير اربع قري فلسطينية في منطقة اللطرون، التي أصدر موشيه ديان أوامره بهدمها بعد أن قام الجيش الاسرائيلي بطرد سكانها، وهذه قصة معروفة وجري الحديث عنها كثيرا ولا حاجة لاخفاء أمرها. فقد بحثت الحكومة في امكانية اعادة سكان قري اللطرون اليها، لكن ديان عارض هذا الاقتراح بشدة، وبروتوكول الجلسة يُظهر أن الوزير ديان عرض اقتراحا علي الحكومة بصدد هذه المسألة علي شكل صفقة قائلا: اذا وافق الوزراء علي موقفي بعدم اعادة سكان قري اللطرون الي قراهم، فانني أوافق علي اعادة إعمار بيوت مدينة قلقيلية والسماح لسكانها الذين طُردوا منها بالعودة اليها . وهكذا كانت ايضا مداولات حول بيوت وقري دُمرت في هضبة الجولان لم يُكشف عنها، وكذلك حول الخطط المستقبلية لـ تهويد القدس . سيجد الطلاب الذين يدرسون الاعلام في هذه الوثائق الشيء الكثير عن مدي الأهمية الكبيرة التي يوليها وزراء تلك الحكومة للاعلام وللصحافة المحلية والعالمية. فقد كانوا يُحذرون أنفسهم بضرورة عدم اعطاء فرص للانطباع السيء لدي اذاعة الـ بي.بي.سي ، كما أن مداولات الحكومة السياسية عشية حرب حزيران (يونيو) كانت مليئة بـ الأنا السياسية والتي وصلت في ذروتها الي الإطاحة بأشكول من وزارة الدفاع، وأن خطاب الاستسلام الذي ألقاه اشكول في الحكومة بهذا الصدد كان مليئا بالألم والمرارة بسبب حملات التشويه التي شنتها عليه حكومته حين قال ان هذا الأمر يقطعني الي نصفين ، وكانت تعليقات الوزراء علي ذلك بمصطلحات من الايديش تعني أن الانطباع الذي أحدثوه كان بقصد إظهار أن الترجمة لم تكن دقيقة قدر الامكان.توم سيغفكاتب ومحلل في الصحيفة(ملحق هآرتس) 5/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية